على بُعد خطوات من منزل والده وأخواته، يفترش الشاب نايف الربيع، أحد الأرصفة، ليتخذه سكناً له، بعد أن قرر أبوه أن يطرده من البيت، إرضاءً لزوجته، في الوقت نفسه، يختلس أشقاء الشاب النظر إليه من شرفة منزلهم، وهو يتقلب على جنبيه ألماً وحزناً، بفعل حرارة الشمس اللاهبة، تارة، وقسوة الزمان عليه تارة أخرى، معبرين عن استيائهم، لأن ما يحدث لشقيقهم منذ سبع سنوات، «يقع تحت مرأى والدنا الذي من المستحيل أن يغضب زوجته لأي سبب من الأسباب» بحسب قولهم، مستنجدين بجمعيات حقوق الإنسان، وولاة الأمر، إنقاذ شقيقهم (27 عاماً) من التشرد والضياع. وتقول تهاني شقيقة نايف الكبرى: «زوجة أبي هي من قررت مصير أخي، وألزمتنا بتقبل هذا الأمر»، مضيفة «معاناة نايف بدأت منذ أن تركته أمه وتزوجت من آخر، وهو مازال في الثانية من عمره، حيث رفض الوالد رعايته وتربيته، لتتبناه جدته لأبيه، التي عاش معها في بيتها، وقامت على تربيته ورعايته حتى بلغ الثامنة عشرة»، موضحة «بعدها تدهورت حالة جدته الصحية، وأصبحت عاجزة عن تكملة المشوار، واضطر أن يعود إلى بيت والده ليعيش معه وبقية إخوته، ولكن الأب رفض استقباله، بسبب عدم رغبة زوجته في العيش معها، فقرر طرده من البيت، ليحتضنه الشارع بعدها»، موضحة «صارت الأرصفة مكانا لنومه، والسماء غطاءه، حتى استقر به الحال في العيش داخل أرض فارغة، تقع في منطقة مقيطع الواقعة في أم الساهك»، مؤكدة «لقد أنهكت حرارة الشمس والغبار جسد أخي، وصار في وضع يرثى له، حتى حالته الصحية تدهورت، ولا زال والدي إلى يومنا هذا لم يرق قلبه عليه بعد، وحاولت وإخوتي مع بعض أقربائنا أن نقنع والدي كي يعيده إلى البيت، بدلا من هذه الحالة، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، بسبب زوجة والدي التي تعتبر هي المسيطرة على تصرفات وقرارات والدي، لدرجة أنها وضعته في حيرة من أمره، عندما خيرته بين عودة أخي للبيت، وبين طلاقها منه». وتابعت تهاني «هناك بعض الجيران والأقارب عندما يمرون في الشارع يشفقون على وضع أخي، في المقابل، نلحظ أن مشاعر والدي تجاه ابنه معدومة، على الرغم من أن المكان الذي يعيش فيه قريب من البيت»، مضيفة «لا يمكنني أن أرى أخي بهذه الحالة وألتزم الصمت، ولكن ماذا بوسعي أن أفعل، فأنا امرأة لا حول لي ولا قوة، وبرغم ذلك، فقد حاولت أن أنتشله من الحالة التي يعيشها من خلال البحث له عن مسكن ولكن لم أجد»، مناشدة «الجمعيات الخيرية، وجمعيات حقوق الإنسان التدخل في الأمر».