اعتبر قيادي كردي عراقي بارز، أن أي تدخل عسكري أمريكي عبر الضربات الجوية من دون بلورة خريطة تسوية سياسية للأزمة الراهنة، خطأ استراتيجي سيؤدي الى نتائج كارثية على المستويين العراقي والإقليمي, فيما قالت صحيفة ذي إندبندنت: ان الجيش العراقي تصرف كقوة احتلال في بلاده. وأشارت صحيفة ذي صنداي تايمز البريطانية إلى أن جنرالا إيرانيا يقود معركة الدفاع عن بغداد, موضحة أن إيران تتولى زمام أمور قيادة الجيش العراقي «المنهار»، في محاولة لمواجهة «المسلحين المتشددين» الذين استولوا على مساحات كبيرة من العراق. وأوضحت الصحيفة أن قائد فيلق القدس في الجيش الإيراني اللواء قاسم سليماني، يقود العمليات العسكرية للجيش العراقي في الوقت الراهن، وأن سليماني الذي حضر إلى بغداد الأسبوع الماضي مع 67 من كبار مستشاريه هو المسؤول عن تسليح ونشر القوات العراقية والأسلحة والتخطيط للمعارك. من جانبها، نشرت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي مقالاً للكاتب باتريك كوكبيرن، أشار فيه إلى أن الجيش العراقي شهد انهيارا غير مسبوق أمام مسلحي تنظيم الدولة. وأوضح أنها تعد سابقة تاريخية تلك المتمثلة في الانهيار الفوري لقوات عسكرية وأمنية قوية مكونة من مليون رجل -بما فيه 14 فرقة- أمام «قوات معادية لها» لا يزيد عددها عن ثلاثة إلى خمسة آلاف. ومضى الكاتب بالقول: يُعتقد أن فساد قيادة الجيش العراقي يعتبر من بين عوامل فقدان الروح القتالية، وإن الجنود العراقيين لم يتلقوا التدريب الكافي، وإن جذور الأزمة العراقية الراهنة تعود للطريقة التي عاملت بها حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العرب السُنة. وأضاف أن الجيش العراقي تصرف كقوة احتلال في بلاده، مما جعل أهل الموصل في العراق يخافونه ويكرهونه ويفضلون عليه مقاتلي تنظيم الدولة برغم تعطش الأخيرين للدماء. عواقب التدخل الامريكي من جهته، اعتبر قيادي كردي عراقي بارز، أن أي تدخل عسكري أمريكي عبر الضربات الجوية من دون بلورة خريطة تسوية سياسية للأزمة الراهنة، خطأ استراتيجي سيؤدي الى نتائج كارثية على المستويين العراقي والإقليمي. وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لصحيفة «السياسة» في عددها أمس: إن الاتصالات التي جرت بين ائتلافي ‘ياد علاوي وأسامة النجيفي وبارزاني، خلصت إلى بلورة قناعة بأن الضربات الجوية الأمريكية المحتملة لدعم القوات الأمنية العراقية في مواجهات الجماعات المسلحة في المحافظات الشمالية والغربية ستؤدي الى تقوية الموقف السياسي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وتعزيز فرصه للذهاب الى ولاية ثالثة. وأوضح أن كلام الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ضرورة اتفاق القادة العراقيين وتوحدهم قبل أي دعم ومن أي نوع هو كلام مطمئن، غير أنه يوجد قلق جدي لدى القوى السياسية السنية والكردية وحتى شخصيات شيعية تابعة لائتلافي الزعيمين عمار الحكيم ومقتدى الصدر، من أن يستثمر المالكي الأزمة الأمنية الاستثنائية لإعادة التفاهم مع المرجع الشيعي الديني الاعلى علي السيستاني, لاسيما بعد فتوى الجهاد الكفائي ضد الارهابيين، وبالتالي يمكن للأخير ان يتراجع عن تحفظاته لتولي المالكي مجدداً رئاسة الحكومة في بغداد تحت ضغط ما يسمى بالهجمة الطائفية للتكفيريين على الشيعة، إضافة إلى استغلال المالكي للأزمة لجمع ايرانوالولاياتالمتحدة على موقف سياسي واحد يفضي فيما بعد الى دعم الدولتين الولاية الثالثة له في السلطة. ورأى القيادي الكردي أن هناك فرقاً شاسعاً بين مساعدة العراق وبين مساعدة المالكي على تحقيق انتصار عسكري يجعله على الارجح اكثر ديكتاتورية في التعامل مع خصومه السياسيين وشركائه. وحذر القيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» من أن حدوث ضربات جوية أمريكية من دون حل سياسي شامل للوضع العراقي، ستكون لها انعكاسات خطيرة في المنطقة، لأن المحور السوري - الايراني سيستفيد من هذه الضربات رغم المواقف الايدلوجية التي يتبناها المحور بأنه يقف ضد الولاياتالمتحدة، وفي المحصلة هذه الضربات ستعزز الموقف الميداني لقوات النظام السوري في مواجهة الثورة السورية». وشدد على أن «في صدارة هذه التداعيات أن الضربات الامريكية ستصب في عملية كسر شوكة السنة بشكل نهائي وحاسم في العراق، باسم محاربة «داعش» وهذا التطور سيضاعف من حدة الاحتقان الطائفي في العالم الاسلامي برمته, ما يسفر عنه زيادة في العنف والتطرف ولذلك يجب التوجه الى تسوية سياسية عميقة قبل اي ضربات».