من الناس من يستمتع بالمزاح الثقيل، مثل ذلك الرجل الذي دعا مجموعة من أصحابه إلى وليمة وحينما أكلوا وشبعوا، هرب منهم بعد علّمهم أن «ذبيحتهم» لم تكن سوى حمار أعزكم الله، أبلغ المتضررون رجال الشرطة فتم القبض عليه والخبر نشر في صحف محلية، والمزح الثقيل هو التبرير السهل، لكن بعض الأصدقاء يرون أن وراء لحم الحمار ما وراءه مثل تسجيل سابقة تاريخية في المحيط الصغير للمدعوين، كأن الوليمة جزء من قصة لا نعرف أولها، لا ندري، لكن الحمار خلال هذا العام والذي سبقه أصبح أكثر قرباً منا رغم أن المدنية أبعدته مسافات، اقترب الحمار أكثر منذ ظهور سيدة في أحد البرامج التلفزيونية تطلب أكل «أي لحم» ولو كان لحم حمار في معرض الإشارة المبالغة لفقر تعانيه، ثم نشر عن الخطوط السعودية اتهام بتقديم لحوم حمير على إحدى رحلاتها وهي حكاية لم تثبت صحتها وشخصياً لم أصدقها حتى ولو كانت ممازحة للركاب، صحيح أن «الخطوط» تمزح مزحاً ثقيلاً مع ركابها لكن لا أتوقع أن يصل إلى هذا الحد. وحادثة وليمة الحمار ذكرتني بقصة أخرى بطلها حمار نجا من الذبح! تمنيت الحصول على رقم هاتف الجزار الذي ذبح حمار الوليمة، لأطرح عليه سؤالاً وحيداً، هل وجد مرارة للحمار؟ والسبب قصة مضحكة علمتها من مصدر «مطلع». قبل سنة «ماكينة سنجر» انتشرت ظاهرة توليد الأموال و«تدبيلها» من خلال الاستعانة بمشعوذين، ووقع أحدهم في فخ هذه الخرافة، رصد مبلغاً من المال لتحويله إلى ملايين وكان المشعوذون وسماسرتهم جاهزين، ولأن المطلب غريب بدأت الطلبات الغريبة والمستحيلة، فالمال لا يتوالد إلا من التجارة الناجحة أو الكسب غير المشروع، مثل توظيف الأموال وشطفها وشفطها أو تفسير الأحلام! لكنه لا يتوالد من نفسه، وبعد أن «عشت» المشعوذين فترة من الزمن في شقة مفروشة «ماكلين شاربين»، وأحسوا أنهم «زودوها» رموا ورقتهم الأخيرة، أخبروا صاحب المال أن الأمور جاهزة، ولكن للحصول على الملايين عليه أن يحضر لهم مرارة حمار... طازجة، وانتشر أكثر من سمسار حول المدينة يبحثون عن حمار، أحدهم برر الحاجة للبائعين بوجود مزرعة، أما الآخر فكان أكثر عجلة، إذ فاوض فلاحاً على شراء حمار مع ذبحه، وحينما استغرب الفلاح قال له إنه يحتاج مرارة الحمار للعلاج من مرض مستعصٍ، فأخبره الفلاح أن الحمار لا مرارة له، وإلا لانفجرت وانقرض منذ زمن طويل. www.asuwayed.com