إلى ما قبل خمسة وعشرين عاما مضت كان أجمل يوم في حياة أسرة الطالب و الطالبة هو يوم إعلان نتائج الشهادة الثانوية. وتمثل هذه المرحلة أهم نقطة للطالب و الطالبة. وسأترك الحديث عن الطالبات لمقال آخر لأن قصتهن حزينة تحتاج إلى نوع من الدعابة لكي يتقبلها القارئ. في السابق كان يتخرج الطالب بنتيجة جيد ويعلم أنه مقبول في معظم الجامعات دون عناء و إن احتاج لأي واسطة فمكالمة واحدة من أي مواطن في المرتبة السادسة وما فوق تكفي. ومقابلة ولي أمر الطالب لمدير الجامعة تنهي المشكلة. لم يكن هناك متطلبات إلا في جامعة الملك فهد للبترول وكليات الطب. لم يكن هناك شيء اسمه اختبار قدرات أو معدلات مجموعة وكان الطالب المتخرج دائما يبتسم ومن يفوته التسجيل فيبدأ السنة التي بعدها دون عناء, وفي ذلك الوقت لم نكن نسمع أن فلانا درجاته مائة بالمائة. وأتذكر أنه في نتيجة الثانوية لعام تخرجي كان هناك فقط طالبان معدلهما ممتاز وقليل بمعدل جيد جدا و هو المعدل الذي يجذب انتباه الحارة بأكملها لأنه سيقبل في جميع الكليات والجامعات. ومن يتخرج بمعدل ضعيف فيوجد له مكان بأي حال من الأحوال. وعندما لا يجد الطالب الضعيف مكانا له في الجامعة أو إن طابت نفسه من تعب الدراسة فبإمكانه الحصول على وظيفة في أي دائرة حكومية أو شركة كبرى مثل ارامكو. يعني ما أحد يقعد في البيت. وعندما لا يجد الطالب الضعيف مكانا له في الجامعة أو إن طابت نفسه من تعب الدراسة فبإمكانه الحصول على وظيفة في أي دائرة حكومية أو شركة كبرى مثل ارامكو.والآن وللأسف الشديد عندما ترى وجه والد خريج ثانوية فستجد عليه علامات حزن لا يعلمها إلا الله. والأسرة التي لديها خريج بمعدل ممتاز منخفض فمعنى ذلك هو استنفار عام للبحث عن القريب والبعيد للتعلق بأي أمل و طلب الواسطة. وتصل الأمور إلى خلافات عائلية لأن الأم تعتقد أن الأب لديه القدرة على أشياء شبه مستحيلة و تبدأ بمساءلة الأب عن أين صديقك فلان وابن عمك فلان؟. قبل أيام أخبرني أحد زملائي بأن والده ووالدته بكيا فرحا قبل ثلاثين عاما عندما تخرج من الثانوية بمعدل جيد واحتفلا بعرضة نجدية والآن رأى أخته تبكي بحسرة لأن ابنها معدله 95% وتعلم أنه لن يحقق مستقبله. [email protected]