تظاهر مئات آلاف اليمنيين الجمعة في كافة انحاء البلاد للمطالبة برحيل المقربين من الرئيس علي عبدالله صالح. من جهتهم، جدد انصار صالح ولاءهم للرئيس اليمني خلال تجمع في صنعاء بعد صلاة الجمعة. وقال عاصم القرشي المتحدث باسم "شباب الثورة" في صنعاء ان المحتجين يريدون رحيل ما بقي من فلول النظام للاسراع بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي. وكان يشير الى اقارب الرئيس صالح الذين يرفضون التخلي عن السلطة رغم حركة الاحتجاج الشعبية المستمرة منذ ستة اشهر. وهتف المتظاهرن في صنعاء الذين قدر المنظمون عددهم ب250 الفا "فلنمش يدا بيد لبلوغ هدفنا" و"الشعب يريد مجلسا انتقاليا". مظاهرات مناوئة تطالب برحيل الرئيس صالح ونظامه ونظمت التظاهرة في شمال العاصمة تحت حماية جنود اللواء اليمني المنشق علي محسن الاحمر. وفي جنوب صنعاء تجمع عشرات الالاف من انصار صالح رافعين صور الرئيس اليمني مؤكدين على الوفاء لشخصه وللمؤسسة العسكرية. وفي السياق, يقول خبراء انه رغم رغبة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التشبث بالحكم فان محاولة اغتياله ربما لم تقض على حياته لكنها نجحت في منعه من مواصلة ممارسة مهامه كرئيس بسبب الاصابات التي لحقت به. ويعتقد محللون أن الجهود تتركز الان على تحديد مسار الانتقال السلمي للسلطة في اليمن تفاديا لحرب أهلية واقناع أفراد من عائلة صالح بالتخلي عن سيطرتهم على الجيش وقوات الامن. وقال نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يدير الشؤون اليومية للبلاد منذ سفر صالح للعلاج في السعودية بعد محاولة اغتياله في يونيو ان الرئيس لحقت به اصابات بالغة لدرجة يستحيل معها تحديد موعد عودته الى البلاد. وقال هادي في مقابلة مع شبكة /سي.ان.ان/ انه رأى صالح بعد الهجوم بالقنبلة مباشرة وانه كانت هناك قطعة من الخشب بين ضلوعه في الصدر وحروق في وجهه وذراعيه والجزء العلوي من جسمه. وقال ابراهيم شرقية نائب مدير مركز بروكينجز الدوحة : الحديث الان ليس عن عودة الرئيس ام عدم عودته بل كيفية انتقال السلطة سلميا. ما يحدث الان هو مفاوضات مكثفة للخروج من الازمة. ما يجري هو بحث السيناريو الاخير الذي سيخرج به صالح. ويقول محللون ان الجهود وراء الكواليس ستتعامل على الارجح مع اي دور مستقبلي لاقارب صالح المقربين بما في ذلك ابنه احمد وهو لواء مسؤول عن الحرس الجمهوري ولاعب رئيسي في غياب الرئيس. ويعتقد محللون أن الجهود تتركز الان على تحديد مسار الانتقال السلمي للسلطة في اليمن تفاديا لحرب أهلية واقناع أفراد من عائلة صالح بالتخلي عن سيطرتهم على الجيش وقوات الامن.كما يرجح أن تتناول المحادثات اي دور مستقبلي لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأفراد عائلة صالح الذين يلعبون دورا رئيسيا في مواجهة الاسلاميين المتشددين بالجنوب. وقال شرقية من مركز بروكينجز :النقاط التي يجري بحثها هي ماذا سيحدث لاركان النظام وكيف سيكونون جزءا من المرحلة القادمة, مشيرا الى أن الكثير من الاطراف تريد أن يلعب الحزب الحاكم دورا في المستقبل. وقاوم صالح الذي تولى الحكم عام 1978 في انقلاب ضغوطا لتسليم السلطة لنائبه بموجب مبادرة خليجية تهدف الى ضمان انتقال سلس وسلمي للسلطة. وتراجع الرئيس اليمني عدة مرات عن توقيع المبادرة الخليجية على امل أن يفقد المحتجون الذين يتظاهرون منذ اشهر في صنعاء ومدن يمنية أخرى الزخم ويعودوا الى ديارهم. واتهم معارضون صالح بأنه حاول جر البلاد الى حرب أهلية من خلال مهاجمة المتظاهرين في الشوارع وخوض قتال ضد زعيم اتحاد حاشد القبلي صادق الاحمر. وقال خالد الدخيل استاذ العلوم السياسية السعودي : هناك اجماع في اليمن على تنحي صالح... وحتى صالح نفسه جزء من هذا الاجماع.