قالت صحيفة روسية أمس نقلا عن مسؤول روسي رفيع ان الزعيم الليبي معمر القذافي مستعد للتنحي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية. وجاء التقرير الذي نشر في صحيفة كومرسانت التي لم تكشف عن مصدرها بعد يوم من محادثات روسية مع اندرس فو راسموسن الامين العام لحلف شمال الاطلسي وجاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا والتي هيمن عليها السعي لسبل لإنهاء الحرب في ليبيا. ونقلت الصحيفة عن مصدر كبير في القيادة الروسية قوله «العقيد (القذافي) يبعث باشارات عن استعداده للتخلي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية.» وذكر المصدر في التقرير ان دولا أخرى قد تكون فرنسا من بينها أبدت استعدادها لتقديم هذه الضمانات. وجاء في تقرير الصحيفة أيضا ان القذافي يريد السماح لابنه سيف الاسلام بخوض الانتخابات في حالة تنحيه عن السلطة وهو شرط قد ترفضه المعارضة. وأعلن متحدث باسم الحكومة الليبية ان مسؤولين من حكومة القذافي اجتمعوا في عواصم أجنبية مع شخصيات من المعارضة للتوصل لحل سلمي للازمة لكن لا يبدو ان هناك فرصة تذكر لنهاية سريعة للحرب الاهلية مع تشبث كل من الجانبين بموقفه بشأن مصير القذافي. وصرح سيف الاسلام لصحيفة فرنسية بأنه ليس هناك أي مجال للتفاوض بشأن نهاية حكم والده المستمر منذ أكثر من 41 عاما بينما تراجع المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة عن تصريحات سابقة جاء فيها ان بوسع القذافي البقاء في ليبيا اذا تنحى عن السلطة وجدد المجلس مطلبه برحيل القذافي فورا. وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية أمس إن الحكومة لا تتفاوض بشأن تخلي الزعيم الليبي معمر القذافي عن السلطة. وأضاف ان المعلومات بشأن التفاوض على تنحي القذافي أو سعيه للحصول على ملاذ آمن داخل أو خارج البلاد عارية عن الصحة. واستطرد ان القذافي ليس محل تفاوض وان موقف الحكومة الليبية تحكمه مبادىء وان مستقبل ليبيا سيقرره الليبيون أنفسهم وقال ان القذافي رمز تاريخي وان الليبيين سيموتون دفاعا عنه. وتابع أن المحادثات دارت حول وقف اطلاق النار والمساعدات الانسانية وبدء حوار بين الليبيين وبعد ذلك تأتي المرحلة الرابعة وهي فترة انتقالية خاصة بالتغيير السياسي الذي سيقرره الليبيون. من جهته، اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي انديرس فوغ راسموسن خلال زيارة الى روسيا الثلاثاء انه سيكون على الاممالمتحدة تولي المهمة من الحلف في ليبيا بعد رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال راسموسن خلال مؤتمر صحافي في سان بطرسبرغ (شمال-غرب) «لا نتوقع ان يقوم الحلف الاطلسي بالدور الرئيسي في مرحلة ما بعد القذافي. نريد ان تتولى الاممالمتحدة المهمة لمساعدة الشعب الليبي خلال الفترة الانتقالية نحو الديموقراطية». واضاف ان «الوسيلة الوحيدة لتلبية تطلعات الشعب الليبي هي رحيل القذافي» مؤكدا ان خارطة الطريق التي اعدتها المعارضة الليبية «جديرة بالثقة». من ناحية أخرى، اعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي أمس ان انزال اسلحة بالمظلات للثوار الليبيين «لم يعد ضروريا»، لانهم باتوا الان اكثر تنظيما ويمكنهم تدبر مسألة السلاح بأنفسهم. وأكد الوزير في تصريحات صحافية انه في ليبيا «نشأ نظام سياسي مستقل عن طرابلس ولهذا السبب لم تعد عمليات الانزال بالمظلات ضرورية، لقد كانت ضرورية قبل عدة اسابيع حين كانت تلك الاراضي (شرق ليبيا) تعمل على تنظيم استقلالها الذاتي» الذي يتيح لها التزود (بالسلاح) من اطراف اخرى. واضاف الوزير الفرنسي ان «هذه الاستقلالية ستتيح لهم اقامة علاقات مع شركاء خارجيين بما في ذلك في الامور المتصلة بتجهيزات الدفاع عن النفس. لكن هذه ليست قضية التحالف ولا القرار الدولي رقم 1973». ونفت السلطات الليبية بشكل قاطع الثلاثاء تقريرا كان اشار الى قتل افراد من عائلات ليبيين قاطعوا تظاهرة مؤيدة للزعيم معمر القذافي الجمعة، وقالت السلطات ان «هذا الخبر يفتقد الى الدقة والمهنية». واضافت ان المراسل الذي اورد هذا الخبر «موجود في مكان (بنغازي) يبعد الف كلم عن مدينة طرابلس التي هي مكان الحدث». وكان تقرير وكالة فرانس برس من بنغازي معقل الثوار، اورد شهادة لشخص قال فيها ان شابا كان محتجزا منذ عدة اشهر، قتل بعد رفض عائلته المشاركة في تظاهرة الجمعة بطرابلس وان جثته القيت السبت امام منزل عائلته. من ناحية ثانية، اجرى نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي لقاء امس مع أمين اللجنة الشعبية العامة للصحة بليبيا (وزير الصحة) محمد محمود حجازي، والقائم بأعمال مكتب متابعة العلاقات العربي الليبي بالقاهرة علي ماريا. وذكر بيان عن الشئون الإعلامية بالسفارة الليبية بالقاهرة أن اللقاء بحث سبل وسائل استعادة دور الجامعة العربية في حل الأزمة الليبية ، والسعي لإيجاد حلول سياسية بإرادة الليبيين وبذل الجهود لوقف العدوان على الشعب الليبي ، وفقا للتعبير الوارد في البيان. على صعيد متصل ، أوضح مصدر دبلوماسي عربي معني بالملف الليبي امس إن هذا اللقاء لا يعد انتهاكا لقرار الجامعة العربية بشأن منع حضور ممثلي الحكومة الليبية لاجتماعات الجامعة العربية ، لأن القرار لم يمنع الأمانة العامة للجامعة من التواصل والتشاور ، لافتا في هذا الصدد إلى أن الجامعة العربية تجرى اتصالات مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي المناهض لحكم العقيد القذافي ومع حكومة طرابلس وذلك بهدف العمل على إيجاد حل للأزمة الليبية.