طالب مدرب حراس مرمى الهلال منصور القاسم قائد الفريق محمد الدعيع بالاعتزال، وأكد انَّ حبه الكبير له وإعجابه بتاريخه هو ما قاده لهذا الطلب ليكون قراره التاريخي اوهو في قمة تألقه ووهجه، ودافع القاسم عن الدعيع بقوة رافضاً تحميله مسؤولية خروج الهلال من بطولتي الأمير فيصل أو البطولة الآسيوية لعدم تصديه لركلات الترجيح، بجانب أخطائه في نهائي الدوري أمام الاتحاد، وأبدى آراءه في الأسباب التي ساهمت في الخسارة المفاجئة من امام فريق أم صلال القطري في دوري أبطال آسيا. القاسم تحدث كثيراً عن الحراسة الهلالية، وكشف الكثير من الأمور عبر الحوار التالي. *ما سبب هبوط مستوى محمد الدعيع بشكل واضح هذا الموسم؟. الدعيع لم يهبط مستواه حتى نتكلم عن الأسباب، غير أن مقياس تألق حراس المرمى يعود إلى نسبة الأهداف التي تلج مرماهم، وفي الموسم المنصرم لم يلج مرمى الدعيع إلا سبعة أهداف مقارنة بالحراس الآخرين، وبهذه الحسبة يكون الدعيع هو الأفضل طوال الموسم بدون جدال. *ولكن الدعيع يتحمل بأخطائه الكثير من الأهداف التي ولجت مرمى الهلال، وكانت مؤثرة وحاسمة، كما حصل في نهائي الدوري أمام الاتحاد؟. أمام الاتحاد لماذا يتحمل الدعيع المسؤولية وحده سيما وأنَّ الفريق لعب ناقصاً بعد طرد خالد عزيز من الربع الأول من عمر المباراة، وهذا الشيء أثر على مستوى الفريق وليس الدعيع وحده. * لكنَّ التصدي لركلات الترجيح لا تزال أبرز مشاكل الدعيع الفنية، وفي الموسم الأخير خرج الهلال من بطولتين (كأس الأمير فيصل والبطولة الآسيوية) بسبب ضعف الدعيع في هذا الجانب؟. التصدي لركلات الترجيح يعتمد على الحظ قبل كل شئ، وأحياناً تجد حارسا مبدعا لايوفق في ركلات الترجيح، وفي حالات أخرى تجد حارسا يملك إمكانيات أقل من المتوسط ويجيد التعامل مع الركلات الترجيحة؟. *هناك إحصائية تقول إن عدد الركلات الترجيحية التي تصدى لها الدعيع منذ انتقاله للهلال لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة؟. هذ الأمر يعود إلى توفيق الله أولاً، قبل كل شيء، ثم إنَّ هناك أمورا فنية أخرى مهمة، كردة فعل الحارس وسرعته ووقوفه قبل تسديد الركلة. *هذا ماذهبت اليه في السؤال الماضي من أن الدعيع يفتقد للاشياء الفنية خلال التصدي لركلات الترجيح؟ نحن ندرب حارس المرمى على ضربات الترجيح، ويتم التركيز على هذا الجانب عندما يكون هناك احتمالية لوصول أي مباراة للركلات الترجيحية، كما حصل أمام أم صلال، والشباب في بطولة السوبر أو قبل ذلك في بطولة الأمير فيصل، ولكن أمام الشباب تفوق الخوجة عندما نجح في التصدي لأكثر من ركلة، ولكن هل نقارن مستوى الدعيع بالخوجة مع احترامي للأخير؛ بل هناك فارق كبير في الإمكانيات الفنية والخبرة لصالح الدعيع. *ولماذا لم تساعد الخبرة الدعيع أمام ام أصلال مثلاً؟ أمام أم أصلال لماذا نلوم الدعيع وحده؟ لماذا لم نوجه اللوم مثلاً للاعبين الذين سددوا الركلات الضائعة للهلال، وهما التائب والشلهوب، خصوصاً وأنَّ الخصم هو من أضاع الركلة الأولى، ولو نجح التائب والشلهوب في التسجيل لما احتجنا من الدعيع أن يتصدى لركلة جزاء واحدة. *إذن هل أنت راض عما قدمه الدعيع هذا الموسم بصفتك مدرباً لحراس الهلال؟. كل الرضا، وفي الموسم الأخير على سبيل المثال الاتحاد هو بطل الدوري المتوَّج، وولج مرماه أكثر من ثلاثين هدفا في الوقت الذي لم يلج مرمى الدعيع إلا سبعة أهداف فقط. * يقال إنَّ الدعيع يخفق دائماً في التصدي لركلات الترجيح لأن لديه مشكلة في النظر؟ أبدا هذا الكلام غير صحيح، وتأثير النظر يظهر كذلك خلال مجريات المباراة، ولكن الدعيع قدم مستويات كبيرة في الموسم الأخير، ومباراة الوحدة في الدوري تدل على ذلك. *هل تؤيد استمرار الدعيع في الملاعب؟. لأنني أحب الدعيع أطالبه بالاعتزال، ولكن من أجل الهلال أقول لا وألف لا؛ لأنني أعرف مستواه قبل كل شيء، وأعرف أن هذا الحارس من الصعب تعويضه، وهو لاعب يتميز بأخلاق عالية والجميع يشهد بذلك. *الكثير من النقاد طالبوا الدعيع بالاعتزال هذا الموسم؟ مطالبة الدعيع بالاعتزال لم تتوقف أبداً، وأتذكر أنه خلال رئاسة الأمير عبدالله بن مساعد قبل ست سنوات طالبوه بالاعتزال، كما طالبوه بالاعتزال أيضا عندما رغب الرئيس السابق الأمير محمد بن فيصل بتجديد التعاقد معه، ولكن الدعيع كان يرد على الجميع بمستواه المميز، وحصوله على لقب الأفضلية بين حراس المرمى في الدوري السعودي. *أنت تجامل الدعيع كثيراً لأنك شريك في أخطائه بصفتك مدرباً له؟ الدعيع لم يكن سيئاً بالدرجة التي صورها البعض وصدقني أتمنى أن يعتزل هذا الحارس العملاق وهو في قمة مستواه،حتى يكون هو صاحب القرار في الابتعاد ولا يتم إبعاده لأسباب فنية. * وهل الدعيع لايزال قادراً على العطاء؟ بالتأكيد وأنا واثق بأن إمكانياته تؤهله للاستمرار لموسمين مقبلين على الأقل، والدعيع يضحي بأشياء كثيرة من أجل الهلال الكيان، ولو كان هناك حارس مرمى غير الدعيع لقرر الاعتزال قبل موسم أو اثنين حفاظا على تاريخه الحافل بالإنجازات؛ فالدعيع شارك في أربعة نهائيات لكأس العالم وحصل على لقب عمادة حراس العالم وحقق ألقاب كثيرة ولكنه وبالرغم من ذلك يواصل المشوار حباً في هذا الكيان ورجالاته وجماهيره. *هناك من يقول إن إمكانيات القاسم التدريبية لا تؤهله لتولي هذه المهمة في ناد بحجم الهلال؟ هذا الكلام سمعته عندما توليت مهمة تدريب حراس الهلال، ولكن ولله الحمد في الموسم الأول حقق الدعيع لقب أفضل حارس مرمى سعودي. *هل تؤيد عودة الدعيع للمنتخب؟. الدعيع حارس عملاق من الصعب أن يتكرر في الملاعب السعودية، ولو أنَّ هناك حارسا يشابه الدعيع ومرَّ بالظروف ذاتها التي مرَّ بها الدعيع لاعتزل منذ سنوات؛ فالدعيع أجرى خمس عمليات في ركبته، وثلاث في كتفه؛ فضلاً عن عامل السن، وبالرغم من ذلك لايزال الحارس الأول، وبالنسبة للمنتخب فأعتقد أنَّ وليد عبدالله يقدم مستويات جيدة، وإنْ شاء الله يواصل هذه المستويات، ومبدأ إتاحة الفرصة يعتبر إيجابياً ولمصلحة الكرة السعودية. *وكيف ترى مستقبل الحراسة الهلالية؟ مشرق بإذن الله، وأعتقد أنَّ بدر الدعيع وعبدالله السديري، وخالد شراحيلي سيكون لهم شأن في المستقبل القريب. *ماذا سيكون مصير القاسم مع المدرب البلجيكي الجديد جريتس الذي طلب بإحضار جهاز فني متكامل للموسم المقبل؟ عقدي لايزال ساري المفعول، وعلى كل حال أنا ابن من أبناء النادي، وسأكون جاهزاً لخدمتة في أي وقت وفي أي مكان.