تعمد معظم الأسر السعودية إلى الإسراف في شراء الأطعمة قبيل شهر رمضان، و تستعد للشهر الكريم من خلال شراء كمية كبيرة من المواد الغذائية، تفوق – في معظم الأحيان- الحاجة الفعلية للأسر، و يصبح الأمر أقرب إلى كونه عادة سيئة، تتفاقم مع مرور الوقت، و مع أن التجربة تثبت سنوياً أن كمية الشراء، تفوق حاجة الاستهلاك، إلا أن هذا السلوك يظل متبعاً، ك” بروتوكول” رمضاني ثابت. و يقول على التميمي” اعتدنا على ازدحام الأسواق كل عام، قبل دخول شهر رمضان المبارك، حيث يتزايد الإقبال على شراء الأطعمة بشتى أصنافها، وكأن هذا الشهر الفضيل من أكثر الشهور أكلاً للطعام، وينتج عن ذلك مائدة إفطار بشتى المأكولات والمشروبات، وتبقى كما هي بعد الفطور”. و يشير التميمي إلى أن معظم الناس لا يستهلكون إلا القليل من الأصناف المعدة على المائدة، و تستقر بقية الأطعمة في الحاويات، فهذا هو الإسراف في النعمة، فغالبية الناس يلجؤون إلى الإسراف بدافع التباهي وحب التميز لدى بعض السيدات، ويزيد الأمر سوءاً قلة الوعي الصحي بعواقب كثرة الأكل، من الخمول والتعب وغيرها من الأضرار. وتعترف ربة المنزل منى الصالح أنها” مسرفة” في مائدة الإفطار الرمضانية، و ترجع الأمر إلى رغبتها في تقليد بقية السيدات، حتى لا تكون أقل منهن، و رغم إدراكها خطورة هذه العادة، و نبذها شرعاً، إلا أنها حريصة تماماً على ألا تكون مائدتها أقل من غيرها، بغض النظر عن وجود من يأكل كميات الطعام الكبيرة، أو رميها في الحاوية. و أكد عمال نظافة ل” الشرق” تضاعف حجم النفايات في شهر رمضان، بشكل يفوق بقية الشهور، عدة مرات مما يضطرهم إلى تحميل النفايات أكثر من مرة في اليوم لمواجهة حجم النفايات التي تتضاعف في هذا الشهر.