يتميز الإنسان بمكانة خاصة بين سائر الكائنات، ولأنه كائن متميز تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في حماية الإطار الذي يعيش فيه مع غيره من الكائنات الحية، لاسيما أن البيئة بمختلف أنظمتها الطبيعية والبيولوجية تحيط بالمجتمع الإنساني الذي تشكل المرأة نصفه، ولأنها شريك في الحياة البشرية فهي أيضاً شريكة بواجبات هذه الحياة مثل الرجل، بل إن حماية البيئة اليوم في عالمنا ومنه العالم العربي تشكل المرأة فيه حضوراً قوياً ومتميزاً. سنتطرق هنا بشكل موجز إلى دور المرأة في مجال البيئة، باعتبارها ربة بيت ومديرة لشؤون الأسرة وتربية الأطفال، بعيداً عن أدوارها المهمة الأخرى، كعالمة وطبيبة وأكاديمية وموظفة، وفي هذا الإطار يكمن الحفاظ على البيئة والحد من استنزاف الموارد البيئية الطبيعية، ويتجلى ذلك الدور في الوضع الاجتماعي البارز الذي تحتله المرأة في بيئتنا الأولى «المنزل»، حيث إنها في الغالب تدير الشؤون الاقتصادية المنزلية من خلال تعاملها مع الموارد الطبيعية المتوفرة في المنزل، مثل الماء والطعام والطاقة، ومتى ما وعت المرأة بأهمية ومحدودية هذه الموارد، سيكون ذلك مهماً في الحد من الإسراف في الطعام والمياه والطاقة، وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى هدر لهذه الموارد الطبيعية ومخلفات في البيئة. وإذا كانت المرأة ربة البيت مسؤولة عن الحد من استنزاف الموارد، مثل الطاقة والمياه، فإنها أيضاً تقوم بدور تربوي بيئي أكثر أهمية، ألا وهو توجيه الأبناء في الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية، مثل توجيه الأطفال إلى اتباع الأسلوب السليم للاستفادة من المياه وعدم إهدارها وترشيدها. والمرأة كمسؤولة أولى عن صحة الأطفال من بداية نشأتهم مروراً بمراحلهم العمرية المختلفة، يتجلى دورها في رفع المستوى الصحي والبيئي للأبناء، وباهتمام المرأة بأبنائها على ذلك النحو السليم الذي يحميهم من الأمراض، ويجعلهم يتمتعون بصحة جيدة في حياتهم؛ ما يجعلهم يكتسبون وعياً بأساليب الصحة والتغذية والبيئة السليمة، وبالتالي يظهر هنا دور المرأة في تربية أجيال مسلحين بالوعي، وهو ما سيكون له التأثير المباشر وغير المباشر في تعاملهم مع البيئة، وبناءً على ذلك يتبين لنا الدور الأساسي والمهم للمرأة في الحفاظ على البيئة السليمة وحماية أفراد الأسرة والمجتمع ككل من الأضرار البيئية. بناء على ما سبق، فإنه يمكن للمرأة أن تقوم بدور كبير وفعال في عملية الحفاظ على البيئة وسلامتها، من خلال الأمور التالية: – زرع قيم حب الجمال والطبيعة والحفاظ عليها في نفوس أطفالها، فما يتعلمه الطفل في صغره يصعب محوه بسهولة. – أن تكون قدوة لأبنائها في عملية الحفاظ على المياه من الهدر، فلا تترك صنبور الماء مفتوحاً طويلاً. – أن تراقب استهلاك الطاقة في المنزل، فلا تسمح بترك المصابيح منارة والأدوات الكهربائية مشغلة إلا عند الضرورة. – أن تقوم بشراء المنتجات الصديقة للبيئة. – أن تقوم بفرز القمامة في المنزل، وتعليم أطفالها كيفية الفرز في أكياس مختلفة. – أن تراقب أطفالها لعدم رمي المخلفات في الشارع من نافذة السيارة أو في الحدائق العامة، بل يجب أن تعلمهم كيف يلقون بقايا الأطعمة التي يأكلونها في أماكنها المخصصة في الحاويات. – أن تدع كل طفل من أطفالها يغرس نبتة في حديقة المنزل، أو في أصيص على الشرفة وتدعه يهتم بها. – أن تغرس في أبنائها قيم الحفاظ على البيئة، وأنها مسؤولية الجميع وواجب ديني ووطني. وأخيراً، لابد من العمل الجماعي للمحافظة على البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة لأجيالنا المقبلة.