قال وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف: إن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على ميناء ماريوبول امس ورفعت العلم الوطني فوق مجلس بلدية المدينة التي تقع في جنوب شرق البلاد، واتهمت موسكو كييف باستخدام قنابل فوسفورية. وقال أفاكوف في صفحته على موقع فيسبوك: رفع العلم الأوكراني فوق مجلس البلدية في ماريوبول. جاء ذلك بعد أن هاجمت القوات الأوكرانية المدينة في إطار عملية عسكرية أوسع نطاقا لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها انفصاليون مؤيدون لروسيا. ولم يرد تعقيب فوري من الانفصاليين على تصريحات أفاكوف. وأصيب جنديان اوكرانيان بجروح خلال معارك فجر امس في ماريوبول شرق اوكرانيا، كما اعلن وزير الداخلية الاوكراني ارسين افاكوف، مشيرا الى "خسائر كبرى" في صفوف الانفصاليين. وقال افاكوف على صفحته على فيسبوك: إن وحدات خاصة تابعة لوزارة الداخلية "دمرت مدرعات ومواقع لقناصة النخبة". وكتب الوزير: إن "الارهابيين تكبدوا خسائر كبرى، وأصيب جنديان بجروح من صفوفنا، العملية تتواصل". ويخوض الجيش الاوكراني منذ شهرين عملية ضد المتمردين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا اوقعت 270 قتيلا. وتتمتع ماريوبول بأهمية استراتيجية؛ بسبب تصدير الصلب عبر مينائها، كما تقع المدينة على طرق رئيسية تمتد من الحدود الجنوبيةالشرقية مع روسيا إلى باقي أنحاء أوكرانيا. وقالت أوكرانيا: إن انفصاليين في شرق أوكرانيا حصلوا على مدرعات ثقيلة من روسيا المجاورة. وقال وزير الداخلية أرسين آفاكوف للصحفيين في كييف: إن المتشددين الموالين لروسيا جلبوا ثلاث دبابات على الاقل عبر الحدود. وكان الرئيس بترو بوروشنكو أعرب عن "قلقه البالغ" ازاء الدبابات واتساع نطاق الاشتباكات في شرق أوكرانيا في مكالمة هاتفية، وفقا لما ذكره رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في جورجيا. ولم يصدر عن موسكو أي تعليق فوري. وكرر باروسو دعوة الاتحاد الأوروبي لروسيا لوقف "أي نوع من العمليات العسكرية في هذه المنطقة "، كما رحب بمبادرة بوروشنكو للسلام والمحادثات المباشرة التي جرت في الآونة الاخيرة مع روسيا. قنابل فسفورية وطرحت روسيا امام مجلس الامن الدولي مشروع قرار جديد يتعلق بالازمة الاوكرانية، يطلب خصوصا من الاممالمتحدة مزيدا من الانخراط في هذا الملف، واتهمت من جهة اخرى كييف باستخدام قنابل فوسفورية في شرق اوكرانيا. وقدمت روسيا مشروع القرار خلال جلسة مشاورات مغلقة عقدها المجلس للتدارس بشأن التطورات العراقية بشكل رئيسي، واكد السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس لشهر حزيران/يونيو ان النص الذي طرحه بشأن اوكرانيا قوبل بالترحاب من اعضاء المجلس الذين ادلوا ب"اقتراحات" بشأنه. وهذا المشروع هو عبارة عن نسخة منقحة من نص اول تقدمت به روسيا في 2 حزيران/يونيو الجاري وقوبل يومها بفتور من جانب بقية اعضاء المجلس، ويدعو النص بصيغته الجديدة الى وقف فوري لاعمال العنف في اوكرانيا ووقف دائم لاطلاق النار ودور اكبر للامم المتحدة في التفاوض لحل النزاع في هذا البلد. وبحسب تشوركين فإن روسيا تريد من الاممالمتحدة ان تمد يد المساعدة وبقوة الى "منظمة الامن والتعاون في اوروبا" التي تتولى حاليا بذل الجهد الاساسي في محاولة التوصل لمخرج من الازمة. وقال السفير الروسي: إن بلاده ترغب بتحسين خريطة الطريق واطلاق حوار "تشارك فيه كل الحركات السياسية وكل مناطق البلاد". وأكد السفير الروسي أن موسكو لديها وللمرة الاولى "تقارير" عن استخدام القوات الاوكرانية ذخيرة فوسفورية في معاركها ضد الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق البلاد الناطق بالروسية. وأتت تصريحات تشوركين بعد ساعات من إعراب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اسف بلاده ل"عدم تسجيل اي تقدم" في الجهود التي وعدت بها السلطات الاوكرانية لخفض التوتر على الارض. وقال لافروف كما نقلت عنه وكالة ايتار تاس: "نحن قلقون بشكل متزايد من عدم حصول اي تقدم" في جهود تهدئة العنف ووقف المواجهات بدءا بوقف "العملية القمعية" في الشرق. واوضح وزير الخارجية الروسي انه فيما خص مشروع القرار، الذي قدمه لاحقا السفير الروسي في الاممالمتحدة، "نريد ان نركز على ضرورة ان يوافق الجانب الاوكراني على بدء تطبيق خارطة الطريق" التي اعدها في ايار/مايو رئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا السويسري ديدييه بولكالتر. وقال لافروف: "نعلم ان المتمردين في جنوب شرق البلاد مستعدون لوقف النار، لكن الخطوة الاولى يجب ان تتخذها سلطات كييف". وطالب من جانب اخر بتحقيق عاجل في المعلومات التي اشارت الى استخدام القوات الاوكرانية قنابل حارقة. وقال: إن "المعلومات حول استخدام القوات الاوكرانية قنابل حارقة وانواعا اخرى من الاسلحة العشوائية الأثر تثير قلقا خاصا وهذه المعلومات تتطلب تحقيقا عاجلا". ونفى الحرس الوطني الاوكراني على الفور الاتهامات الروسية، معتبرا انها اتهامات "لا معنى لها". ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن انفصاليين موالين لروسيا في شرق اوكرانيا قولهم: إن القوات الاوكرانية استخدمت قنابل حارقة في بلدة سيمينوفكا بالقرب من سلافيانسك احد معاقل الانفصاليين. من جهته، دعا الاتحاد الاوروبي كييف الى ضبط النفس في العملية العسكرية التي تشنها في شرق البلاد، مشددا في الوقت نفسه على شرعية هذه العملية. وذخائر الفوسفور الابيض الذي يشتعل فور احتكاكه بالاوكسيجين الموجود في الهواء ويحترق على درجات حرارة شديدة الارتفاع، لا تحظرها اي معاهدة دولية، ولكن لاستخدامها قواعد منصوص عليها في البروتوكول الثالث لمعاهدة الاسلحة التقليدية المبرمة في 1980 بشأن "حظر أو تقييد استعمال الأسلحة الحارقة".