بانكوك - أ ف ب، رويترز - أعلنت ينغلاك شيناواترا، شقيقة رئيس الوزراء التايلاندي السابق المنفي في دبي، تاكسين شيناواترا، والتي قادت حزبها «بوا تاي» (من اجل التايلانديين) إلى الفوز بغالبية مقاعد البرلمان (265 من اصل 500) في الانتخابات الاشتراعية التي أجريت اول من امس، تشكيل ائتلاف من خمسة أحزاب بقيادة حزبها، فيما استقال رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابهيسيت فيجاجيفا من رئاسة الحزب الديموقراطي التي تولاها منذ عام 2005. وأيد الجيش الذي يشتبه في تدخله الدائم في الشؤون السياسية لتايلاند، وأطاح حكومة تاكسين عام 2006، ما جرّ البلاد إلى سلسلة اضطرابات، نتائج الانتخابات. وأعلن وزير الدفاع الجنرال براويت ونجسوان المقرب من القادة العسكريين الذين أطاحوا تاكسين، أن الجيش لن يمنع ينغلاك من تشكيل الحكومة الجديدة التي تتطلع إلى إنهاء العنف السياسي في البلاد، وتقليص الهوة القائمة بين النخب في العاصمة والفئات المحرومة في المدن والأرياف التي تؤيد تاكسين. ويعزز ذلك الهدوء الذي ساد مرحلتي التصويت وصدور النتائج، باعتبار أن أي طرف لم يحتج على فوز حزب «بوا تاي» الذي بات يسيطر على نسبة 60 في المئة من البرلمان، ويتجه بالتالي لمنح زعيمته ينغلاك موقفاً قوياً يسمح لها بالوفاء بالوعود الانتخابية التي أطلقتها خلال حملتها الانتخابية، وأهمها إحياء السياسات الشعبوية التي طبقها شقيقها تاكسين والتي رفعت مستوى المعيشة، ومواصلة المصالحة التي وصفها تاكسين من منفاه في دبي بأنها أولوية وليس عودته الفورية إلى بلاده. ولا يزال تاكسين شخصية مثيرة للانقسام في تايلاند، إذ يلقى قدراً من الكراهية لا يقل عن حب أنصاره له، وأثار انتقادات حادة لوصفه ينغلاك بأنها «نسخة منه». لكن مؤيدي سيدة الأعمال البالغة 44 من العمر لا يكترثون للانتقادات، ويعتقدون بأنها ستضفي بصمتها الخاصة على تايلاند حين تصبح أول رئيسة وزراء للبلاد منذ أن تحولت إلى بلد ديموقراطي قبل 79 سنة. وقال تانيدا برمسومبات، وهو فني كمبيوتر من بانكوك: «إنها جميلة وماهرة وطيبة، وتملك القدرة على تحسين كل الأمور. الآن يمكن أن تشهد تايلاند تغييراً حقيقياً». ولا شك في أن ينغلاك هي المحفز لانتصار «بوا تاي»، لكن الطريق لا يزال وعراً. وقال روبرتو ايريرو ليم المحلل في مجموعة «أوراسيا»: «كانت ينغلاك العامل الكبير في هذا الفوز. لم ترتكب أخطاء والتزمت النص المكتوب، لذا كانت بديلة تاكسين مقنعة لكن السؤال المطروح ما هي الخطوة التالية في ما يتعلق بشقيقها؟» وستكون حكومة ينغلاك الآن في منأى من الانشقاقات والاتهامات ب «الديكتاتورية البرلمانية» التي وجهت سابقاً لحلفاء تاكسين حين حكم البلاد منفرداً، فيما يجعل اكتساح ينغلاك التي لم تكن معروفة قبل شهرين على الساحة السياسية الانتخابات التدخل العسكري لقائد الجيش النافذ برايوت تشان اوتشا أمراً صعباً، علماً أن تايلاند شهدت 18 انقلاباً عسكرياً أو محاولة انقلاب منذ 1932. ودعا رئيس الوزراء السابق ابهيسيت إلى الوحدة والمصالحة، معلناً أن الحزب الديموقراطي سيختار رئيساً جديداً خلال شهرين. على صعيد آخر، أبدت كمبوديا التي تخوض نزاعاً حدودياً مع تايلاند ارتياحها لفوز حزب تاكسين شناواترا المقرب من بنوم بنه في الانتخابات، وأملت بأن تكون الحكومة المقبلة اكثر ميلاً للسلم ولمعالجة هذا النزاع. وقال وزير خارجية كمبوديا هور نامهونغ: «لا نخفي أننا سعداء لفوز حزب بوا تاي»، علماً أن المواجهات المسلحة التي اندلعت بين البلدين في شباط (فبراير) ثم نيسان (أبريل) الماضيين خلفت 28 قتيلاً وآلافاً من النازحين. ويرتبط تاكسين شناواترا بعلاقات وثيقة مع رئيس الوزراء الكمبودي هون شين الذي وصفه بأنه «صديق ابدي» وعينه في نهاية 2009 لفترة وجيزة مستشاراً اقتصادياً، ما أثار أزمة ديبلوماسية بين البلدين.