تجنب المنتخب الالماني سيناريو الخروج من الدور الاول للمرة الاولى منذ 1938 وتأهل مع نظيره الغاني الى الدور الثاني بعد الفوز على الاخير 1-صفر الاربعاء 23 يونيو 2010 على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ ضمن الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال جنوب افريقيا 2010. وسجل مسعود اوجيل (60) هدف المباراة الوحيد ليضع المانيا في الصدارة (6 نقاط) امام غانا التي تأهلت الى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي في مشاركتها الثانية فقط، مستفيدة من الخدمة التي قدمتها لها استراليا بفوزها على صربيا 2-1. ورفعت المانيا رصيدها الى ست نقاط في الصدارة بفارق نقطتين عن غانا التي تفوقت على استراليا بفارق الاهداف لان الاخيرة رفعت رصيدها الى اربع نقاط بفوز على صربيا التي تجمد رصيدها عند ثلاث نقاط. وضرب المنتخب الالماني الباحث عن لقبه الرابع موعدا ناريا في الدور الثاني مع نظيره الانكليزي الذي حل ثانيا في المجموعة الثالثة في اعادة لنصف نهائي ايطاليا 1990 عندما خرج "مانشافت" فائزا بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي في طريقه للفوز باللقب للمرة الثالثة والاخيرة، ويبقى نهائي مونديال 1966 المواجهة الابرز بين الطرفين وخرج الانكليز فائزين بلقبهم الوحيد حتى الان بعد تغلبهم على المانياالغربية حينها 4-2 بعد التمديد في مباراة مثيرة للجدل. اما المواجهة الاخيرة بينهما فكانت ودية في نوفمبر 2008 وفاز الانكليز في برلين 2-1 بفضل جون تيري الذي خطف الانتصار قبل 6 دقائق على النهاية، لتسترد بلاده اعتبارها بعد ان خسرت وبالنتيجة ذاتها المباراة الاخيرة بين الطرفين وكانت في 22 اغسطس 2007 في افتتاح ملعب "ويمبلي" في لندن، علما بانهما تواجها 27 مرة، بينها اربع مرات في نهائيات كأس العالم ومرتين في نهائيات كأس اوروبا، وتتفوق انكلترا ب12 انتصارا مقابل 10 هزائم و5 تعادلات. اما غانا التي اسعفها الحظ بتعادلها مع استراليا (1-1) في المباراة السابقة، فستواجه الولاياتالمتحدة عوضا عن انكلترا لان منتخب "العم سام" تصدر المجموعة الثالثة امام "الاسود الثلاثة". وسترفع غانا لواء القارة السمراء في الدور الثاني بعد خروج جنوب افريقيا المضيفة والكاميرون ونيجيريا والجزائر، فيما تملك ساحل العاج حظوظا ضعيفة جدا للحصول على احدى بطاقتي المجموعة السابعة. ودخل "مانشافت" الى المباراة وهو يريد تعويض خسارته المفاجئة في الجولة الثانية امام المنتخب الصربي (1-صفر) وكان مضطرا للفوز لكي لا يضطر الى انتظار نتيجة المواجهة الثانية في المجموعة بين صربيا واستراليا، فحقق مبتغاه وتجنب سيناريو الخروج من الدور الاول للمرة الاولى في 17 مشاركة، اي منذ النسخة الثالثة عام 1938، علما بان الالمان لم يشاركوا في النسخة الاولى عام 1930 وحرموا من المشاركة في نسخة 1950 بسبب دورهم في الحرب العالمية الثانية. وحافظ المنتخب الالماني على تقليده بعدم خسارة اي مباراة في الجولة الاخيرة من دور المجموعات منذ عام 1986 عندما سقط امام الدنمارك (صفر-2) دون ان تؤثر هذه النتيجة على تأهله حيث بلغ النهائي وخسر امام الارجنتين. ثم تعادل عام 1990 مع كولومبيا صفر-صفر في طريقه للفوز باللقب للمرة الثالثة قبل ان يخرج فائزا في نسخات 1994 و1998 و2002 و2006، علما بان خسارته امام صربيا في الجولة السابقة كانت الاولى له في دور المجموعات منذ خسارته امام الدنمارك في مكسيكو 1986. وادخل مدرب المانيا يواكيم لوف تعديلين على التشكيلة التي واجهت استراليا ثم صربيا باشراك البرازيلي الاصل كاكاو اساسيا في خط المقدمة بسبب ايقاف ميروسلاف كلوزه بعد طرد في الجولة السابقة، وجيروم بواتنغ في مركز الظهير الايسر بدلا من هولغر بادشتوبر، ليواجه الاول الاخ غير الشقيق كيفن-برينس بواتنغ الذي مثل المنتخب الالماني في الفئات العمرية قبل ان يقرر الدفاع عن الوان غانا، وهي سابقة في تاريخ نهائيات كأس العالم. واصبح كيفن-برينس بواتنغ الذي نشأ وتكون في برلين قبل ان ينتقل الى انكلترا عام 2007، موضوعا لحملة اعلامية في المانيا سواء في الصحف المحلية او هواة الكرة المستديرة بعد تسببه في اصابة قائد منتخب المانيا ميكايل بالاك وابعاده عن النهائيات الحالية خلال مباراة فريق الاول بورتسموث والثاني تشلسي في نهائي مسابقة كأس انكلترا. من جهة المدرب الصربي لغانا ميلوفان راييفاتش فلم يجر سوى تعديل واحد على التشكيلة التي واجهت استراليا بعودة القائد جون مينساه الى قلب الدفاع ليلعب بدلا من الشاب لي ادي بعد شفائه من الاصابة، فيما غاب مجددا قلب الدفاع الاخر اسحاق فورساه، ما اتاح الفرصة للشاب الاخر جوناثان مينساه ليلعب اساسيا. وكان المنتخب الالماني الاخطر في الدقائق الاولى من اللقاء عبر كاكاو الذي توغل في الجهة اليمنى بعد خطأ في التغطية الدفاعية قبل ان يسدد لكن الحارس ريتشارد كينغسون انقذ الموقف دون عناء (3). وواصل رجال لوف ضغطهم وحاصروا "النجوم السوداء" في منطقتهم وكادوا ان يفتتحوا التسجيل عبر هدية من جوناثان مينساه الذي حاول ان يعترض عرضية لوكاس بودولسكي فحول الكرة الى مرماه لكنه كان محظوطا لانها هزت الشباك الخارجية (10). وفي اول هجمة غانية كاد جيان اسامواه الذي سجل هدفي بلاده في المباراتين الاوليين ان يفتتح التسجيل عندما وصلته الكرة من الجهة اليسرى عبر اندري ايو لكن باستيان شفاينشتايغر تدخل في الوقت المناسب ليعترض تسديدة مهاجم رين الفرنسي (15). ورد الالمان بفرصة اخطر عبر مسعود اوجيل الذي كسر مصيدة التسلل بعد تمريرة من كاكاو وانفرد بكينغسون لكن الاخير تعملق وحرمه من افتتاح التسجيل (25)، ثم انتقل الخطر الى الجهة المقابلة عبر ركلة ركنية نفذها اندري ايو من الجهة اليمنى فوصلت الى جيان اسامواه الذي حولها برأسه لكن فيليب لام كان في المكان المناسب ليبعد الكرة عن خط المرمى (28). ثم عاد الالمان ليهددوا مرمى "النجوم السوداء" وكانوا قريبين من افتتاح التسجيل مجددا عبر كاكاو الذي وصلته الكرة داخل المنطقة بعد تمريرة خلفية من سامي خضيرة فسددها "طائرة" لكن الحارس تألق مجددا وانقذ الموقف (30)، ثم عبر رأسية من المدافع بير ميرتيساكر بعد ركلة حرة نفذها شفاينشتايغر لكن كينغسون تألق مجددا (43). ومع بداية الشوط الثاني كاد الغانيون مفاجأة "مانشافت" لولا تدخل الحارس مانويل نوير لاول مرة في اللقاء لصد تسديدة كوادوو اسامواه (51)، ثم عاد الالمان وفرضوا سيطرتهم ونجحوا في ترجمتها الى هدف رائع سجله اوجيل بكرة اطلقها صانع العاب بريمن "طائرة" من خارج المنطقة الى الزاوية اليمنى العليا لمرمى كينغسون (60). وكاد كاكاو ان يعزز تقدم الالمان بتسديدة من خارج المنطقة ايضا بعدما وصلته الكرة من بيوتر تروشوفسكي بديل توماس مولر لكن كينغسون تدخل هذه المرة على دفعتين وانقذ فريقه (70).