تحل دولة الكويت ضيفا على موسم اصيلة الثقافي الثالث والثلاثين الذي انطلق هذا الاسبوع ويتضمن فعاليات متنوعة من الندوات والمحاضرات ومعارض الفنون والورش الفنية ورسم الجداريات والسهرات الموسيقية وغيرها. المشاركة الكويتية تتضمن عددا من الفعاليات والعروض الفنية واللقاءات المنبرية وقد عقدت ندوة حول دور الكويت الثقافي بعنوان «الكويت: نصف قرن من العطاء الثقافي العربي». تحدث فيها عدد من المشاركين فقال محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة والوزير السابق للثقافة: إن دولة الكويت ما فتئت تبذل جهودا جبارة في سبيل احتضان الثقافة العربية وترسيخها وتطويرها، إلى جانب حرصها الكبير على تحصين الهوية واللغة العربيتين وتأصيل الفكر العربي الإسلامي وإن الكويت كانت سباقة في منطقة الخليج العربي، إلى الاهتمام بالحركة الثقافية العربية واقتحام العديد من الميادين والمجالات الثقافية والفنية والإعلامية، لاسيما من خلال الدور الريادي الذي تلعبه المطبوعات الكويتية اضافة إلى توطيد الروابط والعلاقات بين المثقفين العرب، وتأهيل الإنسان العربي ثقافيا ومعرفيا وتعريفه بوطنه العربي وحضارته وتاريخه وتقاليده وآدابه وفنونه، كانت أحد الشعارات الأولى التي تبنتها مجلة "العربي" الكويتية منذ تأسيسها.
نشر الثقافة العربية وجعلها تنتقل إلى فضاءات أرحب بالنظر إلى الانتشار الواسع الذي استطاعت تحقيقه طيلة السنوات الثلاثين الماضية وأوضح محمد السنعوسي وزير الإعلام الكويتي السابق وعضو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن الكويت بذلت منذ زمن طويل جهودا حثيثة في المجال الإعلامي على وجه التحديد، انطلاقا من إدراكها العميق لأهميته المحورية في تقريب الرؤى ووجهات النظر العربية، مشيرا الى أن وعي الكويت بأهمية الاستثمار في الإعلام والسينما، جعلها تساهم بشكل فعال في عدد من الإنتاجات السينمائية العربية التي ساعدت في الارتقاء بحس الانتماء إلى دول العالمين العربي والإسلامي، مذكرا باشرافها على إنتاج فيلم "الرسالة" فترة الثمانينيات. وتحدث سعيد العلوي الأستاذ بجامعة محمد الخامس أن الإصدارات الكويتية بمختلف أشكالها وأنماطها لعبت أدوارا طلائعية في نشر الثقافة العربية وجعلها تنتقل إلى فضاءات أرحب بالنظر إلى الانتشار الواسع الذي استطاعت تحقيقه طيلة السنوات الثلاثين الماضية، موضحا أن نجاح هذا البلد الخليجي في هذا المجال يعود بشكل أساس إلى التوجه الثقافي المتميز الذي تنتهجه الكويت وتطلعها الدائم إلى الانخراط في المشاريع الكفيلة بتعزيز إشعاع الثقافة العربية.مشيرا إلى النجاحات الفكرية والأدبية البارزة التي تمكنت الكويت من تحقيقها بفضل سلسلة "عالم المعرفة"، مشيرا الى "قيمتها المعرفية الكبيرة وتنوع مضامينها إلى جانب ثمنها المناسب، هي عوامل من بين أخرى جعلتها لا تكاد تغيب عن رفوف مكتبات البلدان العربية".