تعتني ربة البيت أم يحيى بأشجار الورد المحمدي التي زرعتها داخل منزلها بشكل مكثف، فتستيقظ في الصباح الباكر، لتسقيها وتشذب رؤوس أغصانها، كما تضع لها السماد بنفسها، وتقول» لولا عنايتي الدقيقة والمستمرة بشجيرتي لما أنتجت ما يصل إلى عشر أزهار في الوقت نفسه؛ وحين تتفتح الأزهار أقطفها لأزين بها المنزل، فأوزع المزهريات واحدة في المطبخ، وأخرى في الصالة، وثالثة في غرفة النوم، شذاها الرائع يشعرني بالاسترخاء»، و تنوه أم يحيى إلى فخرها الشديد حين تندهش زائراتها عند رؤيتهن كبر حجم الأزهار. و لم يعق السيدة كميلة فهيم صغر منزلها، أو ضيق ذات يدها عن زراعة زهرتها المفضلة، لذا استخدمت حوض استحمام تخلص منه أحد الجيران وملأته بالتربة، وتصنع السماد المنزلي لأزهارها بنفسها، في حين ترفض شمسة عفيف صنع قلائد الورود للأعراس والمناسبات الأخرى من غير الورد المحمدي، قائلة» استبدل كثيرون في الوقت الحالي قلائد الورد المحمدي بتلك التي تجهز في محلات بيع الزهور، ولكني لا أفضلها، رغم شكلها الجميل إلا أنها بلا رائحة». وتغلي أم محمد المسلم بتلات الورد المحمدي وتشرب مغلي الأزهار لعلاج التهاب الحلق، والنزلات الصدرية، معتبرة إياه دواء طبيعيا ناجعاً ومفيداً، ويؤكد العطار إبراهيم الجامع فائدة شرب مغلي بتلات الوردة في إزالة احتقان الحلق، منوها إلى استخدامه من قبل بعض النساء لعلاج الصداع بطحنه وإضافته إلى الزيت أو ماء الورد، ثم دهن الرأس به. ويذكر المزارع عبدالله الزاهر أفضل طرق زراعة أشجار الورد المحمدي» تعمل حفرة بعمق نصف متر ويضاف إليها مقدار» سطل» صغير من السماد البقري، وتغرس الشجرة، وبعد ذلك تساوى التربة وتقص الفروع من المنتصف، لمساعدتها على الإزهار»، مشيراً إلى الوقت المثالي لزراعتها، الذي يتخلل فصلي الشتاء والربيع، أما زراعتها في فصل الصيف فلا تعطي نتائج مرضية، مبينا ضرورة حماية الأشجار في فصل الصيف من حرارة الشمس، إضافة إلى ريها مرتين يوميا، نظرا لشدة الحرارة صيفا، التي تتسبب في موت كثير من الأشجار إذا ما أهملت أثناء العناية بها، خاصة أن الأشجار إذا ما ماتت فهي لن تزهر. ويقول مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة في الشرقية، سعد المقبل إن بداية موسم زراعة الورد في فصل الشتاء خلال شهر نوفمبر وديسمبر ويناير، إضافة إلى فبراير، وتبلغ ذروة الإنتاج خلال أشهر الربيع في مارس، وإبريل، علماً بأن المنطقة الشرقية لا تعتبر مناسبة تماماً لزراعة الورد المحمدي على نطاق واسع. قطف الورد المحمدي