زوجة تسأل: زوجي في سن الأربعين، بدأت ألاحظ عليه مراهقة جديدة، حيث بدأ يتحدث إلى الفتيات في الشات، ويعجب ببنات الإعلانات، ويسأل عن زواج المسيار، مع العلم أننا متزوجان منذ عدة سنوات، وحياتنا مستقرة، وهو يكره النساء بشكل عام، ولا يحب الأمور التي ذكرت آنفاً، ولكن هذا تغير حديث. أخاف عليه من الانحراف فأفقده ويفقد هو دينه. أرشدوني مأجورين. الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الأخت الكريمة: مشكلتك تكمن كما ذكرتِ في زوجك، وملاحظتك أنه بدأ يراهق بعد الأربعين. وتريدين الرأي الأسلم في التعامل معه في هذه المرحلة، ونرى في مشكلتك ما يلي: * النصح له والإرشاد بكل ما تستطيعين من السبل والأساليب، وأن ينظر إلى نفسه في هذه المرحلة أنه بلغ قمة الهرم في عمره، وهذه المرحلة ذكرها الله عز وجل في كتابه قال تعالى: «حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ» [الأحقاف:15-16]. فالمتوقع من المؤمن في هذه المرحلة أن يشكر الله على نعمه، وأن يحرص على العمل الصالح أكثر، وأن يدعو الله بالصلاح لذريته، وأن يتوب إلى الله وينيب كما ذكر الله عز وجل في الآيات. لعل الله أن يتقبل منه ويتجاوز عنه. * حاولي إبعاده عن الجهات التي تثير فيه هذه الظاهرة إن استطعت، مثل الشات والإعلانات التي ذكرت، وعدم ذكر الأمور التي تتعلق بهذا الموضوع نهائياً؛ حتى يعود إلى رشده وإلى نفسه. وأن يشتغل بأشياء أفضل من ذلك، واشغليه بشيء يحبه في الوقت الذي تشعرين أنه يشتغل بمثل هذه الأمور. * إن كتب الله عز وجل أنه لم ينته عن هذا الموضوع ولا يزال مستمراً فيه فاتركيه وسلمي أمرك إلى الله عز وجل، وادعي له بالصلاح والتوبة والإنابة، واستمري معه بالنصح والإرشاد ما استطعت، واعلمي كل العلم أن الله عز وجل إذا قضى أمراً وقدَّره فلن يرده أحد. فقد يكون بلاءً واختباراً، فعلى المؤمن أن يصبر وسيأتيه فرج الله عز وجل. وقد تكون سحابة صيف وستذهب. * عليك بالدعاء واللجوء إلى الله عز وجل في أمرك كله. وادعي الله لك ولأسرتك بالصلاح والتقوى والحياة السعيدة والطيبة والعامرة بالعمل الصالح. وندعو الله لك بالحياة الطيبة والسعيدة وجميع بيوت المسلمين.