أفادت تقارير صادرة عن طرفي الصراع في أوكرانيا مجددا بتواصل العنف شرقي الجمهورية السوفيتية السابقة وذلك على الرغم من تمديد وقف إطلاق النار مساء الجمعة. وبحسب وكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس) أمس، اشار ميروسلاف رودينكو زعيم الانفصاليين إلى تواصل العمليات العسكرية في مدينة كراماتورسك. يذكر أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أعلن اول أمس عن تمديد الهدنة حتى غدا الاثنين، وكانت هذه الهدنة قد بدأت منذ العشرين من يونيو الجاري بعد إعلان بوروشينكو عنها من جانب واحد. وأعرب رودينكو عن اعتقاده بأن غرض كييف من تمديد الهدنة هو إعداد الجيش لتوجيه ضربة للانفصاليين. في المقابل اتهم دميتري تيمتشوك الخبير العسكري البارز في كييف الانفصاليين بإطلاق النار على جنود أوكرانيين في مطار مدينة كراماتورسك لكنه أشار إلى عدم سقوط ضحايا بين الجنود جراء إطلاق النار. يذكر أن الحكومة الأوكرانية أعلنت أنها تسعى من خلال الهدنة إلى تنفيذ خطة بوروشينكو لإحلال السلام التي تتضمن بنودا منها إلقاء الانفصاليين للسلاح وإخلاء المباني المحتلة. في المقابل يطالب الانفصاليون بسحب جميع القوات الحكومية من شرق أوكرانيا قبل بدء حوار للسلام ولذلك يرفضون إلقاء السلاح. في مدينة لوجانسك واصل الانفصاليون استعدادهم تحسبا لوقوع هجمات جديدة وأعلنوا عن إنشاء أكثر من 60 مخبأ للوقاية من الهجمات بالقنابل واتخذت اوكرانيا قرار تمديد وقف إطلاق النار، بعد مشاورات عاجلة أجراها بوروشنكو مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاعوفي مدينة لوجانسك واصل الانفصاليون استعدادهم تحسبا لوقوع هجمات جديدة وأعلنوا عن إنشاء أكثر من 60 مخبأ للوقاية من الهجمات بالقنابل. واتخذت اوكرانيا قرار تمديد وقف اطلاق النار، بعد مشاورات عاجلة اجراها بوروشنكو مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع فور وصوله الى كييف وبعد مشاركته في قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل. وفي بروكسل طالب الرئيس الاوكراني بالافراج عن رهائن بينهم مراقبون في منظمة الامن والتعاون في اوروبا ووقف "تسلل" الاسلحة والمقاتلين. وامهل قادة الاتحاد الاوروبي المجتمعون في بروكسلروسيا ثلاثة ايام للقيام باعمال ملموسة من اجل خفض التوتر في شرق اوكرانيا تحت طائلة فرض عقوبات جديدة. وحدد الاتحاد الاوروبي اربعة شروط يتعين تلبيتها حتى منتصف الاثنين المقبل من بينها "بدء مفاوضات جوهرية حول تطبيق خطة السلام التي طرحها الرئيس بوروشنكو". وكان الرئيس الاوكراني صرح في بروكسل عقب توقيعه اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي "انه يوم تاريخي وربما الاهم منذ استقلال" البلاد. وقال انه "لا مفر من التطور في التاريخ"، مشددا على ان الاتفاق يشمل "اوكرانيا كلها بما فيها القرم". ويهدف اتفاق الشراكة اساسا الى الغاء الحواجز الجمركية بين دول الاتحاد الاوروبي واوكرانيا التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة وتملك صناعات معدنية ومعروفة بصادراتها الزراعية. وكان امتناع اوكرانيا عن توقيع الاتفاق في نوفمبر الماضي ادى الى حركة احتجاجية اطاحت بالسلطات الموالية لروسيا والى تمرد في الشرق اسفر عن سقوط اكثر من 400 قتيل. سلاح الغاز ولم تخل ردود الفعل الروسية من التهديد بعد اسبوعين على وقف امدادت الغاز الروسي الى اوكرانيا لعدم تسديد الديون المترتبة عليها. وفي تصريح للتلفزيون الروسي، قال الرئيس فلاديمير بوتين ان "الانقلاب غير الدستوري في كييف ومحاولات فرض خيار مصطنع على الشعب الاوكراني بين اوروبا وروسيا دفع المجتمع نحو الانقسام ومواجهة داخلية مؤلمة". واشار الى انه ما زال لا يعترف بشرعية السلطات الموالية لاوروبا في كييف. وبتوقيع الاتفاق في بروكسل تتبدد امال بوتين بانضمام اوكرانيا الى الاتحاد الاقتصادي الذي اقامه مع دولتين اخريين من الاتحاد السوفياتي السابق هما بيلاروس وكازاخستان بينما يسعى الى اعادة نفوذ موسكو في المنطقة. وحذر نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين من ان الاتفاق سيكون له "عواقب خطيرة". وتخشى موسكو وصول سلع من انتاج الاتحاد الاوروبي الى اسواقها عن طريق اوكرانيا مما يمكن ان يؤثر على انتاجها المحلي. وتقول انه لا يمكن لكييف ان تستفيد في الوقت ذاته من امتيازات تجارية تقدمها كل بروكسلوموسكو. وبعد اسبوعين تقريبا من قطع الغاز الروسي عن اوكرانيا بسبب عدم التوصل الى اتفاق حول تسديد الدين، هددت مجموعة الغاز الروسية العملاقة غازبروم مجددا الجمعة بخفض شحناتها الى الشركات الاوروبية التي تمد اوكرانيا بالغاز "باتجاه معاكس" للتعويض عن توقف الشحنات الروسية. وانتخب بوروشنكو رجل الاعمال الثري البالغ من العمر 48 عاما في 25 مايو بناء على وعد بتقرب اوكرانيا الجمهورية السوفياتية السابقة التي حصلت على استقلالها في 1991، من الغرب. وأدى وصول سلطات قريبة من اوروبا الى الحكم في كييف الى نشوء حركة انفصالية موالية لروسيا في شرق البلاد وازمة في العلاقات الروسية الاوروبية لا سابق لها منذ الحرب الباردة. ولم يخف الرئيس الجديد انه يعتزم جعل هذا الاتفاق خطوة اولى نحو انضمام اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي، لكنه احتمال يستبعده الاوروبيون حاليا. وتم توقيع الشق الاول من الاتفاق ويشمل الجانب السياسي في مارس من قبل رئيس الحكومة الاوكراني ارسين ياتسينيوك. وكان من المقرر ان يوقع الاتفاق في نوفمبر الماضي قبل ان يغير الرئيس انذاك فيكتور يانوكوفيتش موقفه ويطلب مساعدة اقتصادية من روسيا بينما تشهد اوكرانيا انكماشا شبه متواصل منذ اكثر من سنتين. وادى قرار يانوكوفيتش هذا الى الحركة الاحتجاجية التي انتهت باطاحته ثم ضم القرم الى روسيا قبل نشوء الحركة الانفصالية في شرق اوكرانيا. واطلقت كييف بعد ذلك حملة عسكرية ضد الانفصاليين اسفرت منذ ابريل عن مقتل اكثر من 400 شخص. نزوح وفرار وتقول الاممالمتحدة ان 54 الفا و500 شخص نزحوا داخل اوكرانيا و110 آلاف آخرين فروا الى روسيا. وقالت المتحدثة ميليسا فليمينغ خلال مؤتمر صحافي في جنيف ان "المفوضية العليا للاجئين لاحظت زيادة كبيرة في تنقلات السكان في اوكرانيا". من جهة اخرى انتقل 750 الف اخرون الى بولندا وبيلاروسيا وجمهورية التشيك ورومانيا، وفق المفوضية. وقالت فليمينغ ان "الناس يقولون انهم خائفون من الخطف". في واشنطن، تساءلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية عن صدقية هذه الارقام معتبرة ان هناك حركة انتقال للسكان في الاتجاهين من الحدود. وقالت "لا يمكن ان استبعد امكانية ان يكون الاف الاشخاص قد اجتازوا الحدود بطريقة او باخرى. ولكن هذه الفكرة بان مئة الف اوكراني قد فروا بشكل جماعي الى روسيا لا يمكن ان تكون بكل بساطة ذات صديقة الى هذا الحد". واوضحت فليمينغ ايضا انه من اصل 110 الاف اوكراني فروا الى روسيا، فقط 9600 منهم طلبوا رسميا اللجوء لدى السلطات الروسية. واشارت ايضا الى ان اغلبية الذين لجأوا الى روسيا يتحدرون من دونتسك (شرق) ولوغانسك (شرق). وقالت ايضا ان "الذين وصلوا خلال الايام الماضية تجمع معظمهم في روستوف-سور-لو-دون (12900 شخص بينهم خمسة الاف طفل) وبريانسك (6500 شخص) وهما مدينتان على الحدود مع اوكرانيا. ولاحظت المفوضية العليا للاجئين بشكل عام "زيادة واضحة في الانتقال من اوكرانيا بسبب تدهور الوضع في شرق البلاد". وفي 16 يونيو تحدثت الاممالمتحدة عن 34 الف نازح في اوكرانيا لكن فقط تعرف العاملون في الاممالمتحدة على 19 الفا منهم.