لا أدري لماذا تخيلت السواحل البحرية، والشواطئ، وقد امتلأت عن بكرة أبيها بالخيام، والسيارات المتنقلة، التي يتخذها شبان سعوديون، مسكناً لهم، هرباً من ارتفاع أسعار الإيجارات، والمغالاة في أسعار بيع الوحدات السكنية، وهذه نظرة لا تشاؤم فيها، بقدر ما هو واقع، تطرق له فيلم ال ‹›مونوبولي›› الذي شاهده أكثر من 700 ألف شخص على موقع يوتيوب، حتى كتابة هذا المقال، وتحدث عن مشكلة السكن بالمملكة، وتأثيرها على الشباب، الفيلم، تناول أزمة السكن بأسلوب ساخر جداً، وأنه بالغ في بعض مشاهده، لكن أخشى أن تصبح هذه المبالغة جزءاً من الحقيقة المرة، والواقع المُعاش، الذي يحاول بعضنا عدم تصديقه أو توقعه، فأزمة السكن أراها أم الأزمات في المملكة حتى الآن، والتأخير في حلها، سيخلف أزمات أخرى، اجتماعية، واقتصادية، ونفسية، وحل هذه الأزمات مستقبلاً، قد يكلفنا أكثر من حل مشكلة السكن حالياً. الفيلم، تناول أزمة السكن بأسلوب ساخر جداً، وأنه بالغ في بعض مشاهده، لكن أخشى أن تصبح هذه المبالغة جزءاً من الحقيقة المرة، والواقع المُعاش، الذي يحاول بعضنا عدم تصديقه أو توقعه، فأزمة السكن أراها أم الأزمات في المملكة حتى الآن، والتأخير في حلها، سيخلف أزمات أخرى. قبل أيام، أربكت الجهات المعنية القطاع العقاري، بعد تردد أخبار تؤكد تأجيل نظام الرهن العقاري حتى يتم الانتهاء من بناء ال «500» وحدة سكنية، التي أمر ببنائها الملك عبد الله يحفظه الله ولم تفسر تلك الجهات العلاقة بين «الرهن» كنظام مالي، يؤمن الوحدات السكنية للمواطنين بطرق تسديد مقننة، وبين مشروع سكني حكومي، قوامه 500 ألف وحدة سكنية، وسبب الإرباك، أن التأجيل جاء في الوقت الذي كان يُفترض فيه الإفراج عن هذا النظام، الذي طال انتظاره في الداخل والخارج، وتأجيله معناه أن أزمة السكن ستشهد انتكاسات جديدة، المواطن في غنى عنها، والوطن في حل منها. يجب أن نضع في الاعتبار، أن المملكة تحتاج إلى 4.5 مليون وحدة سكنية، بحلول العام 2020، وهو ليس بعيدا عنا، وإذا افترضنا جدلاً أن وزارة السكن نجحت في بناء ال «500» ألف وحدة سكنية في ثلاث سنوات من الآن، فيبقى الاحتياج لأربعة ملايين وحدة سكنية قائماً، فمن أين لنا بتأمين هذا العدد من الوحدات، دون رهن عقاري، كان يفترض أنه جاهز للعمل قبل سنوات مضت؟ وكيف نحل مشكلة السكن، دون الاستعانة بالمؤسسات المالية، لضخ الميزانيات اللازمة لمشاريع الإسكان؟ وكيف بعد كل هذا، لا نتوقع أن تتحقق مشاهد الفيلم، ويسكن شبابنا الخيام، في البر، وأمام السواحل والشواطئ ؟ [email protected]