أكد خبير في العطور أن نحو 90 بالمائة من العطور المقلدة والمغشوشة تباع في المحال الجوالة لدى باعة غير معتمدين، ما يسهم في غش الزبون الذي يشتريها بثمن يعتقد أنه مخفض 50 بالمائة لكنه يكتشف أنه عطر مغشوش أو مقلد، ما يجعل الزبون يتجه للمحلات المعتمدة ويطالبها بتخفيض السعر أسوة بما يباع لدى البعض. وشدد العطّار يوسف مهدي الذي عمل نحو 12 عاما في مهنة بيع وتصنيع العطور على أن الغش التجاري في العطر يحتاج لخبرة كبيرة من قبل الزبون كي يكشفه، وبخاصة أن العطر المقلد يسبب إحراجا وخسارة مادية لمن يقتنيه، مشيرا إلى أن تجارة العطور في المملكة من أكثر السلع التي تدر أرباحاً طائلة؛ وخصوصاً المقلد منها، حيث تجد رواجاً كبيراً من قبل المقيمين الذين يشترون منها الكثير كهدايا لأقاربهم في بلادهم. وقال مهدي إن البعض يراجع المحلات المعتمدة والتي تحمل الماركات التجارية ليقول لها إن سعرها مرتفع، وحين يتم الشرح له بحقيقة الأمر يدرك الزبون أنه قد خدع بقصد أو بغير قصد من البائع الجوال، مؤكداً أن ازدهار مثل هذه التجارة مرده غلاء أسعار العطور الأصلية، الأمر الذي يضطر البعض إلى اقتناء العطور المغشوشة لقلة أسعارها، ولأن البعض الآخر لا يجد بديلاً آخر إلا من هذا النوع المغشوش من العطور أو أدوات الزينة، وأضاف أن دخول عامل التقليد في كل شيء حتى في شكل علبة وختم الشركات بلا شك يقلق الشركات التي تصنع العطور التي تتميز بجودة عالية، مستدركا «في نهاية المطاف تراهن الشركات، ونحن كبائعين على بث الوعي الكافي». وتابع «إن الشركات تحذر من المقلدين والغشاشين، كما يتوجب على الزبون معرفة أن الغش في العطر يقتضي اللعب في التركيبة الكيميائية التي ستلامس البشرة، ما يعني أن المستخدم قد يصاب بالحساسية في الجلد أو في الأنف نتيجة شمه لعطر غير صالح». وأوضح مهدي أن محاربة مثل هذه التجارة تحتاج إلى يقظة تامة من قبل الجمهور، وكذلك من الجهات المعنية مشدداً على أهمية تكثيف الحملات على المحلات والأسواق وتطبيق القوانين بأسلوب صارم.