لنسترح قليلاً من (وجع الدماغ) . ولكنه منظر تكرر كثيراً على شاشات التلفزيون والمنظر هو : قوات حفظ السلام بقبعاتهم الزرقاء وتجهيزاتهم العسكرية . يمر بهم فلاح من جنوب لبنان على حماره في طريقه إلى ضيعته أو مزرعته أو حقله أو أنه ذاهب للتسوق أو للمشاركة في فرح أو عزاء أو أداء واجب . يقف هذا الفلاح بحماره إلى جوار دبابة وجنود . يبادلونه النظرات فربما كان مفخخاً . فيبتسم في وجوههم وكأنه يرسل إليهم رسالة تقول : لو بادلتموني هذه الدبابة بحماري لرفضت . الحمار أرحم منكم وأكثر طاعة وفهما ولا يحتاج لصيانة وقطع غيار . الحمار جزء من حياتي وأرضي وعائلتي وله (مَعَزَّة) خاصة عندي . حماري ليس مذهبياً ولا حزبياً ولا ليبرالياً أو بعثياً أو صوفياً . حماري لا يحمل رقما ولا لوحة ولا أوراقا .. حماري يعرف أنه أكثر منكم علاقة بأرضي . لا تستوقفه لوحات التعليمات ويعرف طريق بيتي وطريق السوق وحيث يأكل وينام .. حماري لا يشارك في انتخابات ولا مؤتمرات ولا تصفيق ولا مهرجانات . حماري ليس له عدَّة نوايا . ولديه سؤال .. ماذا تفعلون هنا ؟!!!! شعر بأنه تجرأ بالسؤال .. فقد تكون الإجابة ممنوعة إلا من (فم) واحد .. قد يكون السؤال - أصلاً - ممنوعا !!! قد يكون حتى مجرد التفكير في السؤال ممنوعا ... قد تكون الإجابات ممنوعة . - مو شغلك . تخيلوا ما تستطيعون تخيله . وليبدأ كل منكم بكتابة قصة عن الحمار والمدرعة مثلاً أو القبعات الزرقاء والحمار . أو عدد الحمير في عالمنا العربي والتي نحتاجها بعد عجز (بني آدم) عن قول الحقيقة- جئنا للحفاظ على حياتك وحمارك أو (حميرك) . - موجودون بقرار دولي من هيئة الدول الأمريكية .. - موجودون من أجل أن ينام الإسرائيليون في غرف نومكم ومزارعكم إلى أن تصلوا إلى حل . - وتتكرر الصورة . حمار آخر . وعربي آخر بجوار عربة قوات حفظ السلام في دارفور ، وحمار آخر في الصومال وثالث في العراق وربما في اليمن وسوريا وليبيا وغيرهم في طابور الانتظار . - القبعات الزرق تتناثر للفصل بين الضعيف المغلوب على أمره والمستعمر . بين أخوين ، بين حقيقة وكذبة ، بين زوج وزوجته تحت مظلة العدل . - تخيلوا ما تستطيعون تخيله . وليبدأ كل منكم بكتابة قصة عن الحمار والمدرعة مثلاً أو القبعات الزرقاء والحمار . أو عدد الحمير في عالمنا العربي والتي نحتاجها بعد عجز (بني آدم) عن قول الحقيقة . وليكن عنوان ما ستكتبونه (السلام . وقوات حفظ الحمار) . ورزقي على الله.