قال مسؤولون صينيون أن الصين و رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اتفقت الأربعاء على مجموعة من المبادىء الأساسية فيما يتعلق بالنزاع الدائر ببحر الصين الجنوبي في مؤشر نادر على التعاون في هذا النزاع الذي تسبب في توتر العلاقات بالمنطقة لسنوات. لكن التوصل لاتفاق أوسع نطاقا حول ملكية كل دولة من المياه التي يعتقد أنها غنية بالغاز و النفط ما زال أمرا بعيدا كما كان الحال دائما. و تطالب الصين والفلبين وماليزيا وبروناي وفيتنام وتايوان جميعا بأحقيتها في بحر الصين الجنوبي لكن الجزء الذي تطالب به الصين هو الأكبر بين هذه الدول . وقال ليو تشن مين مساعد وزير الخارجية الصيني "توصلنا إلى اتفاق في اجتماع مسؤولي دول آسيان والصين الكبار قبل بضع دقائق بشأن المبادىء الأساسية لتنفيذ إعلان ميثاق الشرف في بحر الصين الجنوبي." وأضاف ليو للصحفيين على هامش منتدى يعقده وزراء خارجية آسيان وقوى أخرى بالمنطقة بجزيرة بالي الإندونيسية هذا الأسبوع "هذه وثيقة فارقة مهمة للتعاون بين الصين ودول آسيان". و تمثل المبادىء الأساسية مجموعة مبدئية من الخطوات نحو إعلان أكثر شمولا ظل سببا للخلاف بين الصين وآسيان منذ عام 2002 . ويقول مسؤولون إندونيسيون أن المسودات السابقة وضعت قواعد مستقبلية حول حماية البيئة البحرية وحول البحث العلمي وسلامة الملاحة والنقل وعمليات البحث والإنقاذ ومحاربة الجريمة عبر الحدود لكنها لم تتناول أعمال التنقيب. وتطالب الصين و الفلبين و ماليزيا و بروناي و فيتنام وتايوان جميعا بأحقيتها في بحر الصين الجنوبي لكن الجزء الذي تطالب به الصين هو الأكبر بين هذه الدول. ولم تنشر بعد المسودة التي اتفق عليها وليس من الواضح ما إذا كانت تتضمن نصا بشأن أي من تلك القضايا. وقال ليو أن التسوية المتعلقة بالمبادىء الأساسية التي ظلت محورا للخلافات بين الدول المعنية على مدى ست سنوات ستقدم إلى وزراء الخارجية للموافقة النهائية عليها اليوم الخميس. و في الأشهر القليلة الماضية دب خلاف بين الصين من جهة و الفلبين و فيتنام من جهة أخرى و اتهم كل طرف الآخر بأنه انتهك مياهه الإقليمية. وكان من المتوقع أن يشغل النزاع في بحر الصين الجنوبي مكانا بارزا في اجتماعات آسيان هذا الأسبوع لكن الصين تعارض منذ زمن طويل ما تسميه تدخل دول أخرى في النزاعات الثنائية. ومع قرب وصول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى بالي هذا الأسبوع أكدت صحيفة الحزب الشيوعي الرسمية في الصين مجددا عدم موافقتها على التدخل. وقالت الصحيفة "هذا لا يعني أن الصين على الجانب المخطىء ولا يعني قطعا أن الصين تخشى شيئا. نؤكد هذا الموقف لمنع توسع المسألة أو أن تصبح أكثر تعقيدا.// وكانت الصين قد انتقدت سابقا الولاياتالمتحدة بشدة لإجرائها تدريبات عسكرية في المياه المتنازع عليها. ومن المقرر أن يلتقى وزراء خارجية الآسيان و نظراؤهم من الصين واليابان وكوريا الجنوبية اليوم الخميس في بالي. كما من المقرر عقد اجتماع آخر السبت المقبل يضم وزراء خارجية 26 دولة من بينها دول الآسيان و روسيا و أمريكا بالإضافة إلى ممثل عن الاتحاد الأوروبي وفقا لما يسمى منتدى الآسيان الإقليمي الذي يعد أكبر منتدى أمنى في المنطقة. ويشار إلى أن الآسيان تتألف من بروناي وكمبوديا وإندونيسيا وماليزيا ولاوس وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.