إذا حدث، ومثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ونجلاه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه في قضية قتل المتظاهرين، أمام المحكمة يوم الأربعاء المقبل، كما أعلن الجمعة، فإنه ستكون ثاني سابقة في التاريخ العربي الحديث، بعد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي أعدم لاحقاً بتهمٍ شكلية، كان الثأر، لا القانون، محرّكها ودافعها الأول. غالبية المصريين، ينتظرون 3 أغسطس، ربما لوضع حدٍ لإشكالية عدم الثقة التي اتسعت، وضربت حتى المؤسسة العسكرية، التي لا ينكر أحد، أنها الوحيدة التي حسمت الوضع بانحيازها لثورة 25 يناير، وهو ما كان مستبعداً قياساً بمنطق العالم الثالث، وولاء الجيش للرئيس السابق، باعتباره أحد أبنائه وأحد قادته أيضاً. كل الأقوال والتسريبات السابقة، قالت إن الجيش لن يسمح بإهانة أحد رموزه «الرئيس السابق» والذي يعدُّ رغم كل ما يُقال أحد الأبطال التاريخيين لحرب أكتوبر المجيدة، ومع ذلك، فإن استمرار حركة الضغط الشعبي على المجلس العسكري قد فاقت كل تصوّر، واختلط ما كان يعتبر مستحيلاً بما أصبح ممكناً، لتتعدد السهام الطائشة والأحاديث المتهوّرة والاتهامات التي لا دليل أو سند لها.. حتى بات واضحاً أن البلد وفي هذه المرحلة يسير كقطار بدون سائق ولا يوجد حتى الآن من يستطيع ان يوقفه. كما لا أحد يعرف ما إذا كان القطار سيصل الي محطته الأخيرة بسلام، أم يتسبب في كوارث لا يستطيع أحد تحمُّل وزرها أو نتائجها.. وللأسف لا يوجد عاقل في مصر الآن، يستطيع الكلام، فالتهمة من أنه من فلول النظام، أو ضد الثورة، جاهزة لتسحق أي معارض. مما يشي بولادة ديكتاتورية جديدة، للأسف من ميدان التحرير وفي ميدان التحرير.. ستنتقل بكل تأكيد إلى الميادين الأخرى، وربما يصبح كل ميدان جمهورية موزٍ مستقلة. للأسف لا يوجد عاقل في مصر الآن، يستطيع الكلام، فالتهمة من أنه من فلول النظام، أو ضد الثورة جاهزة لتسحق أي معارض. مما يشي بولادة ديكتاتورية جديدة، للأسف من ميدان التحرير وفي ميدان التحرير.. ستنتقل بكل تأكيد إلى الميادين الأخرى.المجلس العسكري، ومعه حكومتا شرف الأولى والثانية، يعيشون على أعصابهم، ففي حال انتحار سياسي كتلك، لعبة الروليت المصرية جعلتهم يدفعون الثمن مرتين، مرّة بالانحياز الأول لثوار التحرير وحسم الموقف، ومرة أخرى بمواجهة الضغوط والشائعات التي لا حصر لها، واللجوء لسياسة الخنادق دفاعاً عن النفس، بينما لا أحد ينتبه على الإطلاق لكل الإشارات عن تدخُّلات خارجية من مصلحتها استمرار حالة الغليان وفقدان الثقة التي تجد من يروِّج لها بشدّة بقصدٍ أو دون قصد، مما يحتّم على عقلاء مصر وحكمائها الانتباه لهذه اللحظة الفارقة، خاصة أن الحديث عن سيناريو «الفوضى الخلاقة» يتعالى هذه الأيام، مما يعيد للأذهان قول نفس السيناريو إن «الأغبياء وحدهم هم وقود الثورات» لنجد أكثر من علامة استفهام حول وسائل الاستقطاب والتعامل والتنفيذ، وللأسف.. بلا إجابة!. نعود إلى يوم «3 أغسطس» مرة أخرى.. ونعود إلى مكان المحاكمة، في أرض المعارض بالذات والتي كانت واحدة من أهم معاقل اهتمام الرئيس السابق، وهل تكون محاكمة المتهمين بقتل الثوار هي بداية الطريق الصحيح لنجاح الثورة ورجوع الثقة شبه المنعدمة عند الشعب؟ هل يجيب هذا التاريخ وهذا المكان عن كل الأسئلة، أم يزيد من صناعة الألغاز؟ لننتظر.. ونرَ. [email protected]