جددت المملكة العربية السعودية مطالبتها بتحميل النظام السوري مسؤولية الإرهاب الذي يمارسه ضد شعبه، في وقت قال مدع سابق بالمحكمة الجنائية الدولية: إن بشار الأسد يتصدر قائمة تضم 20 لائحة اتهام لمسؤولين عن جرائم حرب في سوريا. سياسياً اعتبر الأسد في تصريحات صحفية أن عملية جنيف التي جمعت وفدين من الحكومة والمعارضة الى طاولة التفاوض بهدف الوصول الى حل «انتهت». وفي رد لعضو وفد المملكة خالد منزلاوي، المشارك في أعمال الدورة 26 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف، على اتهامات وفد النظام السوري بقيام المملكة بإخراج إرهابيين سعوديين من السجون وإرسالهم للقتال في سوريا، وقال المنزلاوي: «إن الأسطوانة المشروخة التي يرددها مراراً وتكراراً ممثلو النظام السوري ما هي إلا أكاذيب يعتقدون أنها سوف تصرف أنظار العالم عما يرتكبه نظام وحشي لا يمثل الشعب». وأكد أن مصدر الإرهاب الأول هو النظام السوري الذي يستخدم البراميل المتفجرة والصواريخ الباليستية والقنابل العنقودية والأسلحة الكيمائية ضد شعب أعزل لا حول له ولا قوة، وأنه من الأجدى والأولى لمن يروج لحملة كاذبة وبائسة وفاشلة أن ينصح نظامه بالكف عن إرهابه ضد شعبه. وذكر عضو الوفد خالد منزلاوي في ختام رده أن المملكة أصدرت قوانين تمنع مواطنيها من المشاركة في القتال خارج البلاد. مجرم حرب في سياق متصل، قال مدع سابق بالمحكمة الجنائية الدولية: إن بشار الأسد يتصدر قائمة تضم 20 لائحة اتهام لمسؤولين حكوميين ومقاتلين من المعارضة أعدها خبراء لمحاكمتهم في يوم من الأيام عن جرائم حرب. وقال ديفيد كرين كبير الادعاء السابق بالمحكمة الخاصة بسيراليون والذي يرأس الآن مشروع (المحاسبة في سوريا) ان القائمة سلمت الى المحكمة الجنائية الدولية واستندت في كل واقعة إلى انتهاك محدد لاتفاقية روما التي يمكن بموجبها توجيه الاتهام الى مشتبه به. وأعد فريق منفصل من محققي الأممالمتحدة أربع قوائم سرية بالمشتبه بهم في جرائم الحرب من كل الاطراف في سوريا لكنه امتنع عن الكشف عن أي أسماء. وقال كرين: إن القائمة التي وضعتها مجموعته من الخبراء ضمت أعضاء بالجيش السوري ومن النخبة السياسية بالاضافة الى جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، لكنه لم يذكر اسماء غير الأسد. وقال كرين لرويترز: «لدينا حوالي 20 لائحة اتهام لمن يتحملون المسؤولية الأكبر. هذا جهد محايد. نحن لا نلاحق فقط الأسد والمقربين منه وانما نوثق فعليا كل الحوادث على الجانبين». وكان كرين يتحدث بعدما شارك الثلاثاء في لجنة لمناقشة التعذيب والجرائم الأخرى التي ارتكبت في مراكز الاحتجاز أثناء الحرب الأهلية في سوريا والتي بدأت باحتجاجات سلمية على حكم عائلة الأسد في 2011 . ويقول مدعون سابقون، منهم كرين: إن صوراً نشرت في يناير التقطها مصور بالشرطة العسكرية السورية، أشير له باسم قيصر قدمت «دليلاً واضحاً» يظهر التعذيب المنهجي والقتل لحوالي 11 الف معتقل في ظروف تستحضر أجواء معسكرات الموت النازية. وقال كرين عن الصور التي بلغ عددها 55 الف صورة لجثث بعضها مفقوءة العينين، وتحمل علامات على التجويع: «نادراً ما نحصل على هذا النوع من الأدلة.. غالباً ما يكون عرضياً». موت جنيف على صعيد آخر، أعلن بشار الأسد في تصريحات نقلتها عنه صحيفة «الأخبار» اللبنانية الأربعاء، ان مرحلة «ما بعد الانتخابات» الرئاسية التي أعيد انتخابه فيها الاسبوع الماضي لولاية ثالثة بغالبية تقارب التسعين في المائة، تختلف عما قبلها، معتبرا ان عملية جنيف التي جمعت وفدين من الحكومة والمعارضة الى طاولة التفاوض بهدف الوصول الى حل «انتهت». من جهة أخرى، أكد الأسد أن «الحوار» هو أساس المرحلة المقبلة في بلاده، قائلاً: «صالحنا حملة السلاح وأصدرنا عفواً عنهم، فكيف لا نحاور بعضنا بعضاً؟»، في اشارة الى العفو العام الذي اصدره وشمل للمرة الاولى جرائم «ارهابية»، وهي الصفة التي يطلقها النظام على اعمال المعارضة المسلحة. الا ان الرئيس السوري رأى ان الحوار مع المعارضة السورية الموجودة في الخارج والتي كانت الطرف المفاوض في جنيف-2 لن يقدم شيئا. وقال بحسب الكلام المنسوب له: «ماذا سيقدم الحوار مع معارضة الخارج؟ لا شيء، لأنها ببساطة لم تعد تمون على شيء». وعن جنيف، قال: «انتهى، لأن الظروف تغيرت». سيارة مفخخة ميدانياً، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، أمس: إن العشرات من شبيحة النظام وقواته العسكرية سقطوا بين قتيل وجريح إثر انفجار سيارة مفخخة في قرية أم شرشوح بريف حمص، بينما ألقى الطيران الحربي عدداً من البراميل المتفجرة على مناطق مختلفة من حلب وريفها. كما ذكر ناشطون أن الطيران الحربي شن خمس غارات حتى اللحظة على قرية أم شرشوح أيضا، وأشاروا إلى أن قرية الفرحانية ومدينة تلبيسة بريف حمص تعرضتا أمس إلى عدد من الغارات الجوية. كما أدت غارة جوية على مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي إلى مقتل امرأة، في حين أفاد مركز صدى الإعلامي بسقوط قتلى وجرحى نتيجة قصف الطيران الحربي قرية غرناطة بريف حمص. وفي حلب، قالت مسار برس: إن كتائب المعارضة قتلت خمسة عناصر من قوات النظام، ودمرت آلية عسكرية أثناء الاشتباكات في قرية عزيزة بريف حلب. وسقط عدد من البراميل المتفجرة في مناطق مختلفة، منها محيط سجن حلب المركزي، وأحياء الصاخور وطريق الباب وكرم البيك بحلب، ومدينتا عندان وأعزاز بريف حلب. وذكرت شبكة شام أن عددا من الجرحى سقطوا إثر إلقاء الطيران المروحي برميلا متفجرا على حي الحيدرية بحلب. من جهتها، ذكرت سوريا مباشر أن جبهة النصرة سيطرت على قرية حزوان شمال شرق حلب إثر اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وفي دمشق، استهدفت كتائب المعارضة بقذائف الهاون تجمعات قوات النظام في محيط حي جوبر، وفقاً لمسار برس. وفي حماة، ذكرت المؤسسة الإعلامية بحماة أن الطيران الحربي شنّ غارات جوية على منطقة الزوار بريف حماة الشمالي، وأضافت أن جبهة النصرة «حررت» حاجز قرية الجاجية بريف حماة الجنوبي واغتنمت ما بداخله من أسلحة. في ريف إدلب، شن الطيران السوري غارة جوية على بلدة تلمنس شرقي معرة النعمان، في حين استهدفت كتائب المعارضة بصواريخ محلية الصنع مقار قوات النظام في وادي الضيف بريف إدلب. مواجهة داعش وفي دير الزور اندلعت اشتباكات بين كتائب المعارضة وجيش النظام في حي الصناعة، كما استمرت المعارك بين المعارضة وتنظيم «داعش». وطالب الجيش الحر الدول الصديقة للمعارضة السورية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وتركيا بدعم فصائله المقاتلة في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق لمواجهة تنظيم «داعش» الذي تمكن خلال الساعات الماضية من الاستيلاء على محافظة نينوى وبعض المناطق في محافظتي كركوك وصلاح الدين العراقية. كما طالب المجلس العسكري الأعلى التابع للجيش الحر في بيانه عبر الانترنت باعتبار محافظة دير الزور «منطقة منكوبة». وأهاب المجلس العسكري الذي اجتمع الثلاثاء «جميع الكتائب والألوية العاملة في محافظة دير الزور بضرورة التوحد والتصدي لعصابات الأسد وداعش الإرهابية». وعقد الاجتماع بحسب ما بينت الصور في حضور رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وتخوض فصائل المعارضة المسلحة في سوريا وبينها جبهة النصرة منذ يناير معارك ضارية ضد «داعش» الذي تتهمه بتنفيذ مآرب النظام السوري وبالتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية وبتنفيذ عمليات قتل وخطف عشوائية. وتسببت هذه المعارك التي شملت محافظات حلب والحسكة (شمال) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب) بمقتل اكثر من ستة آلاف شخص من الطرفين.