ارتفعت أسعار مواد البناء في السوق المحلية بنسب متفاوتة تراوحت بين 10-20 بالمائة مع دخول موسم الصيف وتزايد الحركة العمرانية. أسواق مواد البناء بالشرقية تشهد ارتفاعاً في الأسعار (اليوم) وقال تجار إن الارتفاعات الحاصلة في أسعار مواد البناء لا تقتصر على السوق السعودية وحدها وإنما ظاهرة عالمية مع ارتفاع أسعار النفط والشحن وضعف سعر صرف الدولار. فيما طالب مستهلكون وزارة التجارة والصناعة بالتدخل لكبح جماح الأسعار المرتفعة، ولفت اقتصاديون إلى استغلال بعض التجار ارتفاع الحركة العمرانية. وأظهرت جولة قامت بها «اليوم» على محلات مواد البناء وجود ارتفاعات سعرية تتفاوت بين مادة وأخرى، إذ كانت بعض المواد الصحية تباع قبل شهر ب 67 ريالاً ووصلت حالياً إلى 75 ريالاً. كما صعدت أسعار بعض الدهانات التي كانت تباع العلبة منها ب 50 إلى60 ريالاً و70 -80 ريالاً وتختلف حسب الشركة وجودتها ومواصفاتها. أما المواد الكهربائية (الأفياش قوة 220 «فولت») فكانت تباع بسعر 8 إلى 9 ريالات قبل شهر وصل سعرها الآن إلى 12 أو 13 ريالاً أي بزيادة 5 ريالات، حيث ارجع تجار ارتفاع أسعار الكيابل الكهربائية إلى تزايد تكلفة المواد الخام، وتعتمد على سعر النحاس الداخل في صناعتها والذي وصل إلى مستويات قياسية. وأكد الخبير الاقتصادي إحسان أبو حليقة أن مشاكل أسعار مواد البناء من الصعب ان تعمّم لانها متفاوتة من دولة لأخرى وهناك ارتفاع عالمي في المواد الاولية وهناك ايضاً مواد مختلفة من مصادر مختلفة وأسعارها متفاوتة. وتوقع ارتفاع الطلب على مواد البناء خلال موسم الصيف، وكذلك الحال بالنسبة لسوق العقار التي تشهد نشاطاً ملحوظاً خصوصاً في المنطقة الشرقية التي ألقت بظلالها أيضاً على أسعار إيجارات المساكن والمكاتب التجارية. فيما أوضح الدكتور عبدالله المغلوث أن قطاع العقار يتوسّع في ظل الإعلان عن إنشاء 500 ألف وحدة سكنية خلال المرحلة المقبلة وزيادة الدعم المقدّم عن طريق صندوق التنمية العقارية من 300 إلى 500 ألف ريال. ولفت إلى وجود مضاربات على أسعار الأراضي البيضاء رغبة من البعض في تحقيق مكاسب قبل حدوث متغيّرات جديدة في السوق.
يُذكر أن مجلس الشورى اقر مؤخراً مقترحاً يقضي بفرض رسوم على الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني لإضفاء مزيد من الاستقرار على السوق العقارية التي تعاني حتى الآن من غياب مظلة تشريعية واضحة تحكم أداءها. وبالنسبة لأسعار مواد البناء قال المغلوث «أسعار مواد البناء تتغيّر بين فترة وأخرى لكن للأسف هناك ارتفاعات غير مبرّرة خلال موسم الصيف مع زيادة طلبات البناء وضخّ مليارات الريالات في السوق التي تعزز النمو والتوسّع السكاني». كما قال صالح السيد عضو لجنة العقار بالغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية إن التعامل مع ارتفاع أسعار مواد البناء يحتاج إلى وعي أكثر من الناس في تفعيل البيوت الاقتصادية التي تستطيع أكثر من أسرة العيش فيها بعيداً عن الفلل الكبيرة والتي لا يقطنها سوى أسرة واحدة. وأضاف إن هناك زيادة في الطلب وقلة في المعروض من الوحدات السكنية متوقعاً أن يزيد الطلب على مواد البناء في موسم الصيف لكن الخوف أن تزيد أسعارها أكثر مما هي عليه حالياً. وأشار إلى أن لجنة العقار في غرفة الشرقية تدرس الموضوع لإيجاد حلول مناسبة للجميع. من جانبه قال البائع محمد إبراهيم إن التفاوت في اسعار مواد البناء يرجع لعوامل خارجية مشيراً إلى انه كلما زاد السعر عالمياً ارتفع داخلياً. واتفق معه البائع احمد عز بقوله: «هناك زيادة في اسعار المواد الداخلة في تصنيع مواد البناء التي ترفع قيمة المنتج النهائي على المستهلكين.