اتخذت العديد من الشركات العاملة في مجال تصنيع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية كسامسونج وأبل وسوني النظارات الرقمية والساعات الذكية كساحة منافسة وسوق جديد للتنافس فيما بينها وكسب أكبر قدر من المستخدمين لصالحها. ويشير خبراء إلى أن النظارات والساعات الذكية تعد أدوات المنافسة بين الشركات خلال النصف الثاني من هذا العام؛ وذلك بسبب زيادة الطلب عليها نظرا للميزات العديدة والمتوافقة مع مختلف أنظمة التشغيل، إلا أن هناك العديد من المستخدمين قد واجهوا العديد من المشاكل في هذه الأجهزة مما دفعهم إلى الابتعاد عنها. وقال الخبير التقني هاني محمد: إن العمل الفعلي للنظارات الذكية هو محاولة لتحرير البيانات من الأجهزة التقليدية مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ووضعها حرفيا أمام عيني المستخدم، كما أنها في الأصل عبارة عن كاميرا وشاشة ولوح يعمل باللمس مدمجين داخل إطار نظارة، بحيث تكون الشاشة فى مجال رؤيتك، ليمكنك تصوير فيديو والتقاط صور والبحث والترجمة وغيرها من المهام بأقل مجهود، كما تم تصميم الشاشة بحيث لا تعيق مجال الرؤية، كما أن الشاشة هي معادل لشاشة عالية التحديد قياس 25 بوصة تراها من مسافة 8 أقدام، ويظهر عليها كل ما تحتاج لرؤيته من بيانات وصور وأفلام وغيرها، أما الكاميرا المدمجة فتصور ما تراه بعينيك فعلياً من منظورك أنت، وتمكن من التقاط صور أو فيديو لما يراه المستخدم أمامه، ويمكن التحكم بها عن طريق إعطائها أوامر صوتية أو عن طريق اللوح اللمسى الموجود على أحد أذرع النظارة، أو عن طريق حركة يد مختصرة تفهمها النظارة وتنفذها. وأكد أن هناك العديد من المستخدمين واجهوا عددا من المشكلات الصحية من جراء استخدام النظارات الذكية التي تتمثل في صداع في الرأس وآلام في العيون ناتجة عن عدم تعود المستخدمين عليها خصوصا في حالة الاستعمال المطول لهذه النظارات، كما أن من الأسباب كذلك هو وضع شاشة العرض في أعلى ويمين مجال الرؤيا للمستخدم، وذلك من أجل تجنب العوائق سواء تعلق الأمر بالمارة أو غيرهم على الطريق، مما يسبب مثل هذه المشاكل للمستخدمين. وحول الساعات الذكية، قال سالم النهدي: "لم تعد الساعات مقتصرة على ذلك المفهوم القديم أن الساعات فقط لمشاهدة الوقت، فمع تقدم العصر والتطور الذي يعرفه العالم في مجال التكنولوجيا تحولت الساعات العادية إلى ساعات ذكية جدا متطورة وتعمل بأحدث التقنيات الموجودة مما جعل منها الكل في واحد، أي أنها تجمع بين العديد من التقنيات ويمكن استخدامها لعدة أغراض، فقد عرف قطاع الساعات الذكية خلال الفترة الماضية منافسة شرسة بين كبرى الشركات مما أدى إلى انتشار هذه التقنية وارتفاع عدد مستخدميها في العالم بشكل ملحوظ وسريع، وهذا ما يجعل منها تقنية مبتكرة وقابلة للتطوير والتجديد دائما. وتابع: "تتميز الساعات الذكية بتوفير بعض التطبيقات المصغرة التي قد تغني بعض المستخدمين عن إخراج هواتفهم في حال أرادو مطالعة الوقت أو قراءة بريد إلكتروني أو تغريدة في تطبيق تويتر أو الرسائل النصية أو حتى هوية المتصل دون النظر إلى الهاتف أو حتى عملية الاتصال". وأكد أن هناك بعض المشاكل والمعوقات التي تقف بين المستخدمين وإقتنائهم للساعات الذكية مثل التصميم، إضافة إلى انها تحمل عتاد ضعيف مقارنة بالهواتف الذكية تحتاج لأن تكون كبيرة، قد لا تزيد سوى بضع مليمترات عن الساعات الحالية، خصوصاً وأن الجيل السادس للأيبود نانو أنحف من أي ساعة ذكية متوفرة في السوق، كما أن أسعارها الآن تعتبر مبالغة فيها لافتقارها للميزات الذكية المتوقعة، ومن أهم ما يحول بين المستخدمين وبين هذا النوع من الساعات هو عدم مقاومتها للماء. وفي سياق متصل أكد تقرير شركة التحليلات “استراتيجي أناليتكس” Strategy Analytics، أن شركة سامسونج بدأت تسيطر حاليًا على سوق الساعات الذكية وبحصة تبلغ 71 بالمائة من مجموع الأجهزة التي جرى شحنها عالميًا خلال الربع الأول من العام الجاري، كونها قامت بشحن 500,000 ساعة ذكية، وهذا الكمية تشكل نصف المبيعات التي أعلنت عن بيعها خلال العام الماضي 2013 كاملًا. ولا يشمل هذا العدد جميع الساعات الذكية التي تملكها الشركة، مثل الجيل الثاني من ساعتها والتي كشفت عنها في فبراير الماضي وأطلقت عليها اسم “جير 2 و“جير 2 نيو” والتي تعمل بنظام التشغيل التابع لها “تايزن”. ويرى المراقبون أن السبب الرئيسي وراء سيطرة سامسونج على هذه السوق هو قلة المنافسين، إذ لا يتوفر في الأسواق إلا تلك الساعات التي من إنتاج سامسونج وسوني وشركة “بيبل” Pebble. ومن المتوقع أن يشهد سوق الساعات الذكية تغيرًا جذريًا خلال الأشهر القادمة، حيث تعتزم العديد من الشركات الدخول فعليًا في هذه السوق، مثل إل جي وموتورولا وإتش تي سي وأسوس، التي أعلنت أنها ستطلق ساعات ذكية تعمل بمنصة أندرويد وير التي كشفت عنها شركة جوجل في مارس الماضي. يُذكر أن الساعات الذكية تعد أحد أهم منتجات سوق الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، وهي السوق التي يتوقع محللون أن تتضاعف ثلاث مرات خلال عام 2014، وقد يصل عدد الأجهزة المشحونة بحلول عام 2018 إلى 112 مليوناً.