- تعلمنا في الحديث النبوي ما معناه: (إن الرجل لا يزال يصدق حتى يتبوأ مكانه من الجنة ولا يزال يكذب حتى يتبوأ مكانه في النار). - وبعد ان تعلمنا ماعملنا.. ولكن جعلنا للكذب ألوانا فمنه الابيض ولم نقل عن غيره بأنه اسود أو احمر لأنه يعلن عن نفسه ولونه حسب طرائقنا فيه وبه.. قلنا فلنسم الابيض.. فاخترنا التبرير له اسما.. اما الآخر فله اسماء اكثر من ان تحصى وكل اسم منها يحتاج لكثير من الحبر المراق على بياض الصفحات.. - كلما كنت صادقا.. كنت اكثر اثارة للريبة!! فتنتبذ بجناية الصدق. - شيء من الصدق يتلقاه بعضنا كما يتلقى وردة بيضاء.. ويتلقاه بعضنا كالسهام المريشة بالسم.. ولكل بعد ذلك فعل ما. - اعتقدنا ان الصدق يبني.. وبعد حين نكتشف انه يهدم ويلقى مهندس الصدق ما لقيه سنمار.. ولكن سنمار واحد لا يكفي لقتل الصدق. وماذا بعد ان نتعب من تناوب الغناء على جراحنا؟ ربما عدنا الى نقطة البداية وهي ليست دائما بيضاء مسفرة قد تكون حمراء بلون الدم غير انها محفزة فنعود الى الجراح.. نلعقها بصمت.. فلا غناء.. ولا بكاء.. ولكن بعقل.. وماذا بعد ان نتعب من تناوب الغناء على جراحنا؟ ربما عدنا الى نقطة البداية وهي ليست دائما بيضاء مسفرة قد تكون حمراء بلون الدم غير انها محفزة فنعود الى الجراح.. نلعقها بصمت.. فلا غناء.. ولا بكاء.. ولكن بعقل- ونقول سيماهم في وجوههم.. وللصدق علامات لا تخطئها عيون العقول التي تقرأ سمات الكاذب حتى وان تجمل.. - عندما ترونه حكيما وقويا فادركوا انه صادق.. وعندما ترونه مرتابا لجوجا فادركوا انه يتمرغ في الكذب.. -يحتاج الحق الى رجلين: واحد لينطق به... وآخر ليفهمه، هذا ما قاله جبران.. وأس البلاء ان يكون من يفترض به ان يفهم من الكاذبين المتمرسين.. حينذاك سيفهم الصدق بأسلوب الكذب وتنعدم الفائدة المرجوة.. -أسوأ الكاذبين من يرتدي الكذب ويحاول ان يقنع من حوله أنه صادق.. قد ينجح بعضهم ويتحقق لهم ذلك.. ولكنه نجاح غير مكتمل لأنه لم يقنع نفسه!! ويكفيه حينها شر البلاء وهو معرفته بأنه كاذب وهذا اشد ايذاء له فان تنعم في وضح النهار وأمام الملأ.. سيجد الشوك على وسادته في المساء ويفكر في مقاعد الجنة والنار ايها سيتبوأ..