لا تزال أصداء كلمة خادم الحرمين الشريفين التي جاءت في وقت كان العالم بأسره يقف متفرجا على مذابح الشعب السوري الشقيق تلقى التأييد والترحيب من كافة العقلاء والحكماء في العالم بأسره، كيف لا وهي كلمات صادقة انبعثت من قائد فذ يعرف جيدا المعاني السامية التي تجمع الأخوة في الدين والأخوة في العروبة والأخوة في الجوانب الإنسانية. إن ما يحدث على أرض الواقع في شام العروبة لا يقبل به دين ولا عقل فحين ترد الدبابات على صرخات الأطفال والشباب والنساء وتسكت المدفعية المطالب المشروعة للشعب نحو الإصلاح والتقدم فلا خيار أمام تلك الصدور العارية إما الموت أو العيش بكرامة. إن نداء خادم الحرمين الشريفين للإخوة الأشقاء في سوريا جاء من منطلقات عدة هدفها إيقاف سفك الدم المستباح وتغليب الحكمة والعقل على الانتقام والاستبداد. ويبدو أن النظام السوري حتى الآن لا يزال يغلق عينيه عن رؤية الحقيقة الظاهرة كالشمس في كبد السماء ولا يزال يعتقد أن بإمكانه تركيع الشعب بالقمع والرصاص وإن حماة الستينات سوف تعود في القرن الواحد والعشرين. كل ذلك كان جليا في تلك الكلمات التي كانت بمثابة ناقوس الخطر الذي جاءت أصداؤه تنادي كل ضمير حي بأن يوقف تلك الدماء البريئة في الشهر الكريم، كما تحمل في طياتها النصح والحكمة والدعوة نحو معالجة الوضع بالحكمة وعدم الانجراف نحو الفوضى والدخول في طريق اللا عودة. هذان الخياران اللذان وضعهما خادم الحرمين الشريفين أمام النظام السوري لا ثالث لهما وهما فرصة ذهبية للنظام السوري بأن يعرف حقيقة الأمر ومن هم الصادقون في القول والفعل.