روايات كثيرة تحكي قصة مدفع رمضان، ولكنّها على اختلافها وافتقارها للدقة التاريخية تجمع أنّ أول بلد استخدم به كان مصر. ويذكرون أن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتنظيف أحد المدافع الحربية فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وبالمصادفة كان ذلك وقت أذان المغرب في رمضان، فاعتقد المصريون أن أمراً من الحكومة صدر، وصار المدفع حديث الناس وأعجبت بذلك الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل وأصدرت فرماناً بانطلاق المدفع وقت الإفطار والسّحور. ومن الروايات الأخرى أن محمد علي الكبير في مصر كان في عام 1805 يجرب مدفعاً جديداً من المدافع التي استوردها من ألمانيا في إطار خططه لتحديث الجيش المصري، فانطلقت أول طلقة وقت أذان المغرب في شهر رمضان، فارتبط صوته في أذهان العامة بإفطار وسحور رمضان، وهذا يعني أن عمر المدفع 200 عام. وعلى الرّغم من أنّ معظمنا لم يعد يسمع صوت المدفع في رمضان، والكثير نسي وجود مثل ذلك الشيء، إلّا أنّه يبقى تقليداً رمضانياً حاضراً غائباً يذكّرنا بأيامٍ عاشها أجدادنا وها نحن نعيشها اليوم ولكن بشكل آخر.