شاكر عبدالله الشيخ الاسم الذي ارتبط بالاعلام الثقافي وقبل ذلك بالثقافة في اطارها الاوسع، عرفته قبل أن ألتقيه والعمل معه هنا في هذه الصحيفة (اليوم)، لم يكتف صديقنا الراحل بمكوناته الشبابية فقد كان يسعى دوما الى مزيد من المعرفة كان من اوائل من سعوا للدمج بين ثقافات (الفنون والاداب) واعني انه كان يعمل من اجل الجمع ما بين الادب والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى والفنون عامة وعندما تولى مسئولية القسم الثقافي في اليوم صهر هذه الاشكال في ملحق واحد كانت نظرته اكثر بعدا وكنا نحاول ان نستقل بصفحاتنا لكنه بالمقابل كان يسعى الى اقناعنا باهمية وحدة الفنون، وهو ما يتحقق الان في معظم مطبوعاتنا التي توجهت الى ذلك، كان الاصدقاء يتحدثون عن وجوده المبكر في جمعية الثقافة والفنون بالاحساء قبل ان تحمل هذا الاسم، وفي الدمام كان واحدا من اصدقائها ففي الفترة التي رأسها الصديق صالح بوحنية كانت تجمعنا بشاكر مع وجوده، افكاره وتصوراته، اقترح وقتها مهرجان دارين الثقافي وكنا نعمل انذاك على ان يتنوع على غرار الجنادرية، فيه اللقاءات الادبية والفنية وكل ما من شأنه تقديم عمل ثقافي يرفد الساحة ويسهم في التنوير ويجمع ما بين الاوجه الثقافية، التحق بدورات في الموسيقى وكان شغفه كبيرا لتعلمها على اصولها فكان حسن زين الدين مدرس الدورات التدريبية في الجمعية بالدمام يعطيه دروسا خاصة صباحية بالاضافة الى الفترة المسائية لم تكن تلك الاهتمامات الا جزءا يسيرا في مسيرته التي حققت افكارا كثيرة، كان يعمل من اجل الجمع بين الادب والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى والفنون عامةاتذكر رئاسته او تكليفه بالقيام برئاسة تحرير مجلة الشرق وحينها كان كلف الزميل طارق ابراهيم بالتوجه الى تونس لاجراء تحقيق عن حادث اعتداء على مكاتب منظمة التحرير وكان عملا متفردا ومثيرا كما كان جريئا وسبقت الشرق غيرها في تسجيل الحدث وعندما حل اليوم الوطني للمملكة وكان لم يزل يدير شأن مجلة الشرق اخذت فكرة غلاف المجلة منه كثيرا من الجهد والوقت فأتى باطفال تم تصويرهم وهو يخيطون علم المملكة وكانت جلساته ومشاوراته مع اصدقائه متعددة حتى وقع الاختيار على صورة من اجمل ما تتضمنه في التعبير عن روح الحب والولاء ورسم مستقبل الوطن اتذكر ايضا استضافته للدكتور عبدالله الغذامي عندما صدر كتابه الخطيئة والتكفير فأقام فعالية احتفاء به وتم توزيع الكتاب حينها في طبعته الاولى على الضيوف، استعيد الان كثيرا من الصور الجميلة لتلك الروح الانسانية الاجمل التي تتمثل في صديقنا المثقف متعدد الاهتمامات الراحل شاكر الشيخ الذي كانت الثقافة همه وشغله ومنزله الذي اشغله باصدقائه المثقفين والفنانين، المنزل الذي لا يخلو من اصدقائه وجديد كتب الثقافة وحواراته التي لا نلمس فيها سوى الحب والتفاني والتطلع لما هو اجمل، كان انسانا ومعلما وكبيرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى اهتم بمن وجد فيهم بذرة العطاء والابداع فتح قلبه للجميع كما لم يبخل على احدد من اصدقائه وغير اصدقائه بفكرة او معلومة او معرفة.. ليس لي ان اقول في هذه المساحة الضيقة لتلك الروح الكبيرة النقية الا رحمك الله أبا بدر فقد كنت استاذا كبيرا ومعلما بخلقك وانسانيتك وشفافيتك ورؤيتك الخلاقة، والعزاء لابنائك واخيك خالد ومحبيك وللوسط الثقافي والاعلامي عامة. [email protected]