اكد "العجوز" ميروسلاف كلوزه انه ما زال يملك الحس التهديفي القاتل رغم انه اصبح في السادسة والثلاثين من عمره، وذلك من خلال انقاذ المنتخب الالماني من الهزيمة امام نظيره الغاني ومنحه التعادل 2-2 اليوم السبت على ملعب "ستاديو كاستيلو" في فورتاليزا ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة السابعة لمونديال البرازيل 2014. وبهذا الهدف عادل كلوزه رقم الاسطورة البرازيلي رونالدو كأفضل هداف في نهائيات كأس العالم برصيد 15 هدفا. واعتقد الجميع ان المانيا ستخطو خطوة عملاقة نحو تخطي الدور الاول (من مباراة واحدة او بنظام مجموعة) للمرة السادسة عشرة على التوالي والسابعة عشرة من اصل 18 مشاركة (المرة الوحيدة التي لم تتخط فيها هذا الدور كانت عام 1938 حين اطاحت بها سويسرا)، استنادا الى العرض الهجومي الرائع الذي قدمته في مباراة الجولة الاولى ضد البرتغال (4-صفر). لكن رجال المدرب يواكيم لوف عانوا الامرين امام المنتخب الافريقي الذي حاول تعويض سقوطه في المباراة الاولى امام الولاياتالمتحدة (2-1)، رغم تقدمهم في الدقيقة 51 عبر ماريو غوتسه، اذ قاتل فريق المدرب جيمس ابياه بشراسة وتمكن من ادراك التعادل عبر اندري اييو (54) ثم تقدم بواسطة قائده جيان اسامواه (63). لكن كلوزه قال كلمته بعد ثوان معدودة على دخوله وجنب بلاده هزيمتها الثانية فقط في مبارياتها العشرين الاخيرة في دور المجموعات (الخسارة الوحيدة كانت امام صربيا صفر-1 في جنوب افريقيا 2010 وهي فازت ب14 وتعادلت في 5)، كما عادل الرقم القياسي لعدد الاهداف في النهائيات (15). كما جنب كلوزه بلاده هزيمتها الثانية في النهائيات ضد منتخب افريقي، والاولى كانت امام الجزائر 1-2 عام 1982. وكانت المواجهة بين الالمان وغانا اعادة لتلك التي جمعتهما في الدور ذاتها عام 2010 وخرج حينها "ناسيونال مانشافت" فائزا بهدف لمسعود اوزيل الذي قدم اداء مميزا امام البرتغال لكن المدرب يواكيم لوف اخرجه في الدقيقة 62 لمصلحة اندري شورله. ووضعت هذه المواجهة الاخوين جيروم (المانيا) وكيفن برينس بواتنغ (غانا) في مواجهة بعضهما كما كانت الحال في جنوب افريقيا 2010 عندما اصبحا اول اخوين يلعبان في مواجهة بعضهما في نهائيات العرس الكروي العالمي. وبدأ الالمان اللقاء بنفس التشكيلة التي خاضت لقاء البرتغال وشارك مدافع بوروسيا دورتموند ماتس هوملس، صاحب الهدف الثاني امام البرتغال، بعد تعافيه من اصابة في فخذه الايمن. اما من جهة غانا، فقد اشرك المدرب جيمس ابياه الحارس فاتاو داودا اساسيا على حساب ادم كواراسي وذلك لاسباب تتعلق على الارجح بطول لاعبي المنتخب الالماني (الاطول في البطولة من حيث المعدل). كما لعب هاريسون افول بدلا من دانييل اوباري في الدفاع، وبقى جوردان اييو على مقاعد الاحتياط لمصلحة كريستيان اتسو، فيما لعب شقيقه اندري اييو اساسيا ليؤمن المساندة الهجومية للقائد اسامواه جيان الذي كان صاحب الفرصة الاولى في اللقاء اثر تمريرة عرضية من افو لكنه سدد الكرة فوق العارضة بمضايقة من الدفاع (7). وحصلت غانا على فرصة اخرى في الدقيقة 13 بتسديدة صاروخية اطلقها اتسو من خارج المنطقة واجبر مانويل نوير على التدخل ببراعة لانقاذ فريقه. وانتظر الالمان حتى الدقيقة 19 لتسجيل فرصتهم الواضحة الاولى من تسديدة بعيدة لسامي خضيرة لكن محاولة لاعب وسط ريال مدريد الاسباني كانت ضعيفة ولم يجد الحارس صعوبة في التعامل معها. وتحرك الالمان بعد هذه الفرصة بشكل افضل وحصلوا على فرصة اخرى بعد دقيقتين عندما لعب اوزيل كرة عرضية خطيرة وصلت الى مولر على القائم الايسر لكن المدافع جون بوي تدخل في الوقت المناسب وانقذ الموقف وسط مطالبة لاعب بايرن ميونيخ بركلة جزاء (21). وتكرر السيناريو ذاته في الدقيقة 29 عندما كسر ماريو غوتسه مصيدة التسلل وتوغل في الجهة اليمنى نحو المنطقة قبل ان يحاول عكس الكرة الى مولر لكن الدفاع كان في المكان المناسب لينقذ الموقف. ورد الغانيون بصاروخ اطلقه علي سولي مونتاري من خارج المنطقة لكن نوير تألق وحرمه من افتتاح التسجيل (33)، ثم اتبعها جيان اسامواه باخرى بعدما انسل خلف بير ميرتيساكر وبواتنغ لكن الكرة طالت عنه رغم تمكنه من تخطي نوير وعجز بالتالي عن تحويلها في الشباك (34). وانتقل الخطر بعدها الى المرمى المقابل من كرة اطلقها غوتسه من حدود المنطقة وتدخل عليها داودا ببراعة (37)، ثم عاد الغانيون لتهديد الالمان من كرة رأسية لاندري اييو علت العارضة بعدما تحولت من جيروم بواتنغ (45). وفي الشوط الثاني، زج المدرب الالماني يواكيم لوف بمدافع سمبدوريا الالماني شكودران مصطفي بدلا من جيروم بواتنغ (46) بحثا عن تنشيط الجهة اليمنى والتي جاءت منها تمريرة هدف الافتتاح لكن من مولر الى غوتسه الذي حولها برأسه ثم بركبته عن غير قصد الى شباك داودا (51). وبعد خروج جيروم بواتنغ قرر ابياه ان يلحقه باخيه كيفن برينس الذي ترك مكانه لجوردان ايو (52) الذي كان دخوله فأل خير على الغانيين لان شقيقه اندري ادرك التعادل بكرة رأسية بعدما ارتقى فوق مصطفي اثر تمريرة عرضية متقنة من افول (54). ولم يكد الالمان يستفيقون من صدمة هدف التعادل حتى اهتزت شباكهم مجددا عندما خسروا الكرة في منطقتهم فخطفها مونتاري ومررها الى القائد جيان اسامواه الذي توغل بها قبل ان يودعها على يسار نوير (63)، مسجلا هدفه الخامس في النهائيات (3 مشاركات) ليعادل الرقم القياسي الافريقي المسجل باسم الكاميروني روجيه ميلا. وكاد جوردان اييو ان يوجه ضربة قاضية للالمان عندما توغل في الجهة اليسرى بعد هجمة مرتدة سريعة لكنه سدد الكرة في احضان الحارس الالماني (67). وحاول لوف تدارك الموقف فزج بكلوزه بدلا من غوتسه (69) وباستيان شفاينشتايغر بدلا من خضيرة (70)، فكان مهاجم لاتسيو الايطالي عند حسن ظن مدربه فادرك التعادل من اول لمسة له اثر ركلة ركنية وصلت عبرها الكرة الى بنيديكت هويديس الذي حولها برأسه لتصل الى مهاجم فيردر بريمن وبايرن ميونيخ السابق فتابعها في الشباك عند القائم الايسر (71)، مسجلا هدفه الخامس عشر في النهائيات ليعادل بالتالي الرقم القياسي المسجل باسم البرازيلي رونالدو. وسجل كلوزه 5 اهداف في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ومثلها في مونديال المانيا 2006 عندما توج هدافا له، قبل ان يوقع 4 اهداف في النسخة الماضية في جنوب افريقيا 2010 وهدفا جديدا اليوم. وكان رونالدو هز الشباك اربع مرات في مونديال 1998، و8 مرات في مونديال 2002 وتوج هدافا له، و3 اهداف في المانيا 2006. كما اصبح كلوزه (36 عاما) اكبر هداف لالمانيا في كأس العالم وثالث لاعب يجد طريقه الى الشباك في اربع نسخات بعد مواطنه اوفي سيلر والبرازيلي الاسطورة بيليه. وحصل الالمان على فرصة ذهبية لتسجيل هدف التقدم عبر مولر المنفرد بالحارس لكن كوادوو اسامواه استبسل وتدخل على الكرة قبل ان يسددها لاعب بايرن ميونيخ في الشباك (83).
وحاول الغانيون ان يستعيدوا التعادل مجددا فسدد جيان من خارج المنطقة لكن الكرة مرت بجوار القائم الايمن (89)، ورد عليه كلوزه بتسديدة مرت قريبة من القائم الايمن ايضا (90).