أوضح الشيخ سعيد بن مسفر أن هناك اربعة معاني للنصيحة يستلزم بعضها بعضا اولها الاخلاص وثانيها الصدق وثالثها الوضوح والشفافية ورابعها الوفاء . وأشار الى ان الانسان اذا اراد ان يكون صاحب دين فيلزمه ان يكون مخلصا لان عدم الاخلاص يوصل للنفاق قال تعالى ( وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) ثم تحدث عن المعنى الثاني للنصيحة وهو الصدق وضده الكذب الذي هو من علامات النفاق وقال ان الكذب خلق مضاد للايمان ولا يمكن للمؤمن ان يكذب فالصدق من علامات المؤمن فعلى المسلم ان يصدق في كل احواله ويجب على الناصح ان يكون صادقا والمعنى الثالث الوضوح والشفافية اذ ان المؤمن واضح ويظهر الذي في قلبه عليه وتحدث عن اهمية المعنى الرابع وهو الوفاء فإن كان زوجا كان وفيا لزوجته ووفيا لوالديه بحقوقهم وكذلك وفيا لاولاده بتربيتهم ووفيا لجيرانه بحقوقهم ووفيا للناس اجمعين. وقد ذكر الرسول صلى الله علية وسلم ان النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فأولاها النصيحة لله وكيف تكون ناصحا لله فقال العلماء يكون العبد ناصحا لربه بأداء الحقوق الواجبة عليه وفي مقدمتها توحيده وعدم الاشراك به ( يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ) فهو الخالق لوحده والمستحق للعبادة لوحده ولهذا حرم الله الشرك . والشرك هو ان تصرف شيئا من انواع العبادة لغير الله وايضا من مقتضيات النصح لله عز وجل الشعور بالمراقبة الربانية وهي ان الانسان لا يستطيع ان يغيب عن الله طرفة عين فالله تعالى يراك فإذا انت شعرت بهذا يسقيم امرك وتستقيم خطواتك في الحياة وهذا ما تميّز به السلف الصالح كانوا يشعرون انهم تحت الرصد الإلهي والرقابة الربانية ولذا لم يكونوا يخافون أحدا الا الله. وقال بن مسفر : إن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد لاحظ ان الناس يخلطون اللبن بالماء ويبيعونه وهذا نوع من الغش فأصدر أمرا على الناس لا أحد يغش ويخلط اللبن مع الماء فاستجاب الناس وكان رضي الله عنه يتفقد احوال الناس . وكان رضي الله عنه في ليلة من الليالي يتفقد الرعية فمر على امرأة ومعها ابنتها وهما يخضان اللبن فلما ارادت الأم ان تضع الماء على اللبن من اجل ان تزيد الكمية وتبيع قالت الابنة لا تفعلي يا أمي فقالت لِمَ؟ قالت الابنة : أما سمعت أمير المؤمنين قد نادى في الناس ألا يخلط اللبن بالماء قالت المرأة : وأين أمير المؤمنين؟ ، قالت: إذا كان أمير المؤمنين لا يراك فإن الله يراك .وسمع الكلام عمر بن الخطاب فزوّج الفتاة من ابنه عاصم وكان من نسله الخليفة الزاهد عمر بن عبدالعزيز ..وفي ختام المحاضرة أشار ابن مسفر الى ان الدين الاسلامي يريد منا ان تكون الرقابة مع الله بأن نشعر بأن الله تعالى يرانا ومطّلع على اعمالنا في كل الاحوال .