فتحت المنتديات الأدبية في المملكة تنافسا قويا في الحضور الأدبي والفكري على الساحة الثقافية، وجلبت هذه المنتديات العديد من المثقفين والمطلعين على الأدب وفنونه المتنوعة للمشاركة كتابيا من الناحية الثقافية والشعرية أو القصة، وأيضا التعبير عن التوجهات الفكرية المختلفة، ولم تقتصر هذه الكتابات على النخبة من المثقفين، إذ يشارك فيها من له توجهات أدبية أو فكرية، في طرح المواضيع التي تأخذ أحيانا سجالا بين المتحاورين، فيما يرى آخرون أن هذه المنتديات أثرت الحراك الثقافي في الوسط الأدبي. «اليوم» من خلال هذا الموضوع تسبر بعض خصوصيات هذه المنتديات وبدايات تأسيسها والأعضاء الفاعلين فيها، كذلك إنتاجها وكيف يديرون هذه المواقع رغم التنافس فيما بينها. وفي إطلالة جديدة على هذه المنتديات، تناولنا «منتدى الخبر» احد أبرز المنتديات على الشبكة العنكبوتية الإنترنت حيث أكد أعضاء المنتدى خلال الحديث معهم أنه لا توجد صعوبة في الوصول إلى النجاح في إنشاء المنتدى وإعطائه صيتا قويا بين المنتديات بل الصعوبة تكمن في المحافظة على هذا النجاح، مشيرين الى ان الصعوبة ليست في الوصول إلى التميز بل في تحقيق الإنفراد والأولوية وكذلك تحقيق أرقام قياسية جديدة في الموضوعات الهادفة والساخنة والأعضاء والزوار المسجلين. التواضع.. تحرص الشبكة على أن تجذب أعضاءها إليها، وتأخذ بقلوبهم تماما مثل مدينة (الخبر).. تلك المدينة الفتية التي أخذت بلباب ساكنيها، فجذبتهم إليها، بما تحمله من سحر خاص، ويقول العضو (مزيون الخبر)، الذي يعد من أحدث الأعضاء المنضمين للمنتديات: «الخبر من قديم وهي من أهم المدن في السعودية والخليج».. وعن انضمامه للمنتديات يؤكد أنه انضم قبل ثلاثة شهور مشيرا إلى أن الذي جذبه له «أشياء كثيرة»، منها على سبيل المثال لا الحصر، شهرته والصيت الطيب عن أعضائه وقرب الأعضاء من بعضهم»، وأكد أنه يتميز ب«أشياء كثيرة حلوة.. منها طيبة الأعضاء وسماحتهم وأخلاقهم العالية، إذ إن المسؤولين عنه متواضعون جدا.. فوق هذا - مثل ما قلت قرب الأعضاء والمشرفين من بعض». ويقول المشرف العام على الشبكة علي الشمري: «لقد انضممت إلى منتدى الخبر في شهر نوفمبر عام 2009». وعن أسباب انضمامه إلى المنتدى يؤكد «حبي وعشقي لمدينة الخبر، نعم مدينة تذوب فيها الثقافات والعادات والتقاليد، وتتعانق فيها الأفكار والقناعات، رسمت ملامح التعايش بين جنسيات مختلفة في مكان تتجسد فيه علامات الجمال في كل زاوية من زواياها، فقد تميزت بسحرها الذي يخطف الألباب، وكسبت قلوب كل زوارها بالروح التي تحتضنهم من خلال ثقافة سكانها، التي لا تختلف عن مدن المملكة جميعا، بأذرع مفتوحة مرحبة سعيدة بقدوم الضيوف إليها، حتى إذا شاهدوا جمالها بأعينهم وتنفسوا عطرها الثقافي في ملامحها وتملك حبها قلوبهم أصبحوا هم أهل الدار أيضا». ويواصل الشمري «أن سحر الشرق يجتمع هنا في الخبر خصوصا، في لياليها الحالمة أمام شاطئ بحر الخليج العربي، الذي يتسع صدره لجميع زواره مرحبا بهم في داخل أعماقه، ليزيح همومهم وأحزانهم ويملأ نفوسهم رضا وسعادة وحبا بهمساته التي تداعب الأسماع، ولونه الذي يأسر العيون وسمائه التي تتزين بأحلى حلة، فرحة بزوارها من خلال عقد من النجوم البراقة وقمر مستدير يزداد نوره عندما يبتسم لكل المارين بمدينة الخبر، يسهر لأجلهم ويأنسهم طوال مدة جلوسهم أمام هذا الشاطئ العجيب، الذي لا يستطيع من زاره مرة ألا يكررها مرات ومرات». ويقول الشمري: «إن الحروف تحمر خجلا من وصف هذه المدينة الجميلة، فعلا لها طابع ولون وطعم خاص.. فهنا نتنفس الجمال وتهمس القلوب بحب يسكن الأعماق، وفكر يؤمن بالتطور الذي تتميز به، فالجمال الساحر للخبر لا ينتهي أبدا، ففي اليوم الواحد تجد أن ملامح الجمال تتجدد عبر كل دقيقة تمر، لتجد نفسك تستمتع بالنظر إلى أجمل ما يمكن أن تراه عيناك في مكان واحد بألوان مختلفة تجسد الجمال». متنفس لقلمي وتقول عضو المنتديات (الراسية) إن أكثر ما جذبها في منتدى الخبر، أنه «وجدت لقلمي متنفساً وقبولا لدى الأعضاء، ثم جذبتني محبتهم لمدينة الخبر»، وأضافت «لمست كذلك قوة الترابط بين الإدارة والأعضاء وتداخلهم معاً دون أي فروق سواء في المواضيع أو في شريط الإهداء، وهذا قلما تجده في أي منتدى آخر». وتؤكد أنها انضمت للمنتدى في بداية 2010م، مشيرة إلى أن «حرية الرأي ورقي الإدارة في التعامل حتى مع المخطئين وهم قلة، من الأشياء المميزة في المنتدى». وتؤكد أن الخبر احتلت المركز الثاني كأجمل مدينة في الشرق الأوسط بعد مدينة دبي، مشيرة إلى أن «هذا المركز الكبير هو بسبب بسيط أو بسبب جوها، بل أن سكانها ومناظرها والحياة فيها مختلفة تماما عن أي مدينة في السعودية.. فلا هي زحمة ولا هي فاضية». تميزت بسحرها الذي يخطف الألباب، وكسبت قلوب كل زوارها بالروح التي تحتضنهم من خلال ثقافة سكانها، التي لا تختلف عن مدن المملكة جميعا واعتبرت المدينة أنه «مناسبة للمتزوجين والعزاب معا»، فالخبر واحدة من أكبر مدن المنطقة الشرقية وأهمها، إذ تتمركز في مكان استراتيجي تبعد عن الدمام 17 كم، والظهران 10 كم، وهي المدينة التي ترتبط بمملكة البحرين عبر جسر؛ إذ أنها تطل على الخليج العربي مباشرة». وتضيف: «مساحة مدينتنا 571 كيلو مترا مربعا، فيما يبلغ عدد سكانها 165,799 مواطنا و 210.000 مقيم غير سعودي، فالمقيمون نسبتهم كبيرة فيها لعملهم في الشركات والمصانع والتعليم!». وتقول تسمية المدينة باسم (الخبر): «جدي الرابع عشر يؤكد أن الخبر مستأصلة من «الخبراء»، والخبراء بقايا المطر، وهذا يدل على أن الخبر قديماً كانت غنية بالأمطار». فيما تؤكد العضو (نوف) التي انضمت للمنتدى قبل ثلاث سنوات، أن الذي جذبها لمنتدى الخبر «حرية الرأي، فأعضاؤه متميزون دائما، ويسود بينهم التفاهم، وفي الأخير جو المنتدى هادئ وارتاح لما أدخله». وانضم العضو (شقاوة روح) للمنتدى في 2010، مؤكدا أن تفاعل الأعضاء مع بعضهم والألفة بينهم وبين المشرفين والإدارة، قلما يكون موجودا في كثير من المنتديات الإلكترونية. وأضاف: «إذا كنت حزينا يشعرون ويدعون لك وإذا كنت مبسوطا يشاركونك أفراحك.. فالله يديم المحبة يا رب»، مشيرا إلى أن أكثر ما يميز (شبكة ومنتدى الخبر) هو «روح الأخوة بين الأعضاء والمشرفين وكلهم يسعون لرقي منتداهم». لا تعرف الخيانة ويقول عضو المنتديات (رمل الوعد) إن مدينة الخبر، من أقرب المناطق إلى قلبي، ويصفها ب«السيدة الجميلة، فذراعاها دائماً مفتوحان لكَ، مهما ساءت أمورك». ويقدم شكره للمشرف العام علي الشمري الذي أكرمنا بدعوته. وبحق أستمتع بقراءة الردود هنا، فأصبحت نفسي عاجزة عن الكتابة ولا أعلم لماذا! لكنني ما زلت أقاوم كسلي بالقراءة». وعن انضمامه للمنتديات يقول: «مُنذ أيام قليلة ماضية». وما الذي يجذبك للمنتدى؟ يقول: «في العادة أنا لستُ ممن يحبون المشاركة، فأنا أقرب لمن يحضر ليقرأ ويذهب، لكنني حظيت بوقت جميل هنا، وقرأت لأقلام جميلة، ناضجة ومثقفة». مشيرا إلى أن ما يراه من أبرز مميزات المنتديات هو «التنوع، والألفة، وتقبل الرأي والرأي الآخر». 1.3 مليون مشاركة هادفة في 5 سنوات يخبرنا فهد الحبردي (مؤسس المنتديات) المكنى ب(أبو شهد)، أن مشاركات أعضاء (شبكة ومنتدى الخبر)، بلغت نحو 1.136.320 مشاركة، خلال خمس سنوات فقط، هي العمر الحقيقي للمنتدى. ويشير الحبردي إلى أن البداية الحقيقية ل(شبكة ومنتدى الخبر)، كانت في يوم 28 يونيو 2006، وأن عدد الأعضاء حاليا وصل إلى أكثر من 17,408، مؤكدا أن الشبكة تجاوزت بما تتمتع به من قبول ورواج، حدود مدينة الخبر، بل والمنطقة الشرقية إلى مناطق كثيرة من المملكة، ويقول: «بل لا أبالغ إن أكدت أنها تخطت حدود الوطن إلى السعوديين المقيمين في الخارج من أجل الدراسة أو العمل أو حتى النزهة»، مضيفا أن «كثيرا من أعضاء شبكة ومنتدى الخبر يؤكدون لي أنهم لا يستطيعون وهم في رحلات عملهم أو دراستهم أن يبتعدوا عن المنتدى، الأمر الذي لاحظه كثير من أصدقائهم في الخارج فانجذبوا نحو المنتدى من باب الفضول وكشف ماهيته، ليصبحوا بعد ذلك أعضاء فاعلين فيه». فيما يؤكد ياسر الحبردي التقني المسؤول عن الشبكة أن المواضيع التي اهتم بها الأعضاء وتناولوها خلال السنوات الخمس الماضية بلغت نحو 62 ألف موضوع. ويشير إلى أن الموضوعات التي خاض فيها الأعضاء خلال مشاركاتهم، اتسمت بالتنوع، فمنها الثقافي والاقتصادي والرياضي والديني والتقني، مؤكدا أن أبرز ما تميزت به تلك المشاركات، هو المحافظة على قوانين المنتدى التي التزم بها الأعضاء. ويضيف الحبردي أن «عدم خروج أي عضو على النص، أكسب الشبكة احتراما وثقة الأعضاء، ما ساهم في جذب المزيد، لأن هذا الالتزام جعل الأب في بيته يعتبر المنتدى واحة فياضة لجميع أفراد الأسرة دون استثناء، فالزوجة لها مشاركاتها وتفاعلها في إطار من الالتزام والخصوصية، والأبناء لا يخشى الأب أو الأم عليهم، ويتيح لهم المنتدى ما يناسبهم». ويتفق الجميع على أن شعار (عائلة واحدة ليس مجرد شعار أعلنته الشبكة بل التزمت به على مستوى مسئوليها ومشرفيها وأعضائها، مؤكدين أن أبناء المملكة نشأوا على مجموعة من العادات والتقاليد التي تأصلت في نفوسهم، فالتزموا بها وساروا عليها.
«شبكة ومنتديات الخبر» حلم جمع أبناء المدينة ليقودوا دفتها لم يكن يتوقع فهد الحبردي مؤسس شبكة ومنتديات الخبر أن حلمه، الذي راوده كثيراً في منامه ويقظته حتى ملك مشاعره وجلّ تفكيره، أن يصبح حقيقة وواقعاً يراه القاصي والداني، بل ويأخذ مكانة كبيرة في نفوس سكان (الخبر)، تلك المدينة الساحلية التي يحتضنها الخليج العربي، كأنها ابنته المدللة، أو تعتبر له بمنزلة العين من الجسد. يقول الحبردي: «حلم جعل سكان الخبر (عائلة واحدة) راودني كثيراً، حتى ملك عليّ تفكيري في يقظتي قبل منامي، فقد كنتُ دوما أتساءل هل أستطيع أن أربط سكان حوالي 20 حياً هي قوام أحياء الخبر، بمد جسور تواصل بينهم، وتقربهم». وإذا كان هناك اختلاف في أصل تسمية مدينة الخبر على وجه التحديد، فبينما يرى بعض الناس أنها جمع (خُبرة)، وهو المكان الذي تتجمع فيه مياه السيول والأمطار، يرى آخرون أن كلمة (خُبَر) تعني شجر السّدر والأراك، وسميت بها المدينة لكثرة هذه الأشجار على الساحل، فإن الحبردي يرى أنه اختار تسمية منتداه ب «منتدى الخبر»، على اسم المدينة الساحلية، وذلك ل «اعتزازي بأني أحد أبنائها، وبعد اتفاق مع صحبة من خيرة أبناء مدينتنا الغالية». وحول الهدف من المنتدى أكد أبو شهد أن «الهدف الذي جمعنا واحد كوحدة نشأتنا في الخبر، وهو أن يكون للخبر موقع يجمعنا ونتواصل عبره اجتماعياً، حتى وإن تفرقنا كل في منزله أو حتى خارج المنطقة الشرقية، أو خارج المملكة، فيبقى منتدى الخبر هو حلقة وصل بيننا». وأشار إلى أن المنتدى لاقى قبولاً كبيراً منذ أن تم تدشينه، لأنه يحمل شعار روح العائلة الواحدة، وتم حجز النطاق (الدومين) ، فيما تم افتتاح الموقع قبل خمس سنوات وتحديداً في 28 يونيو 2006م.