يعتبر اليوم السادس والعشرون من جمادى الآخرة يوماً مشهوداً في تاريخ مملكتنا الحبيبة، هذا اليوم الذي بايع فيه الشعب السعودي الوفي مليكه العطوف وقائد مسيرته الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين سلطان الخير، وأمير المحبة نايف الامان حفظهم الله ، حيث يجدّد الشعب السعودي البيعة والولاء والحب والوفاء لسنة سادسة على التوالى. نعم.. إنها أعوام قليلة مضت، لكنها حافلة بالعطاء المتواصل، ومليئة بالإنجازات العظيمة على كافة المستويات، تلك الإنجازات التي تحققت في عهده – حفظه الله – أصبحت مثاراً لإعجاب العالم، فشخصيته – رعاه الله – تتسم بصفات نبيلة في التسامح والصدق والصراحة والعدل المصبوغ بالطابع الإنساني المسترشد بنور العقل والحكمة والخبرة والتجربة المستمدة من النهج الإسلامي والإرث الحضاري والقيم الأصلية التي تربى عليها منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – حتى أطلق عليه في إحدى الدول الأوروبية لقب ملك الإنسانية تقديراً لأعماله ومواقفه وجهوده الملموسة في خدمة الإنسانية على مستوى العالم. طموحات خادم الحرمين الشريفين في الإصلاح والتغيير لا تتوقف عند إعادة هيكلة الوزارات أو إنشاء الجامعات العالمية والمدن الاقتصادية، فهو يصنع الإنسان السعودي ليكون قادراً على صناعة التغيير بنفسه. ففي هذا اليوم شهدت المملكة بداية النهضة العصرية الحديثة على كافة المستويات والأصعدة بتوجيهات وأوامر مليكها صاحب القلب الكبير وأب الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه ، الذى منذ أن تولى المسئوولية والأمانة العظيمة التي القاها على كاهله الكريم أبناء الوطن ببيعتهم المباركة له، وهو يجاهد في سبيل رقيهم ورفاهيتهم بجميع طبقاتهم وأطيافهم مبتدئاً بالتقصّي والبحث عن احتياجات مواطنيه، الفقير قبل الغني وذلك من خلال الزيارات والجولات الميدانية التي قام بها حفظه الله لجميع مناطق ومدن المملكة، معلناً عصراً جديداً يذكّرنا بعصر الخلفاء الراشدين والأئمة الصالحين.. وعندما تحسّس الاحتياجات أمر بضخّ الأموال لتحسين أحوال المواطنين وذلك بزيادة وتعديل سلم الرواتب ومضاعفة المخصصات المالية الاجتماعية للفئات المحتاجة من أيتام وأرامل ومطلقات وذوي الدخول المنخفضة وإعفاءات من أقسام القروض الحكومية وغيرها.. كما أحسّ بقلبه الطيب المعاناة والمشاكل التي يواجهها بعض مواطنيه مثل بطالة بعض الشباب وعدم توافر المساكن للبعض، فأمر حفظه الله بسرعة توفير الوظائف للمواطنين والمواطنات على حد سواء وإعانة بطالة لغير العاملين، وسرعة إيجاد حل لمشكلة الإسكان بأمره بإنشاء وزارة مستقلة جديدة تعنى بهذا الأمر خاصة، حيث وفر لها جميع المخصصات المالية والإدارية اللازمة لإيجاد حل جدري لهذه المشكلة التي أرّقته هو شخصياً قبل المعنيين بها. فطموحات خادم الحرمين الشريفين في الإصلاح والتغيير لا تتوقف عند إعادة هيكلة الوزارات أو إنشاء الجامعات العالمية والمدن الاقتصادية، فهو يصنع الإنسان السعودي ليكون قادراً على صناعة التغيير بنفسه. هذه هي بعض اللمسات الإنسانية لملك الإنسانية لتوفير الخدمات المباشرة لمواطنيه وذلك بخلاف المشاريع التنموية العملاقة بمختلف القطاعات سواء الاقتصادية أو الصحية أو التعليمية والتي أنجزت فى عهده الميمون، وبشكل قد يشبه المعجزة، التي من أهم أمثلتها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وغيرها من المدن الاقتصادية الأخرى وجامعة الملك عبدالله وجامعة الأميرة نوره وغيرها وغيرها الكثير من المشاريع التي في طور الإنشاء.. والمستشفيات التخصصية في جميع مناطق مملكتنا الغالية. ومع كل هذه المسئوليات الجِسام التي تحمّلها ملك الإنسانية في رعاية شؤون بلده الداخلية، لم يشغله هذا عن الدور الخليجي والعربي والإسلامي فأصبح لهذه الأمم الساعد الأيمن الذي يلجأ إليه وقت المحن والشدائد والناصح الأمين، وصوت الحق الصادح في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، كما لم يبخل يوماً ما بدوره الإنساني على الصعيد العالمي، ففاجأ العالم بأسره بدعوته لمؤتمر دولي لحوار الأديان يدعو فيه إلى التسامح ونشر ثقافة السلام، فأصبح رمزاً عالمياً للسلام يفتخر به العرب والمسلمون كافة.. وكل ذلك نتاج طبيعي لثقل الملك عبدالله في الإدراك والفهم وتميّز الصواب وعمق القرار، وإثر ذلك أجمع المراقبون على أنه رجل المرحلة وقائد الإصلاح والتغيير ورسول العدل والسلام بين الأمم، فهو ملك من معدن نادر صادق وعادل، وتأثره بالمواقف الإنسانية خلال لقاءاته العديدة للأطفال السياميين ومداعبتهم، أو عبر لقائه مع شرائح المواطنين البسطاء من المسنين أو المعاقين أو أصحاب الحاجات، وهو يصغي إليهم إصغاء الأب الحاني ويوجّه المعنيين بتلبية أمنياتهم وحل مشاكلهم. فهنيئاً لنا بملك القلوب وسلطان الخير ونايف الأمان، ولهذا الوطن الغالي وحكومتنا الرشيدة، سائلين الله عز وجل أن يديم على مقامه الكريم الصحة والعافية وعلى بلادنا ومن عليها الخير والبركة. [email protected]