وقعت أوكرانيا في بروكسيل أمس، اتفاق شراكة تجارية تاريخياً مع الاتحاد الأوروبي شمل ايضاً جورجيا ومولدافيا، ما يبعد الجمهوريات السوفياتية السابقة الثلاث عن تأثير روسيا التي تبدد أملها بانضمام كييف الى الاتحاد الاقتصادي الذي أقامته مع دولتين أخريين من الاتحاد السوفياتي السابق هما بيلاروسيا وكزاخستان، فيما يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى اعادة نفوذ موسكو في المنطقة. وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو: «انه يوم عظيم لبلدنا، بل ربما الأهم منذ الاستقلال»، مضيفاً: «لا مفر من التطور في التاريخ. والاتفاق يشمل اوكرانيا كلها وبينها القرم» جنوب البلد التي ضمتها روسيا الى اراضيها في آذار (مارس) الماضي. وكان امتناع اوكرانيا عن توقيع الاتفاق في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أطلق احتجاجات في كييف اطاحت الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. وكذلك وصف رئيس مجلس اوروبا هرمان فان رومبوي التوقيع بأنه «يوم عظيم لأوروبا». وزاد: «يقف الاتحاد الأوروبي الى جانبكم (اوكرانياوجورجيا ومولدافيا) اليوم اكثر من أي وقت مضى»، علماً ان اتفاق الشراكة يلحظ الغاء الحواجز الجمركية لقاء تعهد الدول الثلاث باحترام دولة القانون ومكافحة الفساد. ولم يخفِ بوروشينكو عزمه على جعل الاتفاق خطوة اولى نحو انضمام اوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي، لكن الأوروبيين استبعدوا الفكرة حالياً. وأعقب التوقيع اعلان بوروشينكو تمديد وقف النار 72 ساعة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا شرق اوكرانيا والذي انتهى امس، من أجل «الافراج عن رهائن» بينهم مراقبو منظمة الأمن والتعاون في اوروبا و»ضبط الحدود الروسية - الأوكرانية»، علماً ان الجيش الروسي باشر اول من امس تدريبات عسكرية غير بعيدة عن حدود اوكرانيا. وانضمت ارمينياوروسيا البيضاء الى التدريبات الروسية التي أجريت على مسافة 400 كيلومتر من حدود منطقة لوغانسك المضطربة شرق اوكرانيا. وتركزت على مهمات استطلاع ودعم العمليات، واستخدام معدات عسكرية حديثة في أراضٍ غير معتادة. ورحبت روسيا بحذر بنبأ تمديد وقف النار، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «لا يجب أن يكون التمديد مجرد تأخير لإنذار الانفصاليين بإلقاء سلاحهم»، في وقت التقى زعماء انفصاليون وسطاء لكييف في مدينة دونيتسك في مشاروات جديدة تهدف الى انهاء القتال شرق البلاد». وافادت وكالة «انترفاكس» للأنباء بأن «المتمردين يتحدثون مع مجموعة الاتصال التي تضم الرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما والسفير الروسي في كييف، وممثلين عن جهة حقوقية وأمنية تابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية». وأجريت جولة محادثات أولى الاثنين الماضي، وانتهت بإعلان المتمردين التزامهم وقف النار الذي أعلنته كييف، والتي اتهمت لاحقاً المتمردين بانتهاك وقف النار مرات عديدة، وبينها لدى اسقاط مروحية عسكرية الثلثاء الماضي، ما أسفر عن مقتل تسعة. وليل الخميس، اطلق الإنفصاليون، في بادرة حسن نية صباحاً، 4 من 8 مراقبين من المنظمة أسروا قبل اكثر من شهر، هم من سويسرا وتركيا واستونيا والدنمارك، أحضروهم الى فندق في وسط دونيتسك، حيث سلموهم الى زملاء لهم. وأبدى رئيس منظمة الأمن والتعاون الاوروبية ديدييه بورخالتر ارتياحه لإطلاق المراقبين الأربعة، مطالباً ب «الافراج سريعاً ومن دون شروط عن المراقبين الأربعة الآخرين الذين ما زالوا مخطوفين، وجميع الرهائن في شرق اوكرانيا». الى ذلك، اكد بوروشينكو استعداده لتوقيع اتفاق سلام مع بوتين، وقال لمحطة «سي ان ان» الأميركية: «انا مستعد للسلام مع الجميع، وأكره فكرة عدم اغتنام ادنى فرصة لاستعادة السلام في المنطقة». وليل الخميس، هاجم حوالى 200 متمرد ثكنة للحرس الأوكراني وسط دونيتسك بعد منحهم مهلة للاستسلام، استولوا عليها بعد مواجهات مسلحة استمرت ساعات. ونقل المحلل العسكري ديميترو تيمتشوك عن مصادر في القوات الحكومية ان «4 جنود قتلوا وجرح 5 آخرون في هجوم شنه الانفصاليون، بمساندة 8 دبابات روسية وقذائف مورتر، على قاعدة عسكرية قرب كراماتورسك». وزاد: «ردت القوات الحكومية بتدمير دبابة ارهابية والاستيلاء على دبابة أخرى»، فيما لم تتوافر لديه تقديرات عن خسائر الانفصاليين. وفي معارك أخرى هاجم الانفصالييون القوات الأوكرانية في تلة قريبة من مدينة سلافيانسك، حيث قتل جندي بنيران القنص، وقاعدة عسكرية أخرى في ارتيميفسك، حيث صدت القوات الحكومية الهجوم من دون تكبد خسائر. على صعيد آخر، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة نزوح اكثر من 54 ألف شخص داخل اوكرانيا، وفرار حوالى 110 آلاف الى روسيا، حيث طلب 9500 منهم اللجوء، بينما ذهب 700 إلى دول مجاورة.