حسب ما أعرف و ما يعرفه الكل من جيلي بأنه لا يستطيع أن يرى علامات الغضب على وجه طالبة سعودية خريجة من الثانوية العامة. فما أتذكره هو ابتسامة لا تضاهيها ابتسامة بعد الانتهاء من أهم مرحلة دراسية في حياة أي طالبة ليس في المملكة بل في جميع دول العالم. فعندما تخرجت من الثانوية العامة عام 1974م كنا نعتبر شهادة أي فتاة متخرجة من الثانوية العامة تعادل ماجستير فيزياء نووية. كان الكل يعرف أن فلانة تخرجت من الثانوية. أي أنها أصبحت عنصرا فعالا يخدم المجتمع من أول يوم عرفت فيه نتيجتها. حتى لو كان معدلها 60% أو كانت راسبة في أربع مواد و نجحت في الدور الثاني. ففي ذلك اليوم تعلم أنها ستدخل الجامعة في الرياض (لم يكن هناك جامعة في الأحساء) أو سيتم توظيفها في مدرسة على بعد خطوات من منزلها. و الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى سأتحدث عن مراحل ابتسامة الطالبة من يوم أن تدخل الابتدائي إلى الثانوية في السبعينيات. و الآن....لماذا خريجة الثانوية العامة لم تعرف الابتسامة منذ تخرجها من الصف السادس الابتدائي؟. دعونا نكن صريحين. لا تزال الفتاة السعودية يغلب عليها الخجل و لا تبدي غضبها إلا في البيت و نادرا ما تراها ترفع صوتها إذا كانت غاضبة في مكان عام.ما هو الخيار الذي يوجد للطالبة إذا قيل لها.. آسفين ليس لك مقعد في الجامعة. لا أستطيع تصور غضب الفتاة. فان كانت من أصحاب الملايين فالحل موجود. و هو الدراسة في الخارج. و لكن ماذا نقول لطالبة ليس لوالدها حيلة و ليس لديه قوت يومه. و ماذا عن اليتيمة التي ليس لها أب يطالب بحقها. و هذا هو الانطباع العام عن الفتاة السعودية. بل و تتحاشى أن ترفع صوتها الغاضب حتى لا يقال انها بنت آل فلان. و لذلك ما الذي أغضب الطالبة الخريجة من الثانوية لدرجة أنها لم تعر أي انتباه إلى من يسمعها أو يصورها و هي غاضبة. ما الذي جعل فتيات يقمن بتحطيم بوابة جامعة سعودية؟. و ما هو الخيار الذي يوجد للطالبة إذا قيل لها.. آسفين ليس لك مقعد في الجامعة. لا أستطيع تصور غضب الفتاة. فان كانت من أصحاب الملايين فالحل موجود. و هو الدراسة في الخارج. و لكن ماذا نقول لطالبة ليس لوالدها حيلة و ليس لديه قوت يومه. و ماذا عن اليتيمة التي ليس لها أب يطالب بحقها. و السؤال الآن هو...كيف استطاعت فتيات ناعمات كسر بوابة الجامعة الحديدية؟. هل لأنهن قويات جسديا... أم أن الغضب زادهن قوة؟ [email protected]