اعتقل جيش الاحتلال الاسرائيلي أكثر من 40 من نشطاء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أمس الثلاثاء في حملة بالضفة الغربية في إطار بحثها عن ثلاثة مراهقين مختفين، ووجه جيش الاحتلال الإسرائيلي تهمة لأسيرين محررين من حركة حماس، وهما عمار أبو عيشة ومروان القواسمي بتنفيذ عملية الخطف. وتلقي إسرائيل باللوم على حماس في خطف الشبان الثلاثة الذين اختفوا يوم الخميس. ولم تنف حماس أو تؤكد مسؤوليتها عن الخطف. ومنذ اختفاء جلعاد شاعر ونفتالي فرانكيل (وكلاهما يبلغ من العمر 16 عامًا) وإيال يفراح (19 عامًا) بدأت إسرائيل حملة تفتيش من منزل لمنزل من الخليل معقل حماس إلى أجزاء أخرى في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال مسؤول عسكري رفيع بالجيش الإسرائيلي: إن الجيش يركز جهوده في هذه اللحظات على مدينة نابلس -كونها عاصمة «حماس» «الإرهاب» بالضفة-، حيث دفع بحوالي 1000 جندي من لواء الناحال للشروع في عمليات بحث وتفتيش عن المختطفين، وفي مخيمات اللاجئين بلاطة وعورتا، حيث عثر فيها على ورشة لتصنع الاسلحة.وأضاف المسؤول الاسرائيلي: «إن الجيش لا يشعر أن العملية ستنتهي قريبًا»، مضيفًا: «إن التنسيق مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ميدانيًا مهم جدًا»، مشيرًا إلى أن الجيش سيقوم بتوجيه ضربة قوية لحماس في الضفة الغربية. وقال مسؤول أمني كبير: إن عمليات الاعتقال التي طالت العشرات من عناصر حماس بالضفة الغربية بدأت تؤتي ثمارها، وأضاف إن هذا النوع من العمليات يؤدي في النهاية إلى نتيجة. وقال: إن التحقيق مع المعتقلين يتقدم شيئًا فشيئًا، وفي النهاية سوف ننجح في وضع أيدينا على منفذي عملية الاختطاف، مشيرًا إلى أن العملية العسكرية في الخليل بدأت تؤتي ثمارها. وقال نفتالي بينيت وزير الاقتصاد لراديو الجيش الإسرائيلي أمس: «نحول الانتماء إلى حماس إلى تذكرة لجهنم». واتهمت وزارة الاعلام الفلسطينية إسرائيل بتطبيق عقاب جماعي على الفلسطينيين قائلة: إن الاحتلال الإسرائيلي يختطف شعبًا بأكمله. وقال الجيش الإسرائيلي: إنه اعتقل 41 من نشطاء حماس في غارات ليلية ليرتفع عدد المعتقلين منذ يوم الجمعة إلى أكثر من 200. واعترف مسؤولون إسرائيليون بأن العملية لها هدفان؛ العثور على المراهقين المخطوفين وإضعاف حماس. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطف والغارات الإسرائيلية. وتكررت المشاهد في مدن فلسطينية أخرى لجنود إسرائيليين يجوبون أحد شوارع جنين وسط منازل ومتاجر أغلقت أبوابها امس الثلاثاء، ويطلقون قنابل صوت وأعيرة مطاطية على فلسطينيين يرشقونهم بالحجارة. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية وفلسطينية: إن جنودًا ورجال شرطة أصابوا خمسة فلسطينيين في جنين وفي اشتباكات قرب رام الله ونابلس. وفي غزة قصفت إسرائيل أربعة أهداف لنشطاء في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء ردًا على صاروخ أطلق على جنوب إسرائيل. ولم ترد تقارير بسقوط ضحايا في الواقعتين. وقال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد جيورا إلاند: إن عدم إحراز تقدم في العثور على الشبان الثلاثة بعد ستة أيام من إختفائهم يشير إلى أن فرص العثور عليهم تتضاءل. ولكنه قال: إن خطفهم أعطى فرصة لاستهداف حماس بعمليات يمكن أن تكون عملًا تخريبيًا لحكومة التوافق الفلسطينية الجديدة. من جهتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي: إن بلادها مستمرة في التعاون مع الحكومة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، رغم تحميل اسرائيل مسؤولية عملية الخطف لحركة حماس شريك عباس في الحكومة. وأشارت إلى أنه رغم وجود دلائل قوية بوقوف حركة حماس خلف عملية الخطف، فإن الإدارة الأمريكية لن تتسرع في اتخاذ موقف ضد الحكومة الفلسطينية، خاصة لعدم وجود تمثيل للحركة داخل هذه الحكومة، وسوف يستمر التعاون مع الرئيس الفلسطيني والحكومة الفلسطينية.