تزامنت زيارة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الى طهران، التي شدد بيانها الختامي على ضرورة استمرار المشاورات الثنائية ومتعددة الأطراف من أجل مواجهة التحديات وتسوية مشاكل المنطقة وإزالة المخاوف على طريق اقرار الأمن والاستقرار فيها، تعزيز نهج الاعتدال والعقلانية في المنطقة، بدعوة مجلس التعاون لايران لمعالجة القضايا التي تبعث على القلق على صعيد العلاقات الثنائية بين دول المجلس وإيران، فيما يخص الملف النووي الإيراني، حيث تتطلع دول المجلس إلى ترجمة التوجهات الإيرانية إلى واقع إيجابي في علاقاتها بدول المجلس سعياً إلى إزالة أسباب التوتر بين دول المنطقة، فيما وصف أمين عام المجلس عبداللطيف الزياني اجتماع الاثنين بال"مهمّ"، كما قرر المجلس تعيين مبعوث خاص إلى اليمن لتأكيد دعم دول الخليج إنجاح العملية الانتقالية التي تشرف على رعايتها. واعاد رئيس الاجتماع وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الأحمد الصباح التاكيد على مواقف دول المجلس تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأهمية معالجة القضايا التي تبعث على القلق على صعيد العلاقات الثنائية بين دول المجلس وإيران، فيما يخص الملف النووي الإيراني، مشيرا الى تطلع دول المجلس إلى ترجمة التوجهات الإيرانية إلى واقع إيجابي في علاقاتها بدول المجلس سعياً إلى إزالة أسباب التوتر بين دول المنطقة. وقال الصباح ان الشعب الخليجي قادة ومواطنون ضربوا أروع الأمثلة في التلاحم والترابط المتين، صاحبها إنجازات كبيرة على جميع الأصعدة، مؤكداً تطلع شعوب الخليج لفترات قادمة تحمل في طياتها المزيد من الرقي والرفاهية. وأكد على الرؤية الخليجية حول تفاقم الأوضاع في سوريا، التي تستلزم من المجتمع الدولي التدخل السريع والفعال بجميع مؤسساته العدلية والإنسانية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة والرادعة لحماية المواطنين العزل والحفاظ على حياتهم، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري في الأماكن المحاصرة وفي عموم الأراضي السورية وخارجها. وأوضح وزير الخارجية الكويتي ان السياسات الخارجية لدول المجلس تضع ضمن أولوياتها كل ما من شأنه دعم قضية الشعب الفلسطيني، بوصفها القضية المحورية الأولى للأمة العربية، وضرورة إيجاد حل شامل وعادل يضمن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية بموجب حدود الرابع من يونيو 1967م. دعم اليمن ويرى محللون سياسيون أن تعيين المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع امس الاول مبعوثا خاصا له إلى اليمن تأكيد على دعم دول الخليج على إنجاح العملية الانتقالية التي تشرف على رعايتها. وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني في مؤتمر صحفي "إن حرص دول الخليج ودعمها لليمن جعلها تقرر تعيين مبعوث خاص لها". لكنه لم يحدد اسم المبعوث أو موعد ممارسة مهامه. وأكد دعم دول الخليج "للجهود التي يبذلها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في محاربة الإرهاب وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وصياغة الدستور الجديد". وجاء الإعلان عن تعيين المبعوث بعد مناقشة المجلس رسالة من الرئيس هادي نقلها مبعوثه أحمد عوض بن مبارك، أطلعهم فيها على طبيعة "التحديات السياسية والأمنية" في اليمن وخاصة المواجهة مع تنظيم القاعدة الذي اعتبره هادي "تهديدا للمنطقة وليس لليمن فحسب، الأمر الذي يستوجب تعزيز التنسيق في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب" مشيرا إلى أن التحديات الاقتصادية أيضا التي تواجه بلاده حاليا "تشكل تهديدا حقيقيا للإنجازات التي تم تحقيقها في مختلف المسارات السياسية والأمنية". وأشاد مبعوث الرئيس اليمني- في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية- بتأكيد الاجتماع الوزاري الخليجي على دعم اليمن في المرحلة الانتقالية. انتقال السلطة وفي السياق، اعتبر رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد تعيين مبعوث خاص "تعبيرا عن حرص دول الخليج على إنجاح الانتقال السلمي للسلطة وفق المبادرة الخليجية وتطبيق مخرجات الحوار وقرارات مجلس الأمن". وأضاف ل"الجزيرة" ان هذا التعيين "تقدير ودعم للرئيس هادي في الوصول باليمن إلى بر الأمان، وهذا الاهتمام سينعكس على تلبية مطالب التغيير والانتقال بالذات فيما يتعلق بالدعم الاقتصادي". وتوقع أن يكون سعد العريفي المبعوث المرتقب مع احتفاظه بصفته الحالية مديرا لمكتب دول الخليج بصنعاء. من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي أن تعيين مبعوث خاص يمكن أن يوفر آلية دبلوماسية فعالة للاتصال بتطورات الأحداث وتسارعها باليمن، لكنه أشار إلى أن هذا القرار "لن يكون له تأثير إيجابي، في مجريات الأحداث باليمن، إلا إذا عبّر المبعوث الجديد عن موقف خليجي موحد، وأبدى قدراً عالياً من الحرص على استمرار الالتزام الخليجي القوي تجاه إنجاح التسوية السياسية في اليمن". وأعرب التميمي عن الخشية من أي "توظيف سياسي لدور المبعوث المرتقب ما لم يكن على اتصال بشكل وثيق بالقيادة السياسية للدولة، وأبدى حرصه على إنفاذ كافة الاستحقاقات التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن وبالأخص القرار رقم 2140". يُذكر أن لدول الخليج مكتبا تمثيليا بالعاصمة اليمنية صنعاء، يرأسه سعد العريفي، ويضطلع المكتب بتقوية وتعزيز قنوات التواصل القائمة والمستقبلية مع اليمن. زيارة أمير الكويت وأمّل محللون في ان تسهم زيارة أمير الكويت إلى إيران في حلحلة العلاقات بين ضفتي الخليج. والزيارة هي الأولى لأمير الكويت منذ توليه حكم بلاده عام 2006، علما انه يرأس الدورة الحالية القمة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وكذلك الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية. وبحسب تصريحات المسؤولين في كل من إيرانوالكويت فإنّ محادثات أمير الكويت والرئيس الإيراني حسن روحاني تناولت عدة ملفات إقليمية من أبرزها الخلافات بين دول خليجية وإيران. واعتبر السفير الإيراني في الكويت، زيارة أمير الكويت، إلى طهران منعطفا مهما في خضم مرحلة دقيقة بالمنطقة، ومتغيرات معقدة تشهدها المنطقة الحبلى بالأحداث المتتالية، وما تمخض عنها من تداعيات واضطرابات سياسية تعيشها بعض دول المنطقة".