يتوقع أن تهيمن المطالبات الإقليمية المتنازعة في بحر الصين الجنوبي على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا ونظرائهم الإقليميين في منتجع "بالي" الإندونيسي هذا الأسبوع. وتصاعدت التوترات بين أعضاء اسيان والصين بشأن السيطرة المفرطة على جزر "سبارتلي" في بحر الصين الجنوبي. وزادت حوادث أخيرة في البحر بين الصين وفيتنام والفلبين من مخاوف بشأن الأمن الاقليمي. يذكر أن جزر "سبارتلي" وأجزاء أخرى في بحر الصين الجنوبي تتنازع عليها بروناي وماليزيا والفلبين وفيتنام، وجميعهم أعضاء في اسيان. وقال مارتي ناتاليجاوا، وزير الخارجية الإندونيسي، إنه "سواء أحببنا ذلك أم لا، فإنه مما لا شك فيه أن قضية بحر الصين الجنوبي جذبت اهتمامنا، لاسيما في ضوء التحركات في الأسابيع الأخيرة". وتبدأ المحادثات في بالي باجتماع وزاري لاسيان اليوم الثلاثاء، يعقبه اجتماع لما يعرف باجتماع "أسيان"3" ، والذي يضم الصين واليابان وكوريا الجنوبية، . ويجتمع وزراء خارجية 27 دولة بينهم الدول العشر الأعضاء في أسيان بالإضافة إلى روسياوالولاياتالمتحدة أول يوم السبت في منتدى أسيان الإقليمي، وهو أكبر منتدى أمني في المنطقة، لمناقشة قضايا الأمن في المنطقة. واتفقت أسيان والصين في عام 2002 على إعلان غير ملزم، يتعهد فيه الطرفان بحل نزاعات بحر الصين الجنوبي بطريقة سلمية واحترام الوضع الراهن. وقال ناتاليجاوا إن اجتماع بالي سيعمل على صياغة مدونة سلوك أكثر إلزاما. وترغب أسيان في استكمال المفاوضات المتعلقة بمدونة السلوك قبل قمة مقررة في نوفمبر المقبل. وأضاف انه " متفائل في أننا يمكننا إحراز تقدم كبير إذا توفر حسن النية عند جميع الأطراف". واتهمت فيتنام في الأسابيع الأخيرة الصين بالتعرض لسفن المسح الزلزالي وقوارب الصيد في المنطقة المتنازع عليها، بينما تقول الصين ان هذه القوارب الفيتنامية دخلت المياه الصينية بصورة غير شرعية وتعرض الصيادين الصينيين للخطر. وتصر الصين على أن النزاعات يجب تسويتها بصورة ثنائية مع الدول المعنية وحثت الولاياتالمتحدة على عدم التدخل. كما انتقدت الصين تدريبات عسكرية مشتركة بين فيتنام والولاياتالمتحدة في الأسبوع الماضي، واصفة الأنشطة بأنها "ليست مناسبة" نظرا للتوترات بشأن الأراضي في المنطقة. واتفقت اسيان والصين في عام 2002 على إعلان غير ملزم، يتعهد فيه الطرفان بحل نزاعات بحر الصين الجنوبي بطريقة سلمية واحترام الوضع الراهن. كما يتوقع أن يعرض خلال اجتماع أسيان نزاع بين تايلاند وكمبوديا، وكلاهما عضو في الرابطة، بشأن الأرض المجاورة لمعبد قديم على الحدود بينهما. واشتبك الجيشان في الموقع في أبريل الماضي، ما أسفر عن مقتل 18 شخصا وإصابة العشرات. وحاولت إندونيسيا، باعتبارها الرئيس الحالي لأسيان، التوسط، لكنها لم تحرز تقدما ملموسا. وكتبت جيسيكا براون، وهي باحثة في مركز الدراسات المستقلة بسيدني، في مقال رأي بصحيفة "جاكرتا بوست" أن " النزاع الحدودي بين كمبوديا وتايلاند هو تذكير بالدور المحدود الذي يمكن لأسيان أن تضطلع به بالفعل في الحفاظ على الأمن الإقليمي". وأضافت ان " الخيار الفعلي الوحيد أمام أسيان في نزاعات بحر الصين الجنوبي وأمام إندونيسيا باعتبارها الرئيس الحالي لأسيان، هو الاستمرار في تشجيع الولاياتالمتحدة على الاضطلاع بدور نشط في المنطقة لموازنة الثقل الصيني المتنامي". وقال وزير الخارجية الإندونيسي إن الدول الأعضاء في أسيان تحرص أيضا على مناقشة سبل تحسين التنسيق في الاستجابة للكوارث مع شركائها في الحوار. وأضاف "نرغب في التركيز على خطوات ملموسة يمكن اتخاذها عندما تحل كارثة لكي يتسنى لنا إنقاذ مزيد من الأرواح، بما في ذلك إزالة الحواجز للتأكد أن المساعدات يمكن إرسالها على الفور". وذكر الوزير الإندونيسي أن المجموعة تأمل في إقناع الدول التي تمتلك أسلحة نووية في التصديق على معاهدتها بشأن جعل منطقة جنوب شرق اسيا خالية من الأسلحة النووية، والتي تمت الموافقة عليها في عام 1995. ولا يتوقع أن تطرح التوترات بين كوريا الشمالية والجنوبية أو برنامج الأسلحة النووية لبيونغ يانغ على جدول الأعمال.