كنت متواجدا في نادي الاتفاق لتغطية زيارة المدرب الهولندي الشهير فرانك رايكارد الذي سيتولي قيادة المنتخب الوطني السعودي الأول لكرة القدم في المرحلة المقبلة بعقد يمتد حتى موعد نهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل عام 2014. استقبل المدرب الهولندي استقبالا حافلا من قبل الإدارة الاتفاقية ممثلة في نائب رئيس النادي و عميد المدربين الوطنيين خليل الزياني و عدد من الأعضاء حيث كان عبد العزيز الدوسري رئيس النادي خارج المنطقة ولذا لم يتواجد كما استقبلت ريكارد عدد كبير من كاميرات المصوريين للإعلام المرئي و المقروء إضافة إلى مجموعة كبيرة من الأطفال الذين كانوا متواجدين حينها نظرا لوجود برنامج صيفي و حمل عدد منهم لوحة ترحيبية بالمدرب نالت استحسانه مما أجبره على مصافحتهم باليد . حرارة الاستقبال لم تتوقف عند هذا الحد بل ردد العديد من الأطفال داخل الصالة الرياضية المغلقة اسم المدرب بصوت عالٍ زاد من بهجة ريكارد الذي أحس بانتعاش كبير خصوصا أنه توقف عن العمل الرسمي و ابتعد عن الصخب لعدة أشهر بل كما ذكر أكثر من عام و نصف. قام ريكارد بجولة تفقدية برفقة الزياني وحضور محمد المسحل الذي اعتبره من أبرز المكاسب للإعلام الرياضي بشكل خاص بعد أن نال مايستحق بتوليه مهمة إدارة المنتخبات الوطنية كونه زميلا في نهاية الأمر كما أن لديه الثقافة الكافية للتعامل مع المتغيرات وما تتطلبه المرحلة المقبلة . «من ترك ثقافة الإقالة لمدربي المنتخبات والأندية السعودية سريعا تصل إلى الأطفال وتقنعهم بأن هذا هو الإجراء المتبع كون بعض المراحل التي تتطلب وجود ضحايا يكون الأسهل هو المدرب مهما يكن اسمه ؟!.» ولمست بنفسي مدى الانبهار الذي كان عليه المدرب ومساعدوه من المنشأة الاتفاقية النموذجية والتاريخ العريق لهذا النادي الكبير حيث عادت به الذاكرة للوراء كثيرا مما جعله يتذكر المنتخب السعودي الذي أبهر العالم في مونديال 1994 رغم أن في الصور التي شاهدها ريكارد في نادي الاتفاق لم تكن تضم سوى لاعب واحد شارك بالمونديال المذكور وهو عبدالله صالح لكن تلك الصور عززت الانطباع لدى المدرب الهولندي حول عراقة الكرة السعودية خصوصا أن من كان بجانبه أبو إبراهيم هو أول مدرب يقود المنتخب السعودي لاعتلاء قمة القارة الآسيوية كمدرب . كانت جميع الأجواء إيجابية جدا وكانت السعادة تعلو وجوه الجميع خصوصا أن هناك اتفاقا على أن هذا المدرب مكسب كبير للكرة السعودية. في غمرة الأجواء الإيجابية صدر صوت ضعيف التقطته أذن البعض خصوصا من الزملاء الإعلاميين وكان هذا الصوت يقول (محتفلين بالمدرب وبعد خسارتين يطرد وننسى الحفاوة به) وكان هذا الصوت صادرا من الطفل سلمان أبوبشيت ابن الزميل في جريدة الاقتصادية منير . ترك هذا الكلام وقعا كبيرا في نفس كل من سمعه و لقي تأييدا واسعا ومصادقة من قبل غالبية الحضور . والسؤال الذي يفرض نفسه : من ترك ثقافة الإقالة لمدربي المنتخبات و الأندية السعودية سريعا تصل إلى الأطفال و تقنعهم بأن هذا هو الإجراء المتبع كون بعض المراحل التي تتطلب وجود ضحايا يكون الأسهل هو المدرب مهما يكن اسمه ؟!. [email protected]