تزخر المملكة العربية السعودية ومن مختلف مناطق المملكة ومن كلا الجنسين بالحرفيين المتميزين الذين يمارسون بعض الحرف اليدوية في انتاج العديد من المنتجات, وهؤلاء إما أنهم توارثوا هذه المهنة أو يملكون من الموهبة والابداع بامتهان هذه الحرف, والملاحظ ومع أهمية هذا القطاع، إلا انه حتى هذا الوقت لم نبادر بتطوير هذا القطاع من خلال توفير آليات مناسبة تساعد الحرفيين سواء من ناحية التطوير الفني أو ايجاد قنوات واضحة لبيع المنتجات الحرفية, وتم تركها لجهودهم الفردية أو الاستعانة بهم في المناسبات والمهرجانات. إن موضوع الأسر المنتجة وموضوع المشاريع المتناهية الصغر , وهو ما يأخذ حيزا كبيرا لايجاد آليات لدعم هذا النوع من القطاعات لا يختلف كثيرا عن قطاع الحرفيين، بل أغلبهم من هذه الفئة, واذا نظرنا الى هذا القطاع وتم الاكتفاء بدعمه من الناحية المادية فقط وآليات تمويله دون النظر الى العوامل الأخرى التي قد تكون في نفس أهمية التمويل أو يزيد عليها, لن نستطبع بذلك تحقيق الغايات من التركيز على دعم هذه الفئة, وهنا تأتي الحاجة الى المبادرة بانشاء مركز وطني للحرفيين معني بتصنيف الحرف وبرامج دعمها، وكذلك برامج التدريب والتطوير وقنوات البيع والتراخيص الحكومية لمزاولة الحرف. كثيرا ما نتحدث عن البطالة وهموم البطالة وبرامج السعودة، وأمضينا في الحديث عن هذا الموضوع لسنوات طويلة وكأن الطريق الوحيد للعمل هو التوظيف فقط. ويأتي موضوع التدريب والتطوير من أهم المواضيع التي يحتاج اليها هؤلاء الحرفيون لرفع مستوى ممارسة أدائهم وابداعاتهم الى مستويات قادرة على منافسة المنتجات المستوردة والعمل على التفوق عليها, واذا نظرنا الى الدول التي عملت على هذا الموضوع لا نستغرب ان الدول المتقدمة هي التي تقود الاهتمام بالحرفيين، وقد أوصلهم الى مستويات عالية من الانتاج، وقد تميزت أسواقهم عن الأسواق الأخرى بهذا النوع من المنتجات ومن هذه الدول بريطانيا وفرنسا وايرلندا الذين لهم تجارب ناجحة في هذا المجال. كثيرا ما نتحدث عن البطالة وهموم البطالة وبرامج السعودة وأمضينا في الحديث عن هذا الموضوع لسنوات طويلة وكان الطريق الوحيد للعمل هو التوظيف فقط, متتناسين أن أحد أهم فرص توفير الوظائف هو تشجيع رواد الأعمال على ثقافة العمل الحر والتوجه الى نافذة الانتاج عبر ما يمتلكونه ( والحديث للجنسين ) من مواهب وابداعات سوف تسطر مع دوران عجلة الانتاج, وفي هذا قد يكون للثقافة المحلية دور كبير في ذلك, فعلينا أن نغير النظرة لهذه الفئة، فالحرفيون ليسوا العاطلين عن العمل، بل هم المبدعون والمبتكرون. فصناعة المجوهرات والمشغولات الذهبية والمعدنية وأعمال النسيج وأعمال السيراميك الفنية والأعمال الخشبية وغيرها العديد التي تباع بأغلى الأسعار في أرقى الأسواق الدولية من صنع أيدي الحرفيين. [email protected]