قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الخميس إنّه لن يرحل إذا قرّر بعض المنشقّين عن نظامه المشاركة في الانتخابات، في إشارة إلى اللواء علي محسن الأحمر لكنّه لم يذكره بالاسم. وحذّر الرئيس اليمني، في مقابلة مع صحيفتي التايم ونيويورك تايمز الأميركيتين، من نشوب حرب أهلية إذا وصل بعض من وصفهم بالمنشقين إلى السلطة. وقد انشق اللواء الأحمر عن الجيش اليمني وانضم إلى الثورة. وقال صالح إن اللواء محسن وعائلة آل الأحمر واسعة النفوذ المؤيدة للثوار وكذلك المعارضة قد يكونون لعبوا دورا في محاولة الاغتيال التي تعرض لها عندما تم تفجير المسجد التابع لقصر الرئاسة بصنعاء في بداية يونيو الماضي.وتعد هذه التصريحات نكسة للآمال المعلقة على نقل سلمي للسلطة عبر الانتخابات التي تنص عليها المبادرة الخليجية. وقد وضعت دول الخليج القلقة من استمرار الأزمة في اليمن منذ يناير خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على أن يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة، وتنظيم انتخابات رئاسية خلال شهرين. وقد رفض صالح مرارا التوقيع على الاتفاق. غير أنه جدد في المقابلة التزامه بخطة مجلس التعاون الخليجي نافيا أن يكون يسعى للتمسك بالسلطة، وألقى المسؤولية في التأجيل على عاتق المعارضة التي اتهمها بالتصلب. وذكرت تايم وواشنطن بوست أن صالح يحمل (ندبات عميقة) على وجهه ويعاني من صعوبة في السمع وكان يضع قفازين خاصين بالمصابين بحروق. ولم تنشر سوى صورة التقطت لصالح عن بعد بدون أن تظهر أي صورة له عن مسافة قريبة. في السياق ذاته قال ياسين نعمان -الذي يتولى الرئاسة الدورية لتحالف أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في اليمن- الخميس إن عودة صالح المفاجئة أوقفت التقدم نحو اتفاق لانتقال السلطة.وأبلغ رويترز أن معظم المسائل الصعبة في ما يتعلق بانتقال السلطة تم حلها أو أوشك الاتفاق عليها، ومن بين تلك المسائل خطط تنفيذ العملية الانتقالية وأن يقوم نائب الرئيس بدلا من صالح بالدعوة إلى انتخابات مبكرة. وتساءل نعمان قائلا (كل الأطراف يبدو أنها مقتنعة بما يجب أن نفعله وعليه لماذا لم ينفذ الحل؟ الرئيس جاء فتوقف كل شيء يجب أن تكون هناك إرادة أكبر لدى الطرف الآخر).وتجددت المناقشات لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق على الرغم من اشتباكات عنيفة على مدى أيام هددت بانزلاق اليمن إلى حرب أهلية، لكن نعمان قال إن تلك المناقشات توقفت بشكل مفاجئ عندما عاد صالح الأسبوع الماضي بعد أن قضى ثلاثة أشهر في السعودية للعلاج من جروح أصيب بها في هجوم يونيو. وخول صالح -الذي تراجع ثلاث مرات من قبل عن توقيع خطة انتقال السلطة، التي تم التوصل إليها بوساطة خليجية- نائبه بتوقع الاتفاق بالإنابة عنه. لكن نعمان قال إن هذا الترتيب يفتقر للمصداقية بعد أن عاد الرئيس إلى القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء. وأضاف (إذا كان الرئيس قد عاد وهو بصحة لا بأس بها وبدأ في القيام بمهامه، عندئذ من الطبيعي أن يكون هو الذي يوقع المبادرة). وقال نعمان إن هناك حاجة إلى أن يزيد المجتمع الدولي الضغوط لحث خطى الاتفاق الذي أوشك على الاكتمال، مشيرا إلى الأبعاد الإقليمية والدولية للاضطرابات في اليمن. يأتي ذلك في وقت عبرت فيه أوساط عديدة في اليمن عن رفضها للفتوى التي صدرت الخميس في ختام مؤتمر جمعية علماء اليمن بالعاصمة صنعاء ونصت على عدم جواز المظاهرات السلمية في الطرق العامة والأحياء السكنية وأكدت حرمة هذا الأمر شرعا وقانونا. واعتبرت أوساط دينية وسياسية أن بيان جمعية علماء اليمن الموالية للنظام الحاكم بمثابة (فتوى حرب) تشرع منع المظاهرات السلمية بالقوة المسلحة، حيث لاحظت تلك الأوساط أن اللغة الأمنية كانت واضحة على بنود البيان العشرة التي تضمنت تحريما قاطعا للتظاهر السلمي واعتبرته نوعا من البغي والتعدي على محارم الله.