لماذا أنتم مستمرون في الثورة؟ كان هذا السؤال بداية الحديث مع ثوار الميدان، وتحديدًا داخل الخِيم الموجودة داخل حلقة الميدان الرئيسية، لمعرفة أسباب الاعتصام والدعوات بالعصيان المدني، وعدم فض الاعتصام على الرغم من مرور عام بأكمله على تنحي رئيس مصر السابق، وسقوط نظامه بأكمله. وسيلة ضغط في البداية قال أحمد رمضان: انا في التحرير؛ لأنه لا توجد وسيلة أخرى للضغط على المجلس العسكري، واستنفذنا كل الوسائل وبطرق سلمية، وحتى الآن لم نرَ التغيير المطلوب، فبعد عام من الثورة الأمور تزداد سوءًا والأزمات كثيرة والمجلس نجح في تقسيم الشعب لجموع متفرقة ومتعددة.. مشيرًًا إلى أن الثورة ستستمر للضغط على المجلس العسكري حتى يُسلم السلطة. وأشار رمضان الى أن الثقة انعدمت بين الشعب والمجلس نهائيًّا، كاشفًا أنه لا يوجد شارع فى مصر يخلو من البلطجية، ووفقًا للإحصائيات فإن عدد البلطجية في الشارع المصري يبلغ 650 ألف بلطجي، ولفت أحمد إلى أنه لا يصحّ ان نتحدث عن رقعة لا تزيد على نصف كيلو متر كأنها منبع ومستقر للبلطجية ونتجاهل كل مصر – وعلى حد قوله – فإن هذا ظلم بيِّن، وتشويه ممنهج ومتعمّد. ثقة منعدمة وقال أحد الثوار إن موضوع العصيان كان جولة من الثورة، ونحن في حالة حرب مع نظام يصارع من أجل البقاء، وقوى ثورية مستمرة في الشارع من أجل التغيير الحقيقي، ومن ضمن التصعيد كان العصيان الذي فشل، وعدم استجابة الناس لهذا العصيان؛ لأن الناس لم يصلهم بعد معنى العصيان، وآخر قال إنه معتصم منذ شهر في التحرير، وظروفه مستورة إلى حدٍّ ما، وتسمح له بالتواجد في التحرير، وهناك أشخاص من خارج الميدان يساعدوننا بمساعدات رمزية من اكل وشرب، وللأسف هناك مَن يحاول قلب الطاولة على الميدان، ويشوّه صورتنا، وللأسف الجيش وعد بأنه سوف يسلّم الجيش ولكنه لم يسلّم بالفعل، وهناك أزمة ثقة بيننا وبين الجيش. أزمات متلاحقة وأشار أحمد رمضان مرة أخرى إلى أن الجيش تسبّب بأزمة سياسية كبيرة، وأخلف وعده عندما قال إنه سوف يسلّم السلطة للمدنيين، ولا يوجد سبب وجيه لبقاء الجيش في السلطة، فقط حماية النظام السابق، وتعيينيهم، ويحاول الجيش إطالة الوقت ضد الثورة، وكسر إنجازاتها، وبعد عام من الثورة ما لا يقل عن 60% من الشارع ضد الثورة نتيجة تدهور نتائج الثورة، وهو ما يريده الجيش. فما بالك إذا أطال المدة أكثر من ذلك؟ وآخر قال إنه لا يوجد أحد يستطيع على مزاج الشعب المصري، فأحيانًا نتفاجأ بأحداث لا نتوقعها تجذب الرأى العام إلى التحرير مرة أخرى، فعلى سبيل المثال احداث محمد محمود الأخيرة جعلت الشعب ينزل ليحمي الثوار ويكذب مَن يقول إن الثوار يريدون اقتحام وزارة الداخلية، وأيضًا أحداث بورسعيد الأخيرة قلبت الطاولة على المجلس العسكري، وما زالت مطالبنا موجودة ومتمثلة في محاسبة الفاسدين وعزل النظام القديم والقتلة من المناصب السيادية في البلاد. قتل وإراقة دماء محمد عبدالحليم، من داخل خيمة على جانب حديقة الميدان، قال إنه في التحرير لأن النظام البائد ما زال موجودًا بل أسوأ من ذي قبل، وسبب وجوده الرئيسي هو ابنه الذي يبلغ 5 شهور ويتمنى ألا يرى الحياة التي رآها طوال حياته، مشيرًا إلى أن الشارع هو قوة الضغط الوحيدة على المجلس العسكري ومجلس الوزراء ومجلس الشعب، ولا يستطيع الانتظار؛ لأن ثقته في الجيش انعدمت، مضيفًا إن مبارك قال لهم انتظروا 6 شهور حتى يُسلم السلطة ولم يتركوه، فيكف يمكن ترك الجيش وهناك مزيد من القتل وإراقة الدماء. وأشار محمد إلى ان المشكلة تتمثل في الناس أنفسهم الذين يجلسون في بيوتهم وهناك العديد من الشرفاء الذين لا يصلون إلى المناصب العليا، فلماذا المجلس العسكري يختار الأشخاص ذوي المرجعية العسكرية، وذات سن ال70 عامًا، ومن أبناء النظام القديم لكى يكوّنوا الحكومات وصفوة المجتمع وصُناع القرار، مشيرًا إلى أن القوانين للأسف أوصلت طبقة معيّنة إلى مجلس الشعب المصري، وكيف نكون حكومة ثورة 25 يناير وعلى رأسها الجنزوري وفايزة أبو النجا وشخصيات الحزب الوطني، وبها شخصيات أمثال تلك الوزيرة التي تشغل منصب وزيرة التخطيط والتعاون، وافتخرت بالعمل مع الحزب الوطني ومبارك لمدة 10 أعوام. وفي النهاية أشار محمد عبدالحليم، الى أن ميدان التحرير كان بالأمس مليئًا بالجيش والشرطة، أما الآن فيرسلون البلطجية حتى يقولوا «بلطجية ببعضهم»، والشباب المصري لا يخافون من الخرطوش والرصاص.. فهل يخاف من البلطجة؟