منحت الحياة، العم محمد بن عياش غروي، أقسى ما لديها، وحولته إلى إنسان معوّق، لا يقدر على العمل أو الحركة، ورب أسرة مسؤول عن 16 فرداً، أغلبهم يعاني الفقر والمرض وقلة الحيلة، في الوقت نفسه، لا يزيد دخله على 1000 ريال، ويوجّه الرجل سؤالاً إلى الجمعيات الخيرية «هل يكفي هذا المبلغ أفراد أسرتي، وهل يؤمّن لهم مستقبلهم؟»، مشيراً إلى أن الضمان الاجتماعي في الدمام يرفض مساعدته، بحجة عدم اكتمال أوراقه، مؤكداً أن كل ما يحلم به، كشك صغير لبيع الخضراوات». وتضم أسرة غروي امرأتين، وابنتين مطلقتين، يعيشون جميعاً في شقة متواضعة بحي الثقبة بالخبر، وبإيجار سنوي 26000 ألف ريال، ويجد رب الأسرة صعوبة في تأمين الاحتياجات الأساسية للمعيشة، مثل الأدوات الكهربائية، ويقول: «نعيش معاناة حقيقية في الشقة التي نسكنها، فلا يوجد لها مدخل رسمي، والعمارة الموجودة بها، مليئة بالعزاب الأجانب، رغم أنها خاصة بالعوائل»، مضيفاً: «أرهقتني متطلبات أفراد أسرتي، وعجزت عن الوفاء بحاجاتهم، وبخاصة تأمين الأكل والشرب والملابس، لدرجة أن الأمراض بدأت تداهم بعض الأبناء من ضعف التغذية، وسوء الأحوال الصحية، وانتهى بي الحال إلى التعرض لشلل نصفي، مما أقعدني عن الحركة»، مضيفاً: «كنت أعمل سائق تاكسي قبل مرضي، وتوفيت ابنتي بمرض السرطان قبل شهرين، وابني الكبير يعاني من مشكلات في القرنية، مما أدى إلى ضعف نظره، وراجع مستشفى العيونبالدمام، وأفادوه أنه يحتاج إلى عملية جراحية حتى لا يفقد نظره نهائياً، فيما أخوه الأصغر يدرس بالصف الخامس الابتدائي، ولا يستطيع أن يساعدني لظروف دراسته، بل أصبح يتغيّب كثيرا عن المدرسة لعدم استطاعتي تلبية أدواته الدراسية، مثل الدفاتر والأقلام والمصروف اليومي وغيرها». وتابع العم محمد قائلاً: «ابنتاي المطلّقتان تعملان صبابات قهوة وشاي في الاستراحات بمقابل مادي ضعيف للغاية، بالكاد يكفي مصروفاتهما الشخصية، وعليّ أن أتحمّل أنا مصاريف البيت بالكامل، في الوقت نفسه، أتقاضى 1000 ريال من الجمعية الخيرية شهريا، وقمت بالتسجيل لدى الضمان الاجتماعي، حيث إن أوراقي لم تكتمل، من أجل صرف مساعدة الضمان، الذي منحني مساعدة مقطوعة قبل ثلاث سنوات، ولم أستلم بعدها شيئاً، وأتطلع إلى الحصول على مساعدة لإقامة مشروع صغير، مثل كشك لبيع الخضراوات، تساعدنا على المعيشة، وأناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة النظر إلى حالتنا بعين الرحمة ومساعدتنا على تخطّى الأزمة الني نعيشها حاليا، لنتمكن من تربية أبنائنا تربية سليمة».