قالت صحيفة روسية الثلاثاء نقلا عن مسؤول روسي رفيع ان الزعيم الليبي معمر القذافي مستعد للتنحي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية. بينما نفت طرابلس ذلك، وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية ان الحكومة لا تتفاوض بشأن تخلي الزعيم الليبي معمر القذافي عن السلطة. وأضاف ان المعلومات بشأن تنحي القذافي أو سعيه للحصول على ملاذ آمن داخل أو خارج البلاد عارية عن الصحة.وجاء التقرير الذي نشر في صحيفة كومرسانت التي لم تكشف عن مصدرها بعد يوم من محادثات روسية مع اندرس فو راسموسن الامين العام لحلف شمال الاطلسي وجاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا والتي هيمن عليها السعي لسبل لانهاء الحرب في ليبيا. ونقلت الصحيفة عن مصدر كبير في القيادة الروسية قوله ان العقيد القذافي يبعث باشارات عن استعداده للتخلي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية. وذكر المصدر في التقرير ان دولا أخرى قد تكون فرنسا من بينها أبدت استعدادها لتقديم هذه الضمانات. وجاء في تقرير الصحيفة أيضا ان القذافي يريد السماح لابنه سيف الاسلام بخوض الانتخابات في حالة تنحيه عن السلطة وهو شرط قد ترفضه المعارضة. وأدى البحث عن حل سياسي للحرب في ليبيا الى تحريك المياه الراكدة قليلا رغم التصريحات التي تبدو نارية من الزعيم معمر القذافي والمعارضة الليبية والتي تشير الى أن الطرفين مستعدان لمواصلة القتال. كان من أسباب الانطباع السائد عن تسارع خطى جهود السلام من وراء الكواليس العدد الكبير من التصريحات التي أدلى بها المقاتلون والتي تلح على التوصل الى تسوية رغم كون بعضها عدائيا وفي بعض الاحيان متناقضا. ويقول محللون ان توقع احتمال التوصل الى اتفاق زاد ترجيحا نتيجة حديث غير مؤكد عن أن المقاتلين خففوا من بعض العمليات ضد القذافي سواء كحيلة عسكرية قصيرة المدى أو ربما لتسهيل المفاوضات. ويقول البعض ان أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد القذافي أطلق عملية التفاوض من خلال اعطاء الغرب وضعا أفضل في صورة احتمال عرض الحصانة على القذافي مقابل تنحيه عن السلطة. ويقول البعض ان أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد القذافي أطلق عملية التفاوض من خلال اعطاء الغرب وضعا أفضل في صورة احتمال عرض الحصانة على القذافي مقابل تنحيه عن السلطة. وقال أوليفر مايلز وهو سفير بريطاني سابق في ليبيا لرويترز: أشعر أننا لسنا بعيدين عن لعبة النهاية. وقال عاشور الشامس وهو صحفي معارض ومحلل مقيم في بريطانيا :هناك حتما أمر ما يدور في اشارة الى اعتقاده أنه تم تكثيف الجهود السياسية. ومضى يقول في اشارة الى العاصمة الليبية معقل القذافي :هناك الان المزيد من الجهود لتسوية الاوضاع وتجنب الكفاح المسلح لطرابلس والذي سيتسم بالفوضى الشديدة. وقال نعمان بن عثمان وهو محلل في مركز أبحاث كويليام البريطاني وهو صديق لموسى كوسة رئيس المخابرات الليبي السابق انه يعتقد أن القذافي مستعد للتنحي بشروط. وهذه الشروط هي بقاؤه في ليبيا مع حصانته من أي محاكمات وأن يكون لابنه دور في مستقبل ليبيا. ومضى يقول:يريد بشدة أن يكون ابنه جزءا من مستقبل ليبيا وأن يمثل القبائل التي تدعم النظام حاليا. وأردف قائلا :هذه خطته.. سياسته للتأمين. انه يعتقد أنهم اذا خاضوا الانتخابات في وقت لاحق فانه سيحصل على الحماية هو واسرته من القبائل التي تدعمهم الان. وقال سعد جبار وهو مستشار قانوني سابق للحكومة الليبية ان أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في الشهر الماضي للقذافي وسيف الاسلام وعبد الله السنوسي رئيس المخابرات جزء كبير من خلفية أحدث مناورة تقوم بها المعارضة. وتابع :سيكون القذافي احمق اذا لم يقبل قرارا ملزما على المستوى الدولي من مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالحصانة من المحاكمة مقابل تخليه عن السلطة ودعوة أنصاره الى ترك السلاح. الى ذلك, اعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي امس ان انزال اسلحة بالمظلات للثوار الليبيين «لم يعد ضروريا»، لانهم باتوا الان اكثر تنظيما ويمكنهم تدبر مسألة السلاح بانفسهم.