يعد الزواج السري ظاهرة خطيرة خاصة في المجتمعات الاسلامية لأن هذا الزواج يكون في الخفاء ولا يعلم به الناس ..والأشد خطورة أنه يتم بالمكر والخداع والتحايل على الشرع الحكيم وإضفاء صفة الشرعية على ما ليس كذلك والجري حول قناع زائل وشهوة مؤقتة ..وتتمثل خطورته الظاهرة عندما يقوم بها بعض الشباب والرجال باقناع الفتيات أو السيدات بالزواج سراً ويسعى شياطين الانس إلى التغرير بهن فيترصدون لهن كما يترصد السبع لفريسته ويوهموهن بالحب والزواج وأن ما يمنع الاعلان بالزواج هو ضيق ذات اليد في الوقت الراهن وطلب الزواج من ولاة أمرهن أو خوفاً من المشاكل التي قد تحدثها الزوجة الأولى إن كان متزوجاً في الوقت الراهن..فيكرر الاتصالات مما يؤثر على عواطف الفتاة أو السيدة فيوقعهن سوء حظهن بالكلام المعسول والعبارات الرنانة، ويدعى هذا الماكر والمخادع من أنه يريد زواجاً سرياً حتى تتحسن الظروف ثم يعلن زواجه بعد ذلك ..وعلى هذا يتم له ما يريد بدون معرفة الأهل من الطرفين ..وبعد الزواج وبعد أن ينال من تلك المسكينة والمخدوعة مبتغاه يتركها ويبدأ البحث عن فريسة أخرى وهكذا.. فكثير من الشباب المخدوع استغل جهل الفتيات وصدق مشاعرهن وهو لا يقصد زواجاً ولا في نيته أن يفتح بيتاً. (الندوة) من خلال هذا الاستطلاع تضع النقاط على الحروف لتوضيح بعض المآسي التي حدثت من خلال ما يسمى بالزواج السّري ..وطرح الآراء حيال هكذا زواج فكانت السطور التالية.. خيانة زوجية تقول (ل.م) تزوجت رجلاً (سراً) ولديه خمسة أبناء وفي البداية طلب من والدي أن يكون زواجنا سراً وذلك خشية من القلاقل التي قد تحدثها زوجته الأولى وأبناؤه فوافق والدي وعشت معه سنوات كانت من أجمل السنوات في حياتي، ولكن ذات يوم جاءني اتصال هاتفي يطلب مني أن أجيب بصراحة تامة هل أنا متزوجة من فلان بن فلان أم لا؟ وكانت على الخط امرأة فحاولت أن أعتذر عن الاجابة ولكنها ناشدتني بالله أن أصارحها ، وهنا قلت لها نعم هذا صحيح ، ولم أكن أعلم بأنها زوجته الأولى وما هي إلا لحظات واذ بزوجي يطرق الباب ويقول لي هذه آخرتها تعترفين بزواجي منك ؟ فقلت له أليس أنا زوجتك أمام الله عز وجل ، وإلى متى أظل خائفة؟ وهنا طلب مني أن أجمع ملابسي وأعود إلى بيت والدي وكان له ما أراد وعدت إلى بيت والدي وأنا أحمل ملابسي وورقة طلاقي!!. ضحك على الذقون وتروي (م.م) طلبني من أخي واشترط أن لا يعرف بذلك أحد بحجة عائلته كبيرة جداً ولا يستطيع أن يدعوهم لحفل الزواج لأن ذلك سيكلفه آلاف الريالات ، وأن تلك الأموال التي سينفقها على الزفاف أنا وهو أولى بذلك ولطيبة قلب أخي صدقه وقال له لك ما تريد ، ولكن وبعد أن انجبت منه طفلاً يبلغ من العمر سنة وثلاثة أشهر اعترف أمامي بأنه متزوج بأخرى وله منها أبناء وبنات في سن زواج ولا يرغب في اشعارهم لخوفه على مشاعرهم جميعاً وطلب مني أن أكتم على الموضوع ولكني لم أصبر لأنه ضحك عليَّ وعلى أخي وطلبت منه أن أذهب لزوجته لا تحقق من الأمر ولكنه رفض ذلك وبشدة خوفاً على مشاعرهم من جهة وخوفاً على نفسه منهم!!. وذات يوم قال لي ما رأيك نذهب إليهم لتتعرفي عليهم عن قرب فقلت له حاضر..فركبنا السيارة وإذا بي أجد نفسي عند باب أخي ورمى عليَّ الطلاق ، وقال في الواقع لن استطيع أن أتخلى عن زوجتي وابنائي من أجلك لأن بيني وبينها عشرة لأكثر من عشرين عاماً ، وتركني وطفلي وولى هارباً ولم أره من ذلك اليوم!. خسارة الأسرة ومن جهتها قالت (ه. م) شاءت إرادة الله عز وجل أن يخسر والدي في تجارته وأصبح مهدداً بالسجن ومن خلال المعاناة التي تطارد والدي ليلاً ونهاراً تعرف على شخص وشرح له الظروف فما كان منه إلا أن طلب من والدي أن يزوجه بي وسوف يقوم بتسديد ذلك المبلغ فوافق والدي، أما أنا فقد رفضته في البداية ولكن توسلات والدي لي جعلتني أوافق وبعد مرور فترة من الزمن وبعد أن رزقني الله بطفلين قال لي بأنه ينوي السفر إلى خارج الوطن ليجلب بعضاً من البضائع التي يحتاجها إلى متجره فودعته وطلبت منه أن يكون على اتصال بي وتمنيت له سفراً سعيداً مكللاً بالنجاح والعودة بالسلامة وتضيف: تزوج من أخرى سراً ولم يخبر أحداً وكان كلما أتصل عليَّ اطلب منه الرجوع يرد بأنه لازال في الخارج ولكن وكما يقال (حبل الكذب قصير) رأه ذات يوم والدي في السوق وبدون أن يشعر به ومعه امرأته فأتصل عليه في تلك اللحظة عن طريق الجوال ليتأكد منه وبالفعل أجاب: أنه لازال خارج الوطن في مهمته التي ذهب من أجلها، فعرف والدي الحقيقة المرة وأنه كاذب فأخبرني بذلك الأمر ، وعندها طلبت الطلاق وبقناعة تامة لأن المؤمن لا يكذب، ولكنه كاذب ومخادع ولا أريد أن أعيش مع رجل بهذه الصفات. هجوم وشتم أما (ل.ن) فيقول: تزوجت منذ ست سنوات من احدى قريباتي وصادف أن تزاملت مع أحد الأصدقاء الذي أقدره وأكن له كل حب واحترام، وشاءت إرادة الله أن أتزوج بشقيقته ولكن عن طريق (السر) حيث عرفتهم بأنني متزوج فوافقوا على ذلك مشيرين إلى أن الرجل له الحق أن يتزوج بأربعة ما دام يعدل بينهن ومرت الأيام إلى أن قالت لي زوجتي الأولى الاحظ غيابك عن البيت بشكل مستمر فهل أنت متزوج؟!!. فقلت لها لا ولكن العمل هو الذي يسبب لي هذا التأخير ويأخذ مني كل وقتي، وذات يوم وفي منتصف الليل إذ بباب الشقة يطرق ولم أكن أعلم بأنها هي (زوجتي الأولى) ولا أعرف كيف علمت بذلك؟ ..ومعها أشقاؤها فعندما فتحت الباب وإذ بهم يهجمون عليَّ ويشتمونني ويطلبون ورقة طلاق اختهم وفعلاً طلقتها وأخذت معها كل ما أملك في المنزل، الأمر الذي أغضب الزوجة الثانية فذهبت إلى بيت أهلها بحجة أنني لم أرد لها اعتبارها عندما قالت لها الزوجة الأولى (يا خطافة الرجال) وأصبحت في معاناة مريرة. حب زائف تقول (س.ص) كرهت حياتي كلها بسبب غلطة وسأروي ما حدث بسبب حب زائف للعبرة والعظة ، يقول عني الكثير بأنني أتمتع بجمال نادر وكنت ساعتها أشعر بالفخر وعندما أصبحت في المرحلة الجامعية تعرفت على شاب من خارج العائلة ، وتكرر لقائي به ففقدت عذريتي وهو لم يهتم بذلك فكان يقنعني بأنه سيتزوجني وان الزواج مجرد ايجاب وقبول ما دمت راضية به وهذا يكفي ، فصرت أبكي بين يده أن يسرع لاخبار أهلي بأنه يريد الارتباط بي ولكنه كان يتعذر بأن الوقت سيأتي لاخبارهم بذلك..والمؤلم أنه كان يشتمني ويعيرني بأنني إنسانة لا أنفع أن أكون زوجة له لأنني خنت أسرتي ..وها أنا محطمة وقابعة في المنزل أرفض كل من يتقدم لي حتى لا ينفضح أمري..وأتحمل كل ذلك بسبب تهوري!!. قلق وتفكك وضعنا الموضوع أمام الأستاذة تهاني عبدالله بكالوريوس علم نفس تربوي فقالت: الزواج السري القائم وفقاً للشريعة الاسلامية السمحاء مع اكتمال اركانه يشكل عبئاً على نفسية الزوجين خاصة الزوج وذلك خوفاً من علم الزوجة الأصلية بهذه الضرة الجديدة ودافع هذا الزواج من وجهة نظري هو اشباع الغريزة بأسلوب شرعي أو دافعه كبر السن ورغباته في خادمة تخدمه وترعى مصالحه وشؤونه وتلبي طلباته دون تعد على الحدود الشرعية والالتزام الديني والأخلاقي وتنتج عنه ثلاث حالات تسبب التوتر والقلق للطرفين (الزوج والزوجة) حين انكشاف الأمر مستقبلاً بطريقة أو بأخرى أو على الأقل من فلتات اللسان حين حدوث انفعال من أحد الأطراف أو حين وفاة الزوج وضياع حقوق الزوجة من الإرث أو حين الإنجاب (إنجاب الأطفال) الذين سيكونون غرباء عن أسرتهم واخوانهم للأب من الزوجة الأولى فيدفع بهم ربما إلى الانحراف اضافة إلى أن الزواج السري يكون غالباً أقل شأنا من الطبقة الاجتماعية للزوجة الأصلية مما يولد شعوراً بالدونية في مسايرة الأبناء العاديين كل ذلك يشكل عبئاً نفسياً بالغاً للأب والأفضل أن يكون الأب واضحاً وصريحاً ويقدم على زواج شرعي واجتماعي يليق بمكانته ويحفظ له قوام أسرته وأبنائه من التفكك والانحلال. عواصف الخوف وتقول فاطمة أحمد (تربوية) أنا بصراحة لا أؤيد مثل هذا الزواج على الاطلاق لأنه يحمل في طياته الكثير من السلبيات التي تؤثر في المجتمع ، فالهدف من الزواج المعلن هو تحقيق كلمة الله من خلق الخلق وهو إعمار الأرض وعبادة الله وحده دون سواه ، وفيه تلبية نفسية وجسدية بما يحقق العفاف والمودة والسكن والرحمة والزواج السري الذي لا تعرفه أسرة الزوجين تعصف به عواصف الخوف والقلق والاضطراب من المجهول حيث يعيش الزوجان في قلق دائم من افتضاح أمرهما وردة فعل الأهل فتنتفي المقاصد الاجتماعية في تحقيق السكن والراحة النفسية والاستقرار، فهذه الزيجات غالباً ما تنتهي بالفشل لأن البدايات الخاطئة نتيجتها الفشل دائماً، وتضيف بقولها: هذا الزواج اختل فيه شرط من شروط الزواج الصحيح القائم على صفة عقد وولي ومهر وشهود واشهار ، يقول الامام ابن القيم الجوزية في اعلام الموقعين. إن الشارع الحكيم اشترط للنكاح أربعة شروط زائدة عن العقد تقطع عن شبهة السفاح كالإعلان والولي، ومنع المرأة أن تليه بنفسها وندب إلى اظهاره حتى استحب فيه الدف والصوت والوليمة لأن في الاخلال بذلك ذريعة إلى وقوع السفاح بصورة النكاح وزوال بعض مقاصده، وأنصح اخواتي الفتيات بأن يبتعدن عن الشاب المراوغ بالكلام المعسول فكم من فتيات فقدن عذريتهن بسبب الضحك على الذقون والذئاب المفترسة التي تنال من أعراضهن كذباً وخداعًا.