أكد الدكتور الشيخ ناصر العمر أن أحوال الأمة اليوم تقتضي منا التذكير ببعض ما فيه نفعها، من الأسباب الشرعية التي تعينها على أحوالها، وترفع بإذن الله ما نزل بها، لاسيما أن الأسباب المادية إنما تتيسر لعدد قليل في الغالب من جمهور الأمة. أما الأسباب الشرعية فبمقدور كل امرئ أن ينفع نفسه وأمته بها. وأشار إلى أن من أعظم الأسباب الشرعية لدرء البلاء ورفع البأس ودفع الفتن الصلاة! مكانة الصلاة وأضاف أن الأنبياء والصّالحين يعرفون مكانة الصّلاة الكبيرة بين العبادات، فكانوا كثيراً ما يفزعون عند نزول البلاء أو الشدة إلى الصّلاة وما تتضمّنه من القرآن والذكر والدُّعاء، وقد صحَّ عن صهيب «رضي الله عنه» أنه قال: « كانوا يفزعون إذا فزعوا إلى الصَّلاة»، يعني الأنبياء. وروى الإمام أحمد في مسنده بسند جيد عن عليٍّ في يوم بدر قال : «ولقد رأيتُنا وما فينا إلا نائم، إلاّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحت شجرةٍ يُصلي ويبكي حتى أصبح». الرسول يصلي وقد جاء ذكرُ صلاته مع دعائه (صلَّى الله عليه وسلم) حين التقاء الصَّف، عن عبد الله ابن مسعود قال : «لما التقينا يوم بدر، قام رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) يُصلِّي فما رأيتُ ناشداً ينشد حقاً له أشدَّ من مناشدة محمد (صلى الله عليه وسلم) ربَّه، وهو يقول : اللَّهمَّ إني أنشدك وعدَك». الإسراع إلى الصلاة عند خشية الشر وروى البخاريُّ عن أم سلمة، قالت : استيقظ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) ذات ليلة، فقال: «سبحانَ الله، ماذا أُنزلَ الليلة من الفتن، وماذا فُتح من الخزائن، أيقظوا صواحباتِ الحُجَر، فرُبَّ كاسية في الدنيا عاريةٍ في الآخرة»، وفي رواية في البخاري: «حتى يُصلِّين»، قال ابن حجر : «وفي الحديث استحبابُ الإسراع إلى الصَّلاة عند خشية الشَّرِّ، كما قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [البقرة: من الآية45]. الصلاة عند المصيبة وكان ( صلى الله عليه وسلم ) إذا حزبه أمرٌ فزِعَ إلى الصلاة، وأمر من رأى في منامه ما يكرهُ أن يصلِّي» ، وما أشار إليه من أمر الصَّلاة عند الرؤيا التي يكره ثابتٌ عند مسلم من حديث أبي هريرة وفيه : «فإذا رأى أحدُكم ما يكره؛ فليقُم فليُصلِّ» ، وجاء عن علقمة أنه قال: «إذا فزعتم من أفق من آفاق السماء؛ فافزعوا إلى الصَّلاة»، وجاء أن ابن عباس نُعيَ إليه أخوه وهو في مسير فاسترجع وتنحَّى عن الطريق ثم صلَّى ركعتين، ثم قام يمشي إلى راحلته، وهو يقولُ: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ}، ولهذا ونحوه قال الآجُري وجماعة فيمن أصيب بمصيبة : «يصلي ركعتين». الصلاة والدعاء والمقصود أن الصّلاة والدُّعاء، وكذلك قراءة القرآن من أعظم ما يُستعان به على الثَّبات عند الفتن، ومردُّ ذلك إلى أنَّ الإقبالَ على هذه العبادات، يورث العبد خشيةً وإنابةً وقرباً من الله عزّ وجل وظفراً بمعيَّته الخاصَّة بالمؤمنين.