أعلنت اسرائيل أن قواتها الأمنية عثرت على جثث المستوطنين الثلاثة الذين فقدوا في الضفة الغربية، قبل أربعة أسابيع، ما استدعى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى عقد اجتماع عاجل لحكومة الحرب (الحكومة المصغرة) لبحث تطورات المسألة. وقالت القناة الثانية للتلفزة الاسرائيلية: إن الاجتماع تناول "تطورات خطيرة" في قضية الشبان الذين تبحث عنهم اسرائيل منذ 12 من حزيران/ يونيو الماضي. وقالت اذاعة إسرائيل إنه تم العثور على جثث هؤلاء بالقرب من منطقة حلحول التي تبعد نحو عشر دقائق من المكان الذي شوهدوا فيه للمرة الاخيرة بالقرب من الخليل جنوبالضفة الغربية. وقال نائب وزير الحرب داني دانون في بيان: "شعرت بحزن عميق لدى علمي بمقتل نفتالي فرينكيل وجلعاد شاعير وايال يفراح بأيدي ارهابيي حماس"، داعيا الى عملية تهدف الى "القضاء على حماس". وأصرت إسرائيل على اتهام حركة المقاومة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة بأنها المسؤولة عن خطف مستوطنيها. ولم تنف حماس أو تؤكد ضلوعها في الأمر. وأرسلت إسرائيل قوات إلى مناطق في الضفة الغربية للبحث عن جلعاد شاعر ونفتالي فرينكل وإيال يفراح الذين فقدوا بالقرب من مستوطنة بالقرب من مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية. وشرعت قوات الاحتلال في حملة مداهمات واعتقالات في البلدات والقرى الفلسطينية وزجت بنحو 500 فلسطيني في السجون، ونفذ طيرانها الحربي غارات على قطاع غزة أسفر عن عدد من الشهداء والمصابين وردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق 40 صاروخا على المستوطنات الاسرائيلية ومحيطها. قال نائب وزير الحرب داني دانون في بيان: "شعرت بحزن عميق لدى علمي بمقتل نفتالي فرينكيل وجلعاد شاعير وايال يفراح.. يجب القضاء على حماس"ودعا نتنياهو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى التخلي عن اتفاق المصالحة الذي أبرمه مع حماس في ابريل / نيسان والذي أدى الى تشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية في الثاني من يونيو حزيران، لم يسفر عن فك الحصار عن قطاع غزة ولا دفع رواتب موظفيها. وقبل اعلان اسرائيل العثور على جثث مستوطنيها، قال وزير الأمن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش إن جيش الاحتلال سينفذ هجمات شديدة وصارمة على قطاع غزة، رغم أنه اعترف بأن اسرائيل لم تتمكن بعد من حل لغز قضية فقدان شبانها الثلاثة. وقالت مصادر الجيش: إن "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس هو من أطلق دفعة الصواريخ صباح الأحد باتجاه مستوطنات غلاف غزة، وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء معركة "حجارة السجيل" في نوفمبر من العام 2012. وأضافت المصادر"أن إطلاق الصواريخ جاء من مخيمات دير البلح والمواصي والبريج وسط القطاع، حيث تتمتع حماس هناك بسيطرة مطلقة، حيث أطلقت صواريخ قديمة نسبياً ولكن ذلك لا يغير حقيقة أنها هي من أطلقتها"، على حد تعبير المصادر العسكرية. وتحدثت أن عملية إطلاق الصواريخ جاءت رداً على مقتل أحد عناصر الجناح العسكري في حماس شرقي خان يونس مساء الاحد ويدعى محمد زايد عبيد بعد أن اتهمه الجيش بالاستعداد لإطلاق الصواريخ. وهدد وزير المالية الإسرائيلي يائير لبيد بتدفيع حماس ثمن التصعيد الأخير، " كونها المسئولة عما يحدث في القطاع"، مضيفاً أن "إسرائيل" لن تسمح باستمرار هذا الوضع. وكان لبيد يتحدث أثناء زيارته لمصنع دهانات "دنبير" الذي احترق بالكامل ليل السبت نتيجة إصابته بشكل مباشر بقذيفتين صاروخيتين، حيث وعد بمساعدة صاحب المصنع على النهوض من جديد. وكشفت مصادر أمنية عن قيام جيش الاحتلال مؤخرًا بقصف عدة أهداف قريبة من الحدود الشرقية لقطاع غزة، وتنفيذ عمليات اغتيال لمقاومين فلسطينيين، عبر إطلاق قذائف هاون متطورة تعمل بنظام "جي بي إس". وقالت المصادر إن هذا النظام دخل حيز التنفيذ قبل أيام واستخدم في محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، عندما قامت قوات الاحتلال بإطلاق نحو 10 قذائف على فترات متباعدة، على منطقة الزنة والقرارة شرقي خان يونس. ولفتت المصادر إلى أن إطلاق تلك القذائف وهي من عيار "120ملم" من داخل ما يعرف باسم "موقع كيسوفيم، العسكري، وتسقط بمناطق تبعد عن الموقع المذكور ما لا يقل عن 1كلم، مشيرة إلى أن القذيفة ذات صوت عالِ، وذات قوة تدميرية محدودة، وتصيب الهدف بدقة. وأشارت إلى أن القذائف التي كانت تطلق تسقط بدقة في مناطق يطلق منها صواريخ من قبل المقاومة الفلسطينية تجاه المواقع الإسرائيلية، وقامت قوات الاحتلال بالأمس بقصف الشاب محمد زايد العبيد، بمنطقة السميري، على طريق كيسوفيم شمالي شرق محافظة خان يونس، والمكان يبعد عن الحدود نحو "1.5كم". وأوضحت المصادر أن مكان الاستهداف بقذيفتين لم يتبين أنه من طائرات الاستطلاع، "فصاروخ الاستطلاع يحدث حفرة صغيرة في باطن الأرض بما لا يقل عن مترين، بينما المدفعي يُحدث دمارا كبيرا وحفرة متوسطة، وما حدث بالأمس في عملية الاغتيال حفرة صغيرة وتناثر شظايا بمكان الاستهداف". وطوَّرت الصناعات العسكرية الإسرائيلية مؤخرًا جيلاً جديدًا من قذائف الهاون، عبر ربطها بنظام تحديد المواقع بواسطة الأقمار الصناعية GPS لتصبح أكثر دقة، عبر تمكنها من إصابة أهداف في دائرة من أمتار محدودة.