ارتفع السعر الفوري للذهب مقتربا من 1900 دولار للاوقية «الاونصة» وسط قلق بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي مما زاد الاقبال على المعدن النفيس كملاذ امن وجراء حديث عن احتمال أن يدفع النمو الضعيف في الولاياتالمتحدة لجولة جديدة من التيسير الكمى. وساهم تعافي أسواق الاسهم مع بدء التداول في أوروبا في تراجع الذهب من مستوياته المرتفعة ولكن الاسعار ما زالت مرتفعة مع استمرار التقلب في أسواق المال. وارتفع الذهب الى 10ر1894 دولار للاوقية وزاد 1ر1 بالمائة الى 59ر1878 دولار للاوقية بحلول الساعة 10:14 بتوقيت جرينتش بعد أن حقق أكبر مكسب أسبوعي منذ فبراير 2009. وقال تقرير اقتصادى إن هناك عوامل عدة تدفع باتجاه كون الذهب الاصل الاستثماري البديل للمستثمرين اهمها الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية السائدة والتوقعات بارتفاع التضخم وقوة الشراء من قبل البنوك لتنويع الاحتياطيات، وتوقع التقرير الصادر عن شركة «بيتك للابحاث» التابعة لبيت التمويل الكويتي «بيتك» ان يواصل سعر الذهب ارتفاعه متجاوزا سقف 1800 دولار للأونصة بسبب حالة الشك المستمرة في الاسواق العالمية مضيفا ان سعر الذهب ارتفع بنسبة 13 بالمائة خلال العام الحالي، وعلى الرغم من ان التوقعات تشير الى ارتفاع اسعار الذهب في المدى القريب فإن ثمة اعتقادا أن الاسعار اقتربت من ذروتها بيد ان هذا الاعتقاد يظل رهنا بجملة امور اهمها تطورات ازمة الديون الامريكية واستعادة الاقتصاد الامريكي انتعاشه وجهود تصحيح الاوضاع في منطقة اليورو والتوقعات بارتفاع أسعار الفائدة الرسمية على المدى المتوسط، وقال التقرير ان سعر الذهب تضاعف اكثر من مرتين منذ انهيار شركة «ليمان برازر» في 2008 لافتا الى ارتفاع الطلب من قبل المستثمرين من 692 طنا في 2007 الى 1487 طنا في 2010. وأوضح ان اسعار معظم السلع الاساسية كانت متقلبة في الربع الثاني من العام الحالي لعدد من الاسباب التي شابت تقلبات الاسعار منها تزايد نسب الاخطار الجيوسياسية والظروف المناخية القاسية والشكوك حول النمو الاقتصادي العالمي والتغيرات المستقبلية لبعض مشتقات السلع. وقال التقرير ان هناك مسألتين تخصان اسعار الذهب الاولى خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة والثانية ارتفاع عوائد السندات في عام 2010 لايطاليا واسبانيا في حين أنذرت الأزمة اليونانية بلدانا اخرى مما اثر على الثقة في منطقة اليورو، واضاف ان من العوامل التي ادت الى ارتفاع اسعار الذهب ارتفاع نسبة التضخم في مختلف انحاء العالم حيث لوحظ سرعة ارتفاع اسعار السلع والخدمات خلال الاشهر القليلة الماضية مع ازدياد توقعات التضخم طويل الامد بالتزامن مع الضغوط على اسعار السلع خصوصا النفط الخام، وقال ان القوة الشرائية للذهب ستحافظ على قوتها في عام 2011 حيث تتحول البنوك المركزية الى الذهب كوسيلة لتنويع احتياطياتها في الاصول التي لا ترتبط بمخاطر ائتمانية أو مخاطر الطرف الاخر حيث قامت البنوك المركزية بشراء المزيد من الذهب كاحتياطيات اضافة الى كثرة الطلب على المجوهرات في الهند والصين، وأشار الى أن اهم العوامل التي قد تؤثر على اتجاه سعر الذهب مستوى معدلات الفائدة الحقيقية، مبينا انه في الوقت الذي يفتقر فيه الذهب الى عوائده الخاصة تزداد تكلفة فرصة امتلاك الذهب مع زيادة اسعار الفائدة الحقيقية وتنخفض مع تراجعها، واضاف التقرير ان العوامل التى تؤثر على اتجاه الذهب العلاقة بين الدولار الامريكي والذهب مبينا ان القيمة الخارجية للدولار شكلت تأثيرا كبيرا على المدى القصير لتحركات أسعار الذهب. وافاد بأن تراجع الدولار يؤدي لزيادة القدرة الشرائية لدول المناطق التي لا تعتمد على الدولار وان ارتفاع الدولار يقلل من ذلك مما يزيد من اسعار السلع الاساسية بما في ذلك الذهب. وارتفع البلاتين 9ر0 بالمائة الى 38ر1888 دولار للاوقية وكان قد سجل في وقت سابق أعلى مستوى منذ يوليو 2008 عند 1895 دولارا. وزاد سعر الفضة في المعاملات الفورية 2ر2 بالمائة الى 79ر43 دولار للاوقية وصعد البلاديوم 5ر0 بالمائة الى 43ر748 دولار للاوقية.