كثف حزب بوا تاي الموالي لرئيس الوزراء السابق في المنفى تاكسين شيناوترا من مشاوراته الثلاثاء لتشكيل حكومته المقبلة التي باتت تواجه تحديات كبيرة في اعقاب انتخابات وصفت بأنها تاريخية حققت فيها المعارضة انتصارا مدويا الاحد الماضي. وستصبح ينغلاك شناواترا (44 عاما) التي تغلبت على الفريق المنتهية ولايته بزعامة ابهيسيت فيجاجيفا، اول امرأة ترأس حكومة في تايلاند . وبالاضافة الى تحالف يؤمن لها اكثرية مريحة (299 مقعدا من اصل 500)، ستحصل في الكواليس على دعم -وتوجيهات- من شقيقها ثاكسين شناواترا، رئيس الوزراء السابق الذي اطاحه العسكريون في 2006. ويعتبر ثاكسين الرئيس الفعلي للحزب رغم وجوده في المنفى. وقد نشطت امس الثلاثاء لتشكيل تحالف من شأنه ارضاء كل الاتجاهات في فريقها، من دون مضايقة نخب بانكوك المتحلقة حول القصر الملكي، من جيش وقضاة وكبار الموظفين، والتي كانت تؤيد ديمقراطيي ابهيسيت. وقال المتحدث باسم بوا تاي، بورمبونغ نوباريت «سنجري تحليلا لنتائج الانتخابات... ونستعد لتنفيذ الوعود التي قطعت للشعب». وسارع ابهيسيت الى تهنئة خصومه الاحد. واكد وزير الدفاع الاثنين ان الجيش الذي قام ب 18 انقلابا او محاولة انقلاب منذ 1932، لن يتدخل ابدا في السياسة. من جهتها، قالت سيدة الاعمال بلهجة تتسم بالحذر، «لم نقرر شيئا بعد حول اي شخص». واضافت «سنجري مشاورات مع احزاب التحالف»، موضحة انها ستختار الوزراء بناء على «كفاءاتهم». ولن تتسلم ينغلاك مهامها على الفور. فاللجنة الانتخابية ستتحقق اولا من النتائج ثم تدعو خلال الايام الثلاثين التي تلي الانتخابات، الجمعية الى الانعقاد ومنح الحكومة الجديدة الثقة. وقال كاناوات واسينسونغورن احد كوادر الحزب، ان «من المقرر ان تتشكل الحكومة في غضون خمسة عشر يوما». من جهته قال ابهيسيت «اعتقد شخصيا ان من الضروري الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، لأنه يفترض الا تبقى البلاد بحكومة انتقالية فترة طويلة». والتوقعات كبيرة في البلاد بعد الفوز الصريح الخالي من الشوائب للمعارضة الموالية لثاكسين، والذي كان مثابة استفتاء من الجماهير الريفية والشعبية في شمال وشمال شرق البلاد. اما وسط بانكوك والجنوب، فبقيا ديمقراطيين، ما يشير الى شرخ مجتمعي واضح. ويتابع المراقبون عن كثب المشاورات الجارية لاختيار وزراء المناصب الحساسة كالدفاع والداخلية والعدل. واعتبر افود بانانندا من صحيفة ذي نايشن الصادرة باللغة الانكليزية، «اذا تمكنت ينغلاك من الالتفاف على منطق المحاصصة لتعيين اشخاص اكفاء في المناصب الاساسية، فستتمكن عندئذ من النجاح في بسط الاستقرار السياسي». واضاف «اذا ما احاطت نفسها بأشخاص سيئين، فيمكن ان تخسر منصبها في غضون بضعة اشهر». الا ان بعض الارتياح كان جليا في تايلاند التي كانت تتخوف من اعمال عنف جديدة، بعد ربيع 2010 «للقمصان الحمر» والذي خلف اكثر من 90 قتيلا في بانكوك. وسارع ابهيسيت الى تهنئة خصومه الاحد. واكد وزير الدفاع الاثنين ان الجيش الذي قام ب 18 انقلابا او محاولة انقلاب منذ 1932، لن يتدخل ابدا في السياسة. ارتياح أممي للوعود من جهة اخرى، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن ارتياحه «للوعود» التي اطلقها المهزومون ب «احترام ارادة الشعب»، معربا عن امله في ان تكون «الانتخابات مرحلة مهمة نحو مصالحة حقيقية». وتبقى المخاوف على المدى البعيد قائمة. واعتبر ثيتينان بونغسوديرام استاذ العلوم السياسية في جامعة شولالونغورن في بانكوك «اننا نتجه نحو مزيد من الاضطراب والهواجس، لأن ما يتعين علينا تغييره يتطلب اكثر من تسوية». واضاف ان «الاصوات التي ارتفعت الاحد اكدت ان تايلاند باتت بلدا جديدا، وانصار النظام القديم والحرب الباردة للقرن العشرين، يمكن الا يكونوا قادرين او انهم لا يريدون ان يقبلوا بتايلاند الجديدة هذه».