تخيل أن ابنتك تدخل راكضة إليك بمنتهى الفرح وأنت «تتقهوى في المقلط في أمان الله»، لتزف إليك الخبر السار: «بابا بارك لي؛ جاني عقد عمل شغالة في الخارج ب 1000 دولار، وتأمين طبي شامل، وثلاثة رواتب بدل سكن، وإجازة أسبوعية يومين، وإجازة سنوية شهر، وتذاكر ذهاب وعودة مرة في السنة». ما موقفك ساعتها؟ هل ستطير معها من الفرح، أم ستطير في وجهها وتقلب الدنيا على رأسها؟ هل ستشجعها وتدعمها وتدعو لها بالتوفيق، أم ستصب جام غضبك عليها وتكره الساعة اللي جبت فيها بنت؟ هل ستبدأ في إنهاء معاملات سفرها وترافقها لتطمئن عليها وتعود وأنت تدعو لها بالتوفيق، أم ستضربها وتحبسها وتمنعها من العمل حتى يأتيها ابن الحلال اللي يفكك منها ومن بلاها وتدعي عليها وعلى أمها اللي ما ربتها زي الناس؟ هل سينطبق عليك المثل العامي الذي ينطبق على من يمر بمثل هذا الموقف «كنه طايح من على حمار»، أم ستكمل على ظهر حمارك حتى آخر المشوار؟ بصراحة، أتخيل أن 99.9 في المائة من السعوديين «طايحين من على حميرهم» عندما قرأوا خبر «التحاق 30 سعودية للعمل خادمات في منازل قطرية»، وأنا طحت من على حماري معهم، وأصبت بكسور ورضوض وكدمات موجعة. غضب بعض الكتاب والقراء لمجرد قراءة الخبر المفجع، وطالبوا بإصدار قرار عاجل يمنعهن من العمل كخادمات منزليات في الخارج؛ حفاظا على سمعتنا في الخارج، وصونا لكرامتنا التي ستهدر عن آخرها في منازل الغير «يا شماتة أبله طازه فينا». ولا أدري، هل كان من المفترض أن نغضب ونبحث عن الثأر من الثلاثين فتاة الباحثات عن لقمة عيش شريفة ونطالب بصدور قرار يمنعهن من الحصول عليها لسد رمقهن، أم أن نطالب بتوفير عمل عاجل لهن يحفظ لهن كرامتهن في الداخل وبمميزات وظيفية أفضل من التي توفرت لهن في قطر أو غيرها؟. العمل الشريف شرف، والتدخل في شؤون الآخرين أو الأخريات «لقافة ما بعدها لقافة»، «واللي ما هو عاجبه، يهز طوله ويقوم يدور على 30 وظيفة محترمة للبنات، أو يلتزم أمام الجميع رسميا بدفع رواتبهن التي كن سيتقاضينها في قطر، ولا يوجع رؤوسنا بكلام ما لأمه سنع ولا يؤكل عيش، ويوجه ملامته وسخطه لمن يستحق اللوم وليس على الفتيات المغلوبات على أمرهن على الأغلب». تحملوا آلام «الطيحة من على حماركم»، وابلعوا غصتكم، وادعوا لهن بالتوفيق حتى إشعار آخر. و«يا كد ما لك خلف!». [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 176 مسافة ثم الرسالة