كواحد من ملايين البشر ممن يحبون الورود, أضرب في كل يوم مثلا بالوردة فهي الجميلة الناعمة الرقيقة ذات الرائحة الزكية وبالتالي فإن كل ما بها من صفات يجعلني أتعلق بها أكثر وأكثر, لذا فإنني من أكثر الناس احتفاظا بالورد وعناية به. حكايتي مع الورد تتكرر دائما فهي من الأشياء القليلة جدا التي لا أملُّ تكرارها أبدا, فحينما أذهب لأي محل للورود أحب أن اشتري بذرتها فيضعها البائع لي بكيس كرتوني صغير ليحفظها, ومن شدة حرصي وخشيتي على بذرتها هذه أضعها في جيبي العلوي لتسهل مراقبتي لها خوفا عليها , وحين أصل إلى البيت أخرجها من جيبي بكل رفق ثم اخرجها من كيسها المغلف بكل عناية من شدة رقتها ونعومتها وأضعها في أصيص خاص بها وفي كل صباح أراقبها وأحيانا أسقيها فهي تحتاج للماء في فترات متقطعة وحين تنشق بذرتها وتبدأ تنمو أتعلق بها أكثر وأخشى عليها أكثر من كل العوامل حولها ويزيد اهتمامي بها فأراقبها كل يوم مرتين أو أكثر وحين تتفتح أوراقها أحافظ على كل الأجواء التي تحافظ على حياتها ففي الحر أبعدها عن شدة الشمس وفي البرد أقربها من الدفء فلا أفرط في تدفئتها وكذلك لا أفرط في تبريدها فهي فائقة الحساسية لكل شيء يزيد عن متطلباتها ثم أعيدها إلى مكانها, مكانها ليس أي مكان, مكان لا يتطاوله كل من يؤذيها أو قد يؤذيها أو من يحاول العبث بها ويقطف جزءا منها فلا هو من أخذها ليصونها ويرعاها مثلي ولا هو من تركها لي لأعتني بها كلها فشاركني بها ثم بعد ذلك رماها وقد يبحث عن غيرها, فالجزء منها لا يمثلها كلها والذي سرعان ما يذبل ويموت والمتسبب بذلك هو من قطف جزءا منها لغرض مؤقت ثم تركها بعد أن اخذ أجمل ما بها. حكايتي مع الورد أعلاه هي أفضل مثال حاولت أن أشبهه بالمرأة في مجتمعنا فهي تمتلك كل صفات الوردة إن حظيت باهتمام من هم أحق بالاهتمام بها وهم أهلها بشكل كامل وإن ترك مصيرها لمن يتشدقون بأنهم من يبحثون عن حقوقها فهم سبب رئيسي بفقدان كل جمالها المختلف. قيادة المرأة للسيارة هي مجرد ذريعة أرادتها فئة من المجتمع يزعمون بذلك مطالب العدالة والمساواة وذرائع مشاكل السائقين ومشاكل أخرى لا تتجاوز عُشر نساء المجتمع, فهم يقارنون السيئ مع الأسوأ وليس السيئ مع الأفضل, اتحدى أن يتم تسفير أي سائق أو حل أي مشكلة لما يزعمون أنها معاناة سائدة لكل امرأة بل هي باب جديد من المشاكل بل المصائب التي تنتظر مجتمعا يكفيه ما فيه, يحمد ربه على ما اكرمه من نعمٍ يحلم غيره بربعها, فالأفضل ما قاله عليه الصلاة والسلام (خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي) وان لم يستطع رب البيت فهناك حلول كثيرة تكفينا شر قيادة المرأة اجتماعيا واقتصاديا, هؤلاء يريدون أن تتجرد من صفاتها فتصبح رجلا آخر تشارك في كل شيء وتتجاوز أنوثتها الجميلة الطبيعية وإطارها الراقي ولا تصبح كالوردة أعلاه وأسأل كل من تبنى هذا النهج فأقول هل أدت المرأة الحقوق داخل البيت حتى تسأل عن حقوقها خارجه ؟. بإذن الله ألقاكم الجمعة المقبلة, في أمان الله.